“القومي” يشيع أربعة من شهدائه على طريق فلسطين بحضور سياسي وشعبي حاشد
بحضور حاشد شيّع الحزب السوري القومي الإجتماعي يوم الأحد (15- 12- 2024) أربعة من شهدائه على طريق فلسطين وهم الشهيد علي محمد أمين، الشهيد أحمد محمود درويش، الشهيد محمد أحمد زنكيح، الشهيد أحمد قاسم العمّار والذين ارتقوا في مواجهة العدوان اليهودي على لبنان وفلسطين وخلال تأديتهم الواجب القومي في التصدّي لمحاولة الإجتياح في جنوب الكيان اللبناني.
وقد حضر التأبين رئيس الحزب الأمين ربيع بنات ورئيس مجلس الأعلى الأمين عامر التلّ وعدد من العمد والمسؤولين والأمناء وحشد كبير من الرفقاء والمواطنين، إضافة إلى ممثلّين عن الأحزاب الصديقة والحليفة.
وألقى رئيس الحزب ربيع بنات كلمة جاء فيها:
الحضورُ الكريم،
نُشَيِّعُ اليومَ الشهداءَ الأَبْطالَ: أحمد محمود درويش- أحمد قاسم العمار – علي محمد أمين كردي – محمد أحمد زنكيح.
وسَنُشَيِّعُ قريبًا رُفَقاءَنا مِنْ مفقودي الأَثَرِ، الذينَ نَسيرُ بإجراءاتِ تَتَبُّعِ أَثَرِهِم والبَحْثِ عَنْهُم وإعادَتِهِم وتَكْرِيمِهِم.. نُشَيِّعُ اليومَ مَنْ ضَحّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِ أُمَّتِهِ، نُشَيِّعُ مَنْ قَدَّمَ روحَهُ فداءً لِبِلادِهِ، نُشَيِّعُ رُفَقاءَ أعزّاءَ مِنْ نُسورِ الزوبَعَةِ. هؤلاءِ النسورُ أرادوا لنا البقاءَ والانتِصارَ فبَقينَا وانتَصَرْنا. إنتَصَرْنا بِمَنْعِ العَدُوِّ مِنْ تَحقيقِ أَهْدافِهِ الاستراتيجِيَّة. أرادَ إِنْهاءَ المقُاوَمَةِ في لبنان، أرادَ فَرْضَ وِصايَةٍ أَمْنِيَّةٍ على لبنان فلَمْ يَسْتَطِعْ، أرادَ اجتِياحَ جنوبِ لبنان فَلَمْ يَسْتَطِعْ، أرادَ فَرْضَ شَرْق أوْسَط جديدٍ فَلَمْ يستَطِع. مَنَعْناهُ مِنْ تَحْقيقِ أهْدافِهِ الكُبرى وَمِنَ الانتِصارِ ولَكِنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَنْعَهُ مِنْ قَتْلِ الأبْرِياءِ، وَلَمْ نَسْتَطِعْ مَنْعَهُ مِنْ تَدْميرِ القُرى وَلَمْ نَسْتَطِعْ مَنْعَهُ مِنْ تَهْجيرِ اللُّبنانِيَينَ وَلَمْ نَسْتَطِعْ مَنْعَهُ مِنِ اغتِيالِ القَادَةِ وَعلى رأسِهِم سماحَةُ الأمينِ العامِ السيّد حسن نصرالله.
مَنَعْنا العَدُوَّ مِنْ تَحْقيقِ أهدافِهِ بِفَضْلِ المؤمِنينَ أبناءِ مَدْرَسَةِ أنطون سعاده، والمؤمنينَ أبناءِ مَدْرَسَةِ الحُسَيْن. هؤلاءِ المُقاتِلونَ مؤمَنون بِحُبِّ الحَياةِ وَبِحُبِّ المَوْتِ متى كانَ المَوْتُ طريقًا للحَياةِ ومؤمِنونَ بِحَتْمِيَّةِ انتِصارِ الدمِ على السَّيْفِ لَحْظَةَ يَكونُ المَوْعِدُ مَعَ الظُّلْمِ والإجْرامِ.
مَنَعْنا العَدُوَّ مِنْ تَحقيقِ أهْدافِهِ بِفَضْلِ التَضْحِياتِ والعَطاءاتِ الجَمَّةِ التي قدَّمَتْها عائلاتُ الشُّهداء. فزَرْعُكُم أثْمَرَ بُطولاتٍ في المَيدانِ وأثْمَرَ انتصاراتٍ على الحافَّةِ الأمامِيَّة. أنتُم السببُ الأهمُّ في بقاءِ الأمّةِ وبقاءِ الوطنِ، فأنتُم مَنْ رَبَّيْتُم أبناءَكُم على حُبِّهِ وعلى التَّضْحِيَةِ في سبيلِهِ.
مَنَعْنا العّدُوَّ مِنْ تَحقيقِ أهدافِهِ بِفَضْلِ صَبْرِ أهلِنا مِنَ النازِحينَ وصُمودِهِم وثَباتِ قناعاتِهِم واستِحالَةِ إبعادِ المُقاوَمَةِ عَنْ قلوبِهِم. رافَقْناكُم في فَتْرَةِ الحَربِ وَسَنُرافِقُكُم عِنْدَ كُلِّ استِحقاقٍ، في عَوْدَتِكُم إلى قُراكُم وفي بِنائِها وفي عَوْدَةِ أيَّامِ العِزِّ .
نَحنُ، في الحزبِ السوري القومي الاجتماعي، نَفْتَخِرُ بنُسورِ الزَوْبَعَةِ، وبِالشهداءِ والجرحى، ونَعْتَبِرُ أنّ واجِبَ هؤلاءِ الذي أدّوهُ في المَيْدانِ على الحافّةِ الأمامِيَّةِ، هو فَخْرُنا وعِزُّنا وهو مَسيرَتُنا التي لم ولن تتوقَّف.
الحضور الكريم،
تَوَقَّفَ العُدْوانُ على لبنان بِفِعْلِ المُقاوَمَةِ، ولكنَّ الحربَ مع هذا العَدُوِّ لا يُمْكِنُ لها أن تتوقَّفَ، شاهَدناها في غزّة، والضفةِ، و لبنان، ونشاهِدُها الآنَ اليومَ في جنوبِ الشام، حينَ استغلَّ هذا العَدُوُّ الحدَثَ الداخِلِيَّ لِيَتَسَلَّلَ بالقُرْبِ مِنَ المناطِقِ اللبنانيَّةِ، مُتابِعًا إِغْلاقَ طريقِ الإِمْدادِ على المُقاوَمَةِ في لبنان. انطلاقًا مِنْ ذَلِكَ يُشَدِّدُ الحزبُ السوري القومي الاجتماعي على أنَّ مِنْ واجِبِ كُلِّ القِوى الوَطَنِيَّةِ، وَكُلِّ مُواطِنٍ سورِيٍّ، العملَ عَلى مُواجَهَةِ الاجتِياحِ اليهودِيِّ للجَنوبِ السوري، دفاعًا عَنِ الأَرْضِ والوَطَنِ والشَّعبِ، والذي لا يُمْكِنُ لَهُ أَنْ يَتَحَرَّرَ دونَ عَقيدَةٍ قِتالِيَّةٍ تَكونُ أساسًا لِجَيْشٍ وَطَنِيٍّ يَحْفَظُ الدوْلَةَ وَيَحمي أَراضيها وشعبَها وَمُؤَسَّساتِها.
نُؤَكِّدُ أيضًا أنَّهُ يَتَوَجَّبُ العملُ على إيجادِ سُلْطَةٍ مُنْبَثِقَةٍ عَنْ إرادَةِ السوريينَ أنفُسِهِم، تَحْكُمُ البِلادَ وتُحافِظُ على وَحْدَةِ أراضيها ومُجْتَمَعِها ومَصالِحِها وَتَحْفَظُ المُؤَسَّساتِ وَتُرَسِّخُ مَفْهومَ المُواطَنَةِ والدَّوْلَةِ الوَطنيَّةِ، كما تُحَدِّدُ لِنَفْسِها بوصْلَةً واضِحَةً وثابِتَةً هي فلسطين.
أمّا في لبنان، فنُرحِّبُ جدًّا بِدَعوَةِ الرئيسِ نبيه بري لَجَلْسَةِ انتخابِ رئيسٍ للجُمْهورَيَّةِ، كما نَدعو جَميعَ الحُلَفاءِ أنْ يَكونوا حَريصينَ على هواهِ الوطني، الداعِمِ للمُقاوَمَةِ، والمُتَمَسِّكِ بأَفْضَلِ العَلاقاتِ مَعَ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ.. وطبعًا، صاحبِ مشروعٍ إصلاحيٍّ يُحارَبُ الفسادَ ويَشْرَعُ في بِناءِ الدولَةِ..
بالنسبَةِ للخُصومِ ندعوهُم إلى عَدَمِ الرَّهانِ على ما يَعتَبِرونَهُ خَسارةً لمُقاوَمَةِ لبنان بِفِعْلِ الحَربِ وبِفِعْلِ سُقوطِ النظامِ في الشام دونَ قتال. راهِنوا على الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ وعلى استِحالَةِ إلغاءِ الآخر. راهِنوا على الدولَةِ والمُؤَسَّساتِ ووَحْدَةِ البلد. راهِنوا على تعميقِ عناصرِ قُوَّةِ لبنان، فقُوَّةُ لبنان ليْسَتْ بِضُعْفِهِ.
كما نُرَحِّبُ عالِيًا بِبَدءِ دُخولِ الجَيْشِ اللبناني إلى البَلْداتِ الجَنوبِيَّةِ تَنْفيذًا لاتِفاقِ وَقْفِ إطلاقِ النارِ، فالجَيْشُ هو الضَمانةُ الوَطَنِيَّةُ لِكُلِّ اللُّبنانِيّينَ وَلَهُ مِنْهُم كُلُّ الثِّقَةِ بإعادَةِ الأمْنِ والاستِقرارِ، وبالاشتِراكِ مَعَ المُقاوَمَةِ لصدّ أيِّ اعتِداءٍ أو خَرْقٍ مُستَقبَلِيٍّ يَقومُ بِهِ العَدُوّ.
خِتامًا، كُنّا قَبْلَ السابعِ مِنْ تشرين 2023 قَدْ أعْلَنَّا العودةَ إلى ساحِ الجهادِ، اليومَ في 15-12-2024، بَعْدَ حَربٍ دَفَعْنا خِلالَها الغالي والنفيسَ، وقَدَّمْنا فيها الشُّهَداءَ والجرحى، نُعاهِدُكُم جميعًا.. نسورُ الزوبَعَةِ التي لَمْ يَتَمَكَّنْ العَدُوُّ الصهيونيُّ مِنْ إزاحَتِها مِنْ أَرْضِ المَعْرَكَةِ، ثابِتَةٌ في ساحِ الجِهادِ لَنْ تَخْرُجَ مِنْهُ أبَدًا.. حتّى النصر..
رحِمَ اللهُ الشهداءَ والبَقاءُ للأُمَّة.
بعدها كانت كلمة لحزب الله ألقاها الحاج محمود قماطي شدّد فيها على استمرار المقاومة وبقائها وصلابتِها، كمّا أكّدَ على أهمية التفاهم والإنفتاح الداخلي والحوار مع جميع الافرقاء اللبنانيين بما يَخدمُ وحدة لبنان ومصلحتِه، واعتبرَ قماطي أنّ العلاقة بين حزب الله والحزب السوري القومي الإجتماعي هي علاقة مستمرّة وتحالف الحزبين هو تحالف صلب معمّدٌ بالدمِ والشهادة.
قدَّمَ حفلَ التأبين الرفيق وائل ملاعب بقصيدةٍ وأبياتِ شِعرٍ مؤثّرَةٍ من وحي المناسبة.