مشهد الشمال السوري.. الأسد يحسم سياسياً والجيش ميدانياً
خاص - رصد دايلي ليبانون
بات واضحاً أن تطورات الميدان في الشمال السوري تأتي مرتبطة بتطورات المنطقة لا سيما بعد إعلان وقف إطلاق النار في لبنان والذي تم إعلانه بعد العجز الاسرائيلي عن تحقيق أي هدف عسكري، وجاءت عبارة رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو عن الرئيس السوري بشار الأسد “بأنه يلعب بالنار” بمثابة صافرة البداية لإطلاق هجمات التنظيمات الإرهابية باتجاه مواقع الجيش السوري في حلب وحماه، لكن وفي وقت قياسي نجح الجيش السوري في إمتصاص الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقاً ومعها الجماعات المشتددة المدعومة تركيا بإتجاه حلب وحماه، حيث بدأ الجيش السوري بإستلام زمام المبادرة والسيطرة تدريجياً على المناطق التي دخلتها الجماعات المتشددة وعاثت فيها خراباً، ولعل مشهد أحد المتشددين وهو يحطم شجرة الميلاد في أحد شوارع حلب خير دليل على الخلفية المتشددة للعناصر والجماعات التي تشارك تنفذ الهجوم العسكري.
بالمقابل يواصل الجيش السوري تعزيز قواته بحيث وصلت حشود عسكرية ضخمة ومدعومة بالاسلحة الثقيلة بهدف القيام بهجوم معاكس، حيث بدأ سلاح الجو السوري الروسي المشترك بدك مقرات ومواقع التنظيمات الإرهابية في إدلب وريف حماه وبعض مناطق حلب، حيث سقط عشرات الإرهابيين بين قتيل وجريح من بينهم عدد من القياديين من جنسيات أجنبية، في ظل معلومات تحدثت عن مقتل زعيم التنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي أبو محمد الجولاني بغارة على إدلب دون أن يتم تأكيد الخبر أو نفيه.
وأفادت مصادر أن الأوضاع في مدينة حماة تسير بشكل اعتيادي وتسير الحياة اليومية بشكل طبيعي رغم الإشاعات التي تم بثها بهدف الضغط على معنويات أهالي مدينة حماة الذين امتصوا الصدمة بسرعة وانطلقوا للدفاع عن مدينتهم، حيث تم تشكيل خط دفاع في ريف حماة لمنع المجموعات المسلحة من تحقيق أية خروقات أو تثبيت نقاط لها.
وفي مدينة حلب تحدثت معلومات عن حالة تخبط جراء فقدان الاتصال بين المسلحين بظل الهجوم الهجمات المضادة للجيش السوري، حيث أعلنت وزارة الدفاع السورية أن هجوما معاكسا سيبدأ قريبا لاستعادة جميع المناطق وتحريرها، بينما لجأت الجماعات الإرهابية الى إسستخدام الطائرات المسيرة وهو السلاح الأخير الذي تحاول المجموعات الإرهابية المسلحة استخدامه للضغط وزعزعة الأمن في المناطق التي فقدت السيطرة عليها.
كما شن الطيران الروسي – السوري غارات جوية مكثفة على محاور جنوب شرق إدلب وجنوب إدلب ومحاور سهل الغاب إستهدفت تحركات الإرهابيين وآلياتهم وتجمعاتهم ومقراتهم، ما أدى الى تخفيف الضغط على محافظة وريف حماة لإخلاءها من المجموعات المسلحة.
على الضفة السياسية يبدو ان موقف الرئيس السوري بشار الأسد حاسم في إجتثاث الإرهاب وتحريرالأراضي السورية مستفيداً من الدعم العربي الكبير لدمشق، وهذا ما عبّر عنه الرئيس الأسد في الإتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين حيث أكد في إتصال مع القائم بصلاحيات الرئيس الأبخازي أن الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وه ي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيّاً كان داعموه ورعاتُه، كذلك أكد الرئيس السوري في اتصال مع رئيس الحكومة العراقية والرئيس الإماراتي أن بلاده مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه كل الإرهابيين وداعميهم”.
ساسيا أيضاً برز المسعى الإيراني – الروسي تجاه تركيا بهدف وقف تبني أنقره للمجموعات التي كانت تتدرّب وتتجهّز برعاية الأتراك في ادلب، وفي هذا السياق تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق قبل إنتقاله الى انقره لبحث تطورات الشمال السوري، لكن يبدو واضحا أن سوريا حاسمة في قرار ،
وتشير مصادر الى أن الجانب التركي استبق تسلّم الرئيس الاميركي دونالد ترامب السلطة في الولايات المتحدة الداعمة للكُرد، وانكفاء مقاتلي حزب الله عن المناطق الشمالية السورية بسبب الحرب الاسرائيلية على لبنان، ونفذوا عملية عسكرية عبر الفصائل الإسلامية المتشددة، وارسلوا بذلك اشارات إيجابية للإسرائيليين بهدف قطع إمدادات حزب الله من ايران والعراق بإتجاه لبنان عبر سوريا، كما يحاول مسلحو “هيئة تحرير الشام” الوصول إلى مناطق نفوذ الكرد للسيطرة عليها، ترجمة للهدف الأساسي التركي ضرب مناطق سيطرة الأكراد.