ماكس فرستابن يُطارد إرث العظماء

وسط أضواء لاس فيغاس الساطعة وأجوائها الصاخبة، واصل ماكس فرستابن كتابة التاريخ، متوَّجاً بلقب بطولة العالم للفورمولا 1 للمرة الرابعة على التوالي. ورغم أن السائق الهولندي اكتفى بالمركز الخامس في سباق جائزة لاس فيغاس الكبرى، كان هذا كافياً لضمان لقبه قبل جولتين من نهاية الموسم، ليؤكد مرة أخرى أنه بات أيقونة لا يمكن إيقافها.

شهد سباق لاس فيغاس تفوّق فريق مرسيدس، حيث خطف جورج راسل الفوز وسط أداء رائع، فيما أكمل لويس هاميلتون الثنائية بحلوله ثانياً رغم انطلاقه من المركز العاشر. بينما تصدّر راسل السباق بمهارة منذ البداية، نجح فرستابن في الحفاظ على موقعه ضمن المراكز الأولى، مكتفياً بأداء استراتيجي ضمن له النقاط اللازمة للقب.

أرقام لا تصدق
إنجاز فرستابن هذا الموسم يتخطى الفوز باللقب فقط. فقد فاز بثمانية سباقات هذا العام، وهو أكثر من ضعف عدد الانتصارات لأي سائق آخر. بفضل هذا الأداء، أصبح الهولندي البالغ من العمر 27 عاماً واحداً من ستة سائقين فقط في تاريخ الفورمولا 1 حققوا أربعة ألقاب عالمية. والأكثر إثارة للإعجاب، أنه إلى جانب سيباستيان فيتل، هو الوحيد الذي فاز بأربعة ألقاب متتالية منذ تأسيس البطولة.

مع ألقابه الأربعة، ينضمّ فرستابن إلى قائمة أسطورية تضمّ سيباستيان فيتل، وآلان بروست، ولويس هاميلتون. ورغم أنه لا يزال بعيداً عن أرقام شوماخر وهاميلتون القياسية (7 ألقاب لكلّ منهما)، إلّا أن إيقاعه الحالي يوحي بأنه قد يكون في طريقه لكسر هذه الحواجز.

عقلية بطل
منذ صعوده إلى الفورمولا 1، تميّز فرستابن بعقلية تنافسية شرسة وقدرة مذهلة على التأقلم مع مختلف ظروف السباقات. فهو ليس فقط سائقاً سريعاً، بل أيضاً يتمتع بقدرة فريدة على تحليل المواقف واتخاذ القرارات في لحظات حاسمة. هذه المهارات، إلى جانب دعم فريق ريد بول وتفوق سيارته، جعلت منه القوة المهيمنة في البطولة.

مع بقاء جولتين على نهاية الموسم، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن يضيفه فرستابن إلى سجله. ومع دخوله العقد الثالث من عمره، يبقى السؤال الأكبر: «إلى أي مدى يمكن لهذا النجم أن يذهب؟ وهل نشهد قريباً كسر أرقام قياسية جديدة في تاريخ الفورمولا 1؟».

ماكس فرستابن ليس فقط سائقاً موهوباً، بل رمزاً لعصر جديد من الهيمنة والابتكار في سباقات الفورمولا 1. وكلما خطا خطوة نحو الأمام، ترك بصمة أعمق في سجل الرياضة.