اخبار محليةالرئيسية

خبراء عسكريون: الجيش “الإسرائيلي “فقد الزخم الذي بدأ فيه حربه على لبنان

أشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي خرجت بشكل كامل من مدينة الخيام بعد عجزها عدة مرات وعلى مدى أسبوعين من دخولها والبقاء فيها والسيطرة على التلال الحاكمة فيها، مؤكدة سيطرة حزب الله على الميدان والتحكم بمسار المعركة واتباع تكتيكات عسكرية ترفع كلفة العملية البرية إلى الحد الأقصى، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يُغيّر أهداف العملية العسكرية وفق تطورات الميدان ويعدل خططه وفق مسار المعركة. وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الجيش الإسرائيلي فقد الزخم الذي بدأ فيه حربه على لبنان وعمليته العسكرية، وهو رغم كل عمليات القصف والتدمير والتهجير ونسف قرى بأكملها واستخدام أحدث التكنولوجيا في العالم وكل الضربات الأمنية التي وجهها لحزب الله لم يستطع السيطرة على قرية كاملة والبقاء فيها والاستناد اليها للتقدم باتجاه قرى الخطوط الخلفية من الجنوب”. ولفت الخبراء الى أن “رئيس الأركان الإسرائيلي قال إنه صادق على توسيع العملية العسكرية لكن لم يقل كيف، وهل سيدخل بشكل أوسع باتجاه الليطاني أو فقط سيكتفي بالقصف الجوي ومزيد من تدمير ونسف القرى من الخط الثاني؟”. وشكك الخبراء بـ”قدرة الجيش الإسرائيلي على التوغل في قرى الصف الثاني من دون التأكد من تأمين الخطوط الأمامية أو قرى الحافة الأمامية، أو ما يعرف بالعلم العسكري “تأمين ظهر الجيش”، وما وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة في الخط الأمامي إلا دليل على ذلك، إضافة الى ما أوردته قناة الـ12 الإسرائيلية بأن الصواريخ لا تزال تنطلق من قرى الحافة الأمامية باتجاه القوى المهاجمة وشمال فلسطين”. كما لفت الخبراء الى أنه “إضافة الى العوامل الجغرافية وطبيعة التضاريس في الجنوب، فإن الظروف المناخية مع قدوم فصل الشتاء ستشكل عاملاً سلبياً للجيش الإسرائيلي على الصعيد البري والجوي”.
وعلى وقع ضربات المقاومة في الميدان، لا يزال المشهد التفاوضي والسياسي ضبابياً، في ظل معلومات وتحليلات متعاكسة حول احتمال التوصل إلى هدفه على الجبهة الجنوبية، ففي حين تشير تقديرات جهات دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن الاتجاه نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبالحد الأقصى قبل مطلع العام المقبل على اعتبار أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت بعض الأهداف التكتيكية إضافة الى أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يريد أن يتسلّم وتكون الحرب في لبنان وغزة قد انتهت، على أن يتظهر التوجه الأميركي الجديد بعد اجتماع ترامب – بايدن”. في مقابل ذلك نفت أوساط سياسية محلية لـ”البناء” علمها باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن المعنيين بالتفاوض في لبنان “لم يتسلموا أي صيغة أو اقتراح حتى الآن ولم يحدّد أي موعد لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت”. ووضعت الأوساط التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد لبنان في “إطار الضغط على لبنان لفرض الشروط الإسرائيلية عليه عندما تقترب لحظة التفاوض ويعود هوكشتاين الى بيروت”.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في الذكرى الأربعين لاستشهاد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في تصريح له من مجلس النواب أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يأخذ في السياسة ما لم يأخذه في الحرب ولن نقبل بأن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية والعدو وكل من يعتقد أن الوحشية الإسرائيلية تدفعنا للقبول بشروط العدو فهو واهم ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى متمسكون بالمقاومة”، مضيفاً: “قرارنا وقرار شعبنا هو المواجهة والمقاومة وبلدنا لن يخضع لشروط العدو”.
واعتبر فضل الله أنه “حتى هذه اللحظة العدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه”، معتبراً أن “بنت جبيل وأخواتها من القرى أذلّت وحدات النخبة في قوات الاحتلال في العام 2006 وهو يحاول اليوم الانتقام منها”. وتابع: “بعدما استنفد العدو حملته البرية والتي فشل فيها دفع المقاومين ومنع إطلاق الصواريخ يعلن عن مرحلته الثانية”. ولفت فضل الله الى ان “حزب الله يعمل على استيعاب موجة النزوح الواسعة ويتولى تأمين أغلب المستلزمات من خلال تشكيلاته المُعدة سلفاً”.
بدوره، أشار النائب علي حسن خليل، الى أننا “توافقنا سابقا مع هوكشتاين على صيغة اتفاق يتم عرضها على “إسرائيل” وحتى الآن لم تصلنا أي ملاحظات ولا ردود بشأن الصيغة التي ناقشناها”.
وأكد خليل، في تصريح تلفزيوني أنه “لم يحصل أي اتصال جديد بين هوكشتاين ونبيه بري، وهوكشتاين أفادنا بأنه يواصل مهمته بشأن مساعي الوصول لاتفاق”، لافتاً الى أننا “ننتظر الحصول على مسودة جديدة تتضمن صيغة اتفاق”. وشدد على أن “موقف لبنان واضح هو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده من الطرفين، ومتمسكون بآليات واضحة في تطبيق القرار 1701”، مضيفاً “لا نمانع من مشاركة أميركية وفرنسية في مراقبة وقف إطلاق النار”. وتابع “لا تحفظ لدينا على التطبيق الدقيق والحرفي للقرار 1701”.
واشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى أن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بالقدرة على ضرب لبنان في أي لحظة، ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وأوضح الوزير الفرنسي في جلسة برلمانية بعد إجراء محادثات في “إسرائيل” الأسبوع الماضي، أن الشروط يرددها المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد. وأضاف بارو، الذي أجرى محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، “نسمع اليوم في “إسرائيل” أصواتاً تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة بل وغزو لبنان كما هو الحال مع سورية المجاورة”. وأكد بأن “هذا لا يتوافق مع سيادة دولة قوية”.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأنه “يتوقع أن يعرض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام”. فيما أفادت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير، عن “المحادثات مع واشنطن بشأن ترتيب إنهاء القتال ضد حزب الله في مراحلها النهائية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى