بين فشل كسر إرادة المقاومة وأربعين “الأمين الشهيد”.. نصرٌ أكيد
خاص دايلي ليبانون
منطلقاً من ظاهرة الشاب المهندس محمد شعيتو الذي يحمل شهادة من الجامعة الأميركية في بيروت في مجال هندسة البيئة الزراعية الى جانب سيرة مهنية وعملية زاخرة، الا أنه آثر أن يتخلى عن كل ما يمتلكه من إمكانات علمية ومعرفية تؤهله للوصول الى أعلى المراكز العملية والمهنية كي ينعم برفاهية العيش الرغيد، وأصر (رغم عدم الموافقة على مطلبه من قبل الجهة المعنية) على الإلتحاق بالصفوف الأمامية للجبهة كي يقاتل ويستشهد دفاعا عن الأرض والوطن، بهذا النموذج الحي يواجه مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال اللقاء الإعلامي الوطني كل من يصوّب سهام الإنتقاد نحو المقاومة لجهة التشكيك بولائها والمشروع الذي تدافع عنه، مؤكداً أن الشهيد محمد شعيتو هو واحد من مئات المقاومين اللبنانيين الشباب الذين يصرون على الالتحاق بالصفوف الأمامية على جبهة الجنوب، مشكلين بذلك إنموذجاُ في الفداء والبطولة وصولا الى فعل الشهادة عند البعض من هؤلاء الشباب الذين لا يؤمنون سوى بحقيقة واحدة وهي مواجهة العدو والالتحام به ومنعه من إحتلال أرض وطنهم، بعيدا عن كل أبواق السم الإعلامي ووصفات التحريض المذهبي والطائفي التي تطل عبر بعض الشاشات المعروفة بقذارة دورها ومهمتها في ظل هذه المعركة.
ومن فعل الشهادة والبطولة ينتقل الحاج عفيف الى حال الجبهة على الخطوط الأمامية مؤكداً أن منظومة القيادة والسيطرة في أفضل حالاتها بعدما إستعادت عافيتها رغم المصاب الكبير بإستشهاد سماحة السيد نصرالله، لكنه يؤكد أن أولئك المقاومين أيقنوا أن مهماتهم ودورهم بات أكبر بعد شهادة سيد المقاومة، ومن هنا نرى كيف أن وتيرة عمليات المقاومة تتصاعد إن لجهة الأهداف داخل كيان الإحتلال وقواعده، أو على صعيد المواجهات الميدانية على الحافة الأمامية حيث يخوض المقاومون أعتى المواجهات البطولية، ويسجلون ملاحم عز وبطولة في وجه فرق وأولوية بكامله من جيش محتل تكبد حتى الآن مئات القتلى والجرحى، إضافة الى تدمير عشرات الدبابات والآليات العسكرية، فيلجأ هذا الجيش المهزوم لتعويض فشله بالتدمير الوحشي للقرى والبلدات في الجنوب والضاحية والبقاع، وبإستهداف المدنيين وارتكاب المجازر بهدف الضغط على بيئة المقاومة لكنه يفشل أيضاً كما فشل في الميدان، لأن صمود بيئة المقاومة يوازي بأهميته صمود المرابطين على جبهات القتال الذين يذيقون العدو كأس الهزيمة المُر.
ومن باب الحرب النفسية يدخل الحاج عفيف للحديث عن الإعلام ودوره ووظيفته متطرقاً الى حجم الضخ والتهويل الإعلامي بهدف النيل من المعنويات وتثبيط العزائم وإشاعة أجواء الهزيمة والإيحاء بتفوق العدو، وبالتالي الدفع بالمقاومة نحو تقديم صكوك التنازل والإستسلام للعدو، لكن حقيقة الأمور مخالفة تماماً رغم كل ما يحاول الإعلام الشريك في معركة كسر إرادة المقاومة والتحريض عليها، لأن المعركة الحقيقية تنطلق من الميدان حيث النتائج تصب في صالح المقاومة التي تُبدع في مراكمة النجاحات وتسجيل النقاط على العدو الذي يعجز عن التقدم بضعة أمتار قبل أن يُفاجأ بحجم المقاومة التي تواجهه كماً ونوعاً، فيضطر الى التراجع والإنسحاب ويلجأ الى أسلوب التضليل الإعلامي عبر الحديث عن وقف مزعوم لإطلاق النار والمطالبة بتنفيذ القرار 1701 الذي لم ترفضه المقاومة بينما يقوم العدو بإنتهاكه بشكل يومي، لكننا ندرك ان الخداع السياسي الذي يمارسه كيان الإحتلال أشبه ما يكون بالستار الدخاني الذي ينفذه بعد كل معركة لإخفاء خسائره في الميدان”.
أما على المستوى السياسي فيتحدث الحاج عفيف بلغة الواثق أن الرئيس نبيه بري هو المقاوم الأول على الجبهة السياسية، لكن رئيس حكومة العدو نتنياهو لا يريد وقفاً لإطلاق النار وكل ما يتم تسريبه عبر الإعلام مجرد ذر للرماد في العيون، خصوصا وان تجربة غزة لا تزال حاضرة أمامنا حيث شهدنا ولا نزال على المراوغة السياسية، بينما تواصل آلة القتل الإسرائيلية إرتكاب المجازر وحصد أرواح مئات المدنيين ومواصلة التدمير والقتل الممنهج دون ان يحرك العالم ساكناً، ومن هنا فالعودة الى الميدان فهو وحده الذي يشكل القول الفصل في تثبيت المعادلات بالنار والبارود، فالمقاومة التي إستوعبت الصدمة ونجحت تدريجياً في إستعادة هيكليتها وقيادتها العسكرية والسياسية من خلال إنتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاما للحزب خلفا للسيد الشهيد حسن نصرالله على بُعد أيام من ذكرى الأربعين لإستشهاده بغارة صهيونية غادرة، حيث ظن العدو انه من خلالها قادر على النيل من المقاومة عبر ضرب رأس هرمها، لكنه أخطأ مجدداً فالسيد نصرالله الذي إستشهد في المعركة كما إستشهد الإمام الحسين (ع) السلام في كربلاء، لكن المفارقة اليوم أن السيد نصرالله ترك خلفه مئات الآلاف من المقاومين المرابطين على جبهات القتال والذين يواصلون المعركة والقتال بكل ثقة وعزيمة ويخوضون المواجهة بنداء “لبيك يا نصرالله” حتى تحقيق النصر الأكيد، وسنشهد رايته قادمة ويكللها طيف سيد المقاومة من عليائه ومعه باقي الشهداء الذين إرتقوا على طريق القدس.