بظل خسائره أمام المقاومة.. العدو يمهد لإنهاء الحرب البرية؟
بينما ترجم سلاح جو الاحتلال بغارات استهدفت المباني السكنية وعناوين إعلامية وصحية وبلغت منتصف الليل اثنتي عشرة غارة، مضمون كلام وزير حرب كيان الاحتلال الذي قاله بحضور وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن مواصلة ما وصفه بملاحقة حزب الله، والمقصود هو تصعيد العدوان على لبنان، حتى إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وضمان عودة آمنة لمهجري مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، كان النصف الأهم من كلام غالانت هو الجديد، وهو النصف الذي قال فيه إن هذه الملاحقة حتى تحقيق الأهداف سوف تستمرّ بدون العملية البرية، مستخدماً تعبيراً لافتاً، «حتى بعد انتهاء العملية البرية سوف تستمر ملاحقة حزب الله حتى إبعاده إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال»، بما يؤكد بدء النقاش داخل القيادتين السياسية والعسكرية حول النتائج الكارثية للعملية البرية على جيش الاحتلال، وسقوط الرهان على انهيار المقاومة بعد الضربات التي تلقتها، والكلام عن إنهاء العملية البرية دون تحقيق الهدف المحدد بإبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإعادة سكان الشمال، وإعادة طرحه هدفاً قابلاً للتحقيق بالضربات الجوية فقط، رغم فشل هذا الرهان من قبل، يطرح سؤالاً حول استمرار الحرب كلها، بحيث يبدو هذا الاستمرار بعيداً عن أي رهانات واقعية بمقدار ما هو تعبير عن مأزق إنهاء الحرب دون صورة نصر ودون مكاسب سياسيّة قالت زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان أنها غير ممكنة، وأنها تصطدم برفض لبناني صلب من جهة، وصمود ثابت ومقتدر للمقاومة من جهة موازية.
هذا المأزق وهذا الفشل، اجتمعا مع زيارة بلينكن من جهة والمحادثات الأميركية الإسرائيلية حول استهداف إيران بعدوان ينظر إليه قادة الكيان كمخرج نحو الأعلى من المأزق، ومن جهة مقابلة مع بيان غرفة عمليات المقاومة الإسلامية الذي قدم عرضاً إجمالياً عن نتائج الحرب البرية في خمسة محاور وزّعتها غرفة العمليات وفقاً لتوزيع انتشار الفرق الإسرائيلية الخمس على جهة الحدود، وهي كالتالي وفقاً لبيان غرفة العمليات، «المحور الأول: منطقة عمليّات الفرقة 146 في جيش العدو، يمتدّ من الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا، المحور الثاني: منطقة عمليّات الفرقة 36 في جيش العدو، يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا)، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقًا، المحور الثالث: منطقة عمليّات الفرقة 91 في جيش العدو، يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا، المحور الرابع: منطقة عمليّات الفرقة 98 في جيش العدو، يمتدّ من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة شرقًا، المحور الخامس: منطقة عمليّات الفرقة 210 في جيش العدو، يمتدّ من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة». وأضافت: «أنه وحتى تاريخ نشر هذا المُلخص الميداني، لم يتمكّن جيش العدو من إحكام سيطرته بشكل كامل أو احتلال أي قرية بشكل كامل من قرى الحافّة الأمامية في جنوب لبنان، وختم بيان غرفة العمليات بالقول «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة ما يزيد عن 70 قتيلًا وأكثر من 600 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي. تدمير 28 دبابة ميركافا، و 4 جرّافات عسكريّة وآليّة مُدرّعة وناقلة جند. إسقاط 3 مسيّرات من طراز «هرمز 450» وواحدة من طراز «هرمز 900»، وهذه الحصيلة لا تتضمن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة في شمال وعمق فلسطين المُحتلّة».