العدوان فرّقهم.. والملاعب عادت وجمعتهم
صحيح انها ليست المرة الأولى التي يتوقّف فيها النشاط الرياضي قسراً في لبنان، وخصوصاً في ملاعب اللعبة الشعبية الأولى أي كرة القدم التي لطالما كانت الخاسر الأكبر في هذه الأزمة.
الخسائر هذه المرّة أكبر من أي وقتٍ مضى، اذ ان جيلاً كاملاً من اللاعبين الناشطين حالياً في الدرجة الأولى، الذين تعبوا وأرهقوا من اجل تأسيس حياةٍ طبيعية فيها المنزل والعائلة، وجدوا أنفسهم متضررين او نازحين بسبب العدوان الإسرائيلي الوحشي الذي طال مناطق جنوبية وبقاعية وبيروتية عدة.
شبان في قمّة عطائهم فرّقت بينهم الصواريخ، فلم يعد بمقدورهم ان يجتمعوا في ملعبٍ واحد وتحت لون فريقٍ واحد، بل بحسب المناطق التي نزحوا اليها.
صور وفيديوهات هؤلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس ربما محاولات تجديد الارتباط بينهم بعيداً من الأندية التي يدافعون عن الوانها، فشرعوا في الالتقاء في أقرب ملعبٍ لاستعادة الشعور المفقود، اذ ان حياتهم من دون كرة تبدو فارغة.
حركةٌ اختُصرت بمباريات كرة مصغّرة وودية، ورسائل من خلالها الى كل المتابعين لا شك في انها تترك تأثيراً حول الصمود والتمسّك بإرادة الحياة، والأهم بما يحبه الانسان ولا يريد الابتعاد عنه.
هم لا يريدون الابتعاد لا عن الكرة ولا عن الملاعب، ولو أن الحرب أبعدتهم عن انديتهم وجمهورهم. هم يقولون لهذا الجمهور بأن الصبر هو الأساس في مرحلة الصمود ومقاومة العدو بعدم الاستسلام لترهيبه.
بعضهم خسر منزله ومكان عمله ورزقه على غرار ما عرفه نجم النجمة السابق والمدرب موسى حجيج إثر الغارات العنيفة التي عاشتها بيروت مساء الأحد، لكن أي خسارة لن تكون أكبر من الاستسلام والخنوع لعدو يريد قتل الحياة بكافة أشكالها، وكرة القدم كانت دائماً شكلها الأشمل والأجمل.