اخبار عربية ودوليةالرئيسية

البالستي إلى “تل أبيب” يقفل بن غوريون ومليونا مستوطن إلى الملاجئ

تواصل المقاومة توجيه الضربات النوعيّة لكيان الاحتلال، والعزف المؤلم على أوتار نقاط ضعفه، وبعد الضربة النوعيّة التي وجّهتها إلى قيادة وبنية لواء جولاني بواسطة طائرة مسيّرة في مقرّ بنيامينا وما ترتّب عليه من قرابة 100 بين قتيل وجريح، أقفل مطار بن غوريون أمام الملاحة مساء أمس، ونزل مليونا مستوطن إلى الملاجئ ودوّت صفارات الإنذار في 194 مدينة ومستوطنة، إثر الإعلان عن توجيه المقاومة لعدد من الصواريخ البالستية نحو مركز الكيان، بعدما نفّذ جيش الاحتلال غارة إجرامية على تجمّع للنازحين في شمال لبنان في بلدة أيطو في قضاء زغرتا.
توجيه البالستي الى تل أبيب بدا رسالة تقول إن قوة المقاومة الصاروخية تظهر بعضاً مما عندها وما يمكن أن يحمله الآتي أعظم، إذا استمرت الاعتداءات الإجرامية بحق المدنيين، بينما كان الكيان لا يزال تحت تأثير ضربة بنيامينا التي أظهرت التفوق الاستخباريّ والتقني للمقاومة عدا عن امتلاكها إرادة الذهاب الى خيارات شديدة القوة، والاستعداد للذهاب إلى جولة تصعيد كبرى إذا قرّر جيش الاحتلال المضي قدماً في استهدافه المدنيين، بعدما نفى جيش الاحتلال أن يكون قد امتنع عن توجيه غارات جوية نحو الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت، مؤكداً أن كل المناطق اللبنانية هي ميدان عمل لجيش الاحتلال، والإيحاء بأن رداً قوياً قيد الإعداد على ضربة بنيامينا، فيما النقاش داخل الكيان كما عكسته وسائل الإعلام وتعليقات المحللين العسكريين في القنوات العبرية وكتّاب المقالات العسكرية في الصحف تركّزت على الدعوة للاعتراف بأن الضربات التي تلقاها حزب الله قد انتهى مفعولها ولا يمكن الرهان على سقوط قوة المقاومة والقضاء على قدراتها، ومناقشة مستقبل الحرب على خلفية ما تظهره الجبهة البرية من مصاعب، وما تتعرّض له حيفا من خطر التحوّل إلى كريات شمونة أخرى كما قالت بيانات المقاومة مع قصف يومي تدميريّ، بينما ضربة بنيامينا تدل على أن بنية الحزب العسكرية والاستخبارية وقدرته على الاستعلام والتخطيط والتنفيذ بكامل عافيتها.
في مواجهة هذه التحوّلات صعد إلى سطح النقاش مجدداً كلام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بعد اجتماع مع وزير حربه يوآف غالانت ورئيس أركان جيشه هرتسي هليفي عن التحضير للعدوان على إيران كأولويّة، عبر مواصلة التشاور مع واشنطن حول التفاصيل والأهداف والخطط التنفيذيّة ومستلزماتها، ضمن مفهوم الشراكة الأميركية الإسرائيلية التي قالت طهران إن لها تداعيات على القوات الأميركيّة يجب أخذها في الحساب.

ولا تزال عملية «بنيامينا» النوعية تسيطر على المشهد الميداني على الجبهة الجنوبية وسط حالٍ من الهلع والصدمة تلفّ جيش الاحتلال والمستوطنين مع توقع الأسوأ من حزب الله الذي رمّم الخلل الداخلي وأعاد ترتيب هيكليته التنظيمية، وفق مصادر مطلعة لـ»البناء» واستعاد قوته وبدأ بإعادة ترتيب أولوياته في الميدان وتفعيل معادلات الردع والتدرج باستخدام أوراق القوة والمفاجآت وفق الخطط الاستراتيجية الموضوعة سابقاً والتي تخدم إحباط أهداف الحرب الإسرائيلية. وتوقعت المصادر مزيداً من العمليات النوعية للمقاومة في الأيام والأسابيع المقبلة وفق النسق المتبع بالتصعيد التدريجيّ. وأكدت المصادر بأن قيادة العدو العسكرية والسياسية أصيبت بصدمة على اعتبار أن حزب الله تعرّض لضربات قاتلة لن يستطيع الحزب الخروج منها وإعادة النهوض، فكانت المفاجأة أن الحزب عاد ليضرب بقوة وبيد من حديد مظهراً جزءاً من قوته ويهدد بالمزيد ويتحكم بزمام الميدان. واستغربت المصادر كيف أن قادة الاحتلال يعلنون أنهم قضوا على الجزء الأكبر من قوة الحزب وشلوا قدرته على الحركة لا سيما في المجال الجوي والبري ومنظومة التحكم والسيطرة لكن النتيجة كانت العكس، وتؤكد المواجهات الميدانية البرية والقصف الجوي الكثيف وغير المسبوق للمقاومة بأن الحزب تعافى من الضربات وبدأ يتحكّم باللعبة الميدانية رغم التفوق الإسرائيلي في الجو بارتكاب المزيد من المجازر.
وفي سياق ذلك، أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأن “42 جندياً إسرائيلياً يتلقون العلاج وبعضهم حالته خطيرة إثر انفجار المسيرة في بنيامينا أمس الأول”.
وكانت قد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة العشرات بينهم عدد من الحالات الحرجة والخطيرة جراء انفجار مسيّرة في بنيامينا قرب حيفا أطلقت من لبنان، فيما أكدت هيئة البث مقتل أحد المصابين.
وبحسب “يديعوت أحرونوت”، فإنه “خلال الحادثة غير العادية قرب بنيامينا، لم يتم إطلاق أي إنذار بعد تسلل الطائرة إلى المنطقة، ووصفت حالة بعض الجرحى بأنها حرجة”. بينما أفاد مستشفى رمبام في حيفا، بأن “20 جنديًا و6 مدنيين يعالجون بعد إصابتهم في الأسابيع الماضية بسبب التصعيد على جبهة لبنان”، كاشفاً “أننا “استقبلنا أمس، 12 جندياً أحدهم فارق الحياة والآخرون إصاباتهم ما بين خطرة ومتوسطة”. وقال قائد لواء غولاني الإسرائيلي، إن “الخسارة التي حلّت بنا هذا العام مؤلمة وصعبة، لكن بإمكاننا التعافي ومواصلة المهمة”.
وأشار وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت الى أن “هجوم حزب الله أمس، يؤكد التهديدات المستمرة التي يشكلها الحزب وضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية الخاصة به”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن “إسرائيل تعد لهجوم واسع في لبنان يشمل بيروت رداً على استهداف معسكر غولاني”. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب الحصول على موافقته على أي هجوم في بيروت.
وأقرّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، في تصريح له من قاعدة بنيامينا المستهدفة في حيفا، بأننا “ندفع ثمناً مؤلماً، لكن لدينا إنجازات هائلة وسنواصل تحقيقها”. زاعماً أننا “سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء لبنان بما في ذلك بيروت”.
وأضاف: “نخوض حرباً صعبة ضد عدو يريد القضاء علينا، وأعزي عائلات الجنود الأربعة من لواء غولاني الذين سقطوا أمس في بنيامينا”. وقال: “الطريق الأفضل للمحافظة على سلامة قوات اليونيفيل هو الابتعاد عن مناطق الخطر”.
ولفتت أوساط سياسية وعسكرية لـ”البناء” الى أن “”إسرائيل” لم تستطع تحقيق أهدافها من الحرب حتى الآن رغم كل حرب التدمير وارتكاب المجازر، فبعد ثلاثة أسابيع على الحرب الشرسة على لبنان فشلت الحكومة الإسرائيلية بفرضها، وكان حزب الله تحت وطأة صدمة الضربات وبحالة إرباك وفراغ داخل القيادة السياسية والعسكرية، فكيف الآن وقد انتقل من مرحلة استيعاب الصدمات إلى مرحلة استنهاض قواه والبدء بالردود المقابلة والمؤلمة”. وأشارت الى أن “الميدان وصمود حزب الله وقدرته على منع جيش الاحتلال من الدخول البري إلى الجنوب إلى جانب صمود الجبهة الداخلية ونفاد الوقت أمام حكومة “إسرائيل” داخلياً وأميركياً ودولياً، عوامل أساسية وحاسمة في تحديد مسار ووجهة ونتائج الحرب، لأن الفشل بتحقيق الأهداف مع ارتفاع كلفة الحرب على “إسرائيل”، سيضغط على الحكومة الإسرائيلية وحينها ستبدأ المبادرات والمفاوضات الأميركية والدولية والعربية لإخراج “إسرائيل” من المأزق والتوصل الى اتفاق يفرض ترتيبات على الحدود لضمان أمن الكيان ومستوطنيه في الشمال”.
وللمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، شنّ الطيران الحربي غارة على شقة سكنية في بلدة أيطو – زغرتا، وأفيد أن المبنى المستهدف يعود لموريس علوان ومستأجر من شخص يدعى أحمد فقيه من عيترون، ويضم المبنى 4 شقق يقطنها أكثر من 20 شخصاً. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة أيطو قضاء زغرتا أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد واحد وعشرين شخصاً وإصابة ثمانية أشخاص بجروح، ويتم إجراء فحوص DNA لتحديد هوية أشلاء تمّ رفعها من مكان الغارة”.
وواصل العدو عدوانه على لبنان، فنفذ جيش الاحتلال غارة في بلدة العين في البقاع الشمالي، استهدفت محال لبيع ألواح الطاقة الشمسية، تزامناً مع مرور قافلة مؤلفة من ثلاث شاحنات باتجاه بلدة رأس بعلبك، بعد أن تم إفراغ حمولة شاحنتين في مدينة بعلبك. وأفيد بأن إحدى شاحنات المساعدات التي كانت متجهة نحو رأس بعلبك أصيبت بأضرار نتيجة عصف الغارة في بلدة العين، ما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة بجروح. وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي كان يتقدم موكبه القافلة إلى أن “الغارة الإسرائيلية حصلت أثناء مرور قافلة المساعدات على مسافة قريبة جداً منا في بلدة العين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى