تنعى إدارة مدرسة الفرير- المريجة طلابها أحمد، محمد، ونايا حلّوم الذين استشهدوا مع والدتهم السيدة حسنة مهدي في مجزرة القائم، وتتقدم بأحر التعازي من ذويهم، وتشاركهم مصابهم الجلل وتعبر عن عميق مواساتها.رحم الله الشهداء
سلامًا للعيون المطفأة…
للأحلام الصغيرة التي وُئدت ..
للورد الذي قُطفَ باكرًا…
عادة، يغفو الصغار باكرًا ليستيقظوا ويتحضروا لمدرستهم، إلا في وطني، يغفو الصغار ولا يستيقظون، فالكون متخلّ متخاذل، والعدو وحشيّ همجيّ….
سلامًا لأجسادكم الدافئة….
سلامًا لضحكاتكم الضائعة..
سلامًا لأصواتكم الخافتة…
سلامًا لخطواتكم التائهة..
محمد، أحمد ونايا….
ومعكم والدتكم….لم تترككم..وكيف تغادرون المنزل لوحدكم…قلب الأم على صغارها، أمسكت بأيديكم، من المهد إلى اللحد، والجنة التي تحت قدميها، حملتكم إليها….
ما كانت آخر كلماتكم؟
لا أحد يدري..غدركم الوقت كما العدو….
لم تكملوا غداءكم، ولا رسماتكم، ولا أعماركم….
يا وجع العمر يا محمد وأحمد ونايا… مع طيور أيلول المهاجرة غادرتم، الطيور تعود، وأنتم لا تعودون…
زيكم المدرسي أحاله العدو أكفانًا…
حقائبكم المدرسية أحالها العدو نعوشًا..
كتبكم المدرسية قبل أن تفتحوا صفحاتها الأولى امتزجت بدمائكم…
لن تُسمّعوا لمعلماتكم الدرس فهذا الكون يعلّم الصغار دروس الموت…
ولن تحلّوا وظائفكم فهذا الكون بحلًّ من ضمير ومن رادع….
يا صغارًا، كنتم على بُعد أيّامٍ من الاصطفاف في الملعب عند قرع الجرس، لكن عدوّ الإنسانية اختار لكم الاصطفاف تحت التراب، مع الأتراب…..
*والدتكم قبل الرحيل، طلبت من إدارة المدرسة أن لا تكونوا يا محمد ونايا التوأم في ذات الشعبة، لأنكم قد تتشاجرون و”تعذّبون* “….
*إطمئني أيتها الشهيدة، فالصغار في القبور لا يتشاجرون، وأنت معهم، تشاركينهم الصمت والموت….*
محمد، أحمد ونايا…..لستم لوحدكم، فمعكم أمكم، والكثير من الأمهات، والأطفال، والشباب، ولكن نحنا وحدنا دونكم جميعكم…..