لم يُوفّق منتخب لبنان لكرة القدم في إحراز «كأس مرديكا» الذي أقيم في ماليزيا بعد خسارته في المباراة النهائية أمام صاحب الأرض. ورغم خيبة الأمل اللبنانية حيث كان كثيرون ومنهم المعنيون في المنتخب يأملون في العودة بالكأس إلى بيروت، إلا أن دورة ماليزيا حقّقت مكاسب عديدة لمنتخب «الأرز»
أكثر ما هو مزعج في خسارة منتخب لبنان لكرة القدم لنهائي «كأس مرديكا» في ماليزيا أن الخصم صاحب الأرض لا يتفوّق على منتخب لبنان بشيء. وأيضاً لعل ما هو مزعج أيضاً أن لاعبي منتخب لبنان قدّموا صورة مغايرة كلياً عن تلك التي قدّموها أمام طاجيكستان حين فازوا 1-0، ليخسروا أمام الماليزيين بالنتيجة عينها. فالمزعج أن لاعبي منتخب لبنان حقّقوا الصعب وفازوا على طاجيكستان وخسروا أمام ماليزيا للمرة الأولى في التاريخ. صحيح أن الماليزيين لعبوا على أرضهم في أكبر ملعب في كوالالمبور أمام حوالى سبعين ألف مشجع، لكنّ هذا لا يبرر لا خسارة وأكثر من ذلك العرض. صحيح أن منتخب لبنان لعب منقوصاً في آخر ربع ساعة بما فيه الوقت الإضافي بعد طرد خليل خميس في الدقيقة 79 لنيله الإنذار الثاني، لكن أيضاً لا يبرر هذا ما حصل أمس. فالخيبة كانت في العرض والصورة وليس في الخسارة، خصوصاً أن الماليزيين سجّلوا هدفاً سهلاً بعد خطأ من الدفاع اللبناني وتحديداً خميس ولم ينجح الحارس مهدي خليل في التصدي للكرة في أول مباراة له بعد طول غياب. هدف الماليزي رومل موراليس في الدقيقة 33 جاء من خطأ ساذج لا يجب أن يقع فيه مدافعو لبنان.لم تنفع الحلول الفنية من دكة الاحتياط، ولا الاستعانة بالحرس القديم مع إشراك علي طنيش وربيع عطايا ومحمد حيدر في تدارك الخسارة وجرّ الماليزيين إلى ركلات الترجيح.
الاستحقاق المقبل لمنتخب لبنان في تشرين الأول المقبل ضمن دورة فيتنام الثلاثية
لكنّ مشاركة منتخب لبنا في الدورة الماليزية لا تتوقف على نتيجة المباراة، فالأهداف كانت متنوعة والنتائج الإيجابية كانت عديدة.
أمور عديدة تغيّرت في منتخب لبنان منذ تصفيات كأس العالم، وتحديداً بعد مباراتي أستراليا، إذ ظهر أن عقلية لاعبي منتخب لبنان تغيّرت، فقد أصبح هناك إصرار أكبر على الظهور بشكل مغاير.
هذا ما ظهر في لقاء طاجيكستان حيث كان لاعبو منتخب لبنان مقاتلين بكل ما للكلمة من معنى وفاجأوا الطاجيك الذين لم يستطيعوا تخطي الخسارة، وهو ما ظهر جلياً من خلال تعاطي لاعبي طاجيكستان مع لاعبي المنتخب اللبناني بعد المباراة في الفندق وبطريقة جافة جداً. فالتوقعات كانت ترجّح فوز طاجيكستان وماليزيا في أول مباراتين وبالتالي تأهلهما إلى النهائي، بدليل أن علمي ماليزيا وطاجيكستان كانا حاضريْن في الاجتماع الفني قبل لقاء لبنان وماليزيا، وهو ما كان مُحضّراً سابقاً قبل أن يتدارك المنظّمون بعد اعتراض البعثة اللبنانية ووضع علم لبنان.
مكاسب عديدة حقّقها منتخب لبنان في الدورة الماليزية. فالروح القتالية التي قدّمها اللاعبون أحد هذه المكاسب، أضف إلى ذلك تقديم وجوه جديدة منذ كأس آسيا وتصفيات كأس العالم، إذ حضر غابريال بيطار وقدّم أداء جيداً أمام طاجيكستان، سمح له أن يكون أساسياً في اللقاء مع ماليزيا. أضف إليه الفرصة التي حصل عليها محمد الحايك كلاعب أساسي في المباراتين ومشاهدته من قبل المدير الفني ميودراغ رادولوفيتش، إلى جانب استدعاء محمد صفوان للمرة الأولى.
أمّا أهم الحاضرين الجدد فكان الثنائي العائد جهاد أيوب وماجد عثمان. الأول منح لبنان الفوز أمام طاجيكستان وظهر بمظهر الـ»وحش» في وسط الملعب، كما أن ماجد عثمان قدّم صورة مغايرة عن تلك التي قدّمها سابقاً وأيضاً كان أساسياً في مباراة الأمس.
أيضاً، من المكاسب التي حصّلها منتخب لبنان من الدورة الماليزية، الجرأة التي أظهرها اللاعبون مع نزعة هجومية خصوصاً في لقاء طاجيكستان.
وقد يكون الأهم بالنسبة إلى منتخب لبنان من خلال مشاركته في الدورة الماليزية ليس إحراز لقبها بقدر ما هو تحسين تصنيف لبنان في الترتيب الدولي والآسيوي، إذ يُتوقع أن يمنح فوز المنتخب اللبناني على طاجيكستان منتخب الأرز ثلاث مراتب إلى الأمام، وهو أمر مهم لقرعة تصفيات كأس آسيا كي يكون لبنان ضمن التصنيف الأول.
رحلة منتخب لبنان مع التغيير والتجديد لن تتوقف على دورة ماليزيا، إذ من المُفترض أن يشهد المنتخب اللبناني عودة وجوه سابقة كوليد شور ودانييل لحود، وتقديم وجوه جديدة كسامي مرهج ومحمد شكرون الذي يلعب في ألمانيا.
ومن المتوقّع أن يكون هذا في الاستحقاق المقبل لمنتخب لبنان الشهر المقبل ضمن النافذة الدولية المقبلة وتحديداً من 9 حتى 15 تشرين الأول المقبل، حيث ستكون الوجهة إلى فيتنام للمشاركة في دورة ثلاثية، يلعب فيها منتخب لبنان مباراتين مع الفيتناميين ومع منتخب الهند.