١٥ ايلول يكاد يقترب وهو الموعد الذي سترفع حكومة تصريف الاعمال الدعم عن الرغيف بعد انتهاء قرض البنك الدولي الذي مكن لبنان من القاء الدعم لفترة معينة من الزمن وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن رفع الدعم عن الخبز اللبناني وكثر التساؤل بالنتيجة عن حجم ارتفاع ثمنه بينما المواطن اللبناني يرزح تحت كم من المشاكل والصعوبات في حياته اليومية.
وفي الوقت نفسه اعدت وزارة الاقتصاد والتجارة خطة طوارىء حيث اعلنت ان كميات الطحين المتوافر حاليا تكفي لاربعة اشهر وانه لا خوف من انقطاع الرغيف ما دام مرفأ بيروت يستقبل البواخر من مختلف دول العالم ويستورد كل الاصناف والمواد الاستهلاكية والقمح والطحين .
نقيب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف ماذا يقول إزاء هذه الأمور وكيف يرى نتائج رفع الدعم عن الخبز بايجابياته وسلبياته وهل سيكون الارتفاع بالثمن كبيرا والى اي حد؟ يقول سيف :
سيتم رفع الدعم مبدئيا حوالى منتصف شهر أيلول المقبل. أولا على المواطن أن يعرف انه يدفع اليوم ٦٠% من ثمن ربطة الخبز الذي يبلغ ٥٥٠٠٠ ليرة . ان ٦٠% من ربطة الخبز بسعر غير مدعوم و٤٠% بسعر مدعوم ولا نية حتى اليوم لدى الحكومة بدعم الخبز مجددا وسيتم رفع الدعم قريبا جدا.
ماذا تقصدون بدعم الحكومة ومن أين تأتي بالمال؟ اريد اخبار المواطن أنه عندما نقول دعم الحكومه فهي تدعم من خزينة الدولة اي من جيوب اللبنانيين ومن سيئات هذا الدعم أن المواطن هو من يدفع ثمن هذا الدعم من جيبه لأن الخزينة هي التي تدفع وهذا المال هو قرض عليها وبالنتيجة المواطن هو من يدفع من جيبه لكي يطعم الأجانب الموجودين على أرض لبنان وهم كثر جدا في الوقت الحالي ويستهلكون نصف كمية الخبز المنتج في افران لبنان لذا عندما نرفع الدعم عن الخبز سيتوقف المواطن اللبناني عن دعم الخبز الذي يستهلكه هذا الأجنبي من جيبه الخاص. أما السيئة الثانية لرفع الدعم وهي تحتاج إلى حل وبامكان الحكومة حلها اذا أرادت فهي أن رفع الدعم سيؤثر بشدة في المواطن الفقير المحتاج الذي لا يستطيع دفع المزيد من المال على ربطة الخبز فالمواطن الذي لديه عائلة ويعاني من حالة عوز سيحتاج إلى ثلاث ربطات خبز يوميا وبالتالي سيتحمل زيادة بمعدل ٤٥٠٠٠ ليرة يوميا وهي تساوي نصف دولار . باستطاعة الحكومة أن تعوض عليه عبر وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال برنامج امان بحيث تمده شهريا ب١٥دولارا . ان هذا غير مستحيل على الحكومة اذا كانت لديها النية لذلك .
ماذا عن الحسنات ؟
ان أول الحسنات هي المنافسة التي ستكون كبيرة جدا بين المطاحن في السوق، وستكون منافسة على النوعية والسعر. ان هذه المنافسة ستؤدي حكما إلى تحسن نوعية الطحين وسيرتد ذلك بشكل إيجابي على نوعية الخبز لأن الفرن عندما يستقبل طحينا سيئا او غير جيد فهذا يعني بروتين وغلوتين أقل إلى جانب نسبة رطوبة عالية جدا مما يؤثر في نوعية الخبز ولهذا نرى اليوم في السوق أن الخبز لا يعيش طويلا وكثيرون يشتكون بأن الخبز في اليوم التالي بدأ يتكسر ويتفتت .هذا صحيح لأن لبنان يستورد حاليا نوعية قمح محددة بحكم ارادة البنك الدولي وهو يريد هذه النوعية لأنها ارخص من غيرها . اننا سنتخلص من هذا الأمر وستوجد مضاربة بالأسعار ومنافسة بالنوعية والجودة وسيرتد هذا بشكل مباشر وايجابي على المواطن الذي سيستهلك ربطة خبز جيدة . ان النوعية الموجوده حاليا جيدة ومستوفية لشروط سلامة الغذاء ولا توجد مشكلة فيها لكنني اقول ان النوعية ستتحسن أكثر وسيعيش رغيف الخبز أكثر. وكما قلت ان الايجابية الأخرى هي أنه ستوجد منافسة بالسعر ومنافسة على النوعية في سوقنا وهو سوق حر.
ماذا عن القمح اذا توسعت دائرة الحرب في لبنان وهل هو مؤمن ؟ سيبقى مؤمنا ما دام البحر مفتوحا وستبقى الأفران تعمل حتى في وقت الحرب واذا حدث نوع من حرب في منطقة ما فالافران في المناطق الأخرى الآمنة ستغطي النقص في هذه المنطقة . لقد درسنا الموضوع مع وزارة الاقتصاد وسيؤمن مخزون من القمح للأمن الغذائي لدى المطاحن. عندما يتم رفع الدعم سيكون لدى المطاحن كميات أكبر من مخزون القمح لأنها حاليا مقيدة بكميات معينة فرضها البنك الدولي بحيث تغطي حاجة شهر فقط . عندما يتم رفع الدعم سيصبح التجار والمطاحن احرارا باستيراد ما يريدون من كميات القمح بالنوعية والكمية التي يريدون وسيكون لديهم مخزون كبير للأمن الغذائي… أن هذا الأمر هو إيجابية جيدة لرفع الدعم. كما يحكى أنه سيكون لدينا اهراءات جديده على السواحل اللبنانيه قريبا ، ان هذا أمر إيجابي مهم إذ سيوفر المزيد من القمح للأمن الغذائي لخمسة او ستة أشهر للأمام كما يحدث في كل دول العالم.