رياضة

الفلسطينيون يحملون شعلة القضية في الأولمبياد

الأخبار

يشكّل أولمبياد باريس منصةً كبرى لإبراز القضية الفلسطينية، وفي وقتٍ يستمر فيه العدوان «الإسرائيلي» الوحشي، أرسلت فلسطين، التي تم الاعتراف بها كجزء من اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1995 وظهرت لأول مرة في عام 1996، ثمانية رياضيين إلى ألعاب باريس 2024 للمنافسة في ألعاب القوى والملاكمة والسباحة والجودو والتايكوندو والرماية.
وبغضّ النظر عن النتائج، حطَّ هؤلاء الرياضيون رحالهم في باريس حاملين لواء القضية للإضاءة على ما يحصل بحق أبناء جلدتهم من عدوٍّ همجي، كما تكريماً لرياضيين محليين وقاريين وأولمبيين استشهدوا، بمن في ذلك أول رجل يحمل العلم الفلسطيني في الألعاب الأولمبية في عام 1996، ماجد أبو مرعي.

وعند وصولهم إلى باريس يوم الخميس 25 تموز، تمّ استقبال الأولمبيين الفلسطينيين عبر حشدٍ من المؤيّدين. من جهتهم، حثَّ ممثلو فلسطين في «الألعاب» الهيئات الدولية الحاضرة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وكذلك برياضييها. في هذا الإطار، قال السبّاح الفلسطيني يزن البواب: «فرنسا لا تعترف بفلسطين كدولة، لذلك أنا هنا لرفع العلم. نحن لا نُعامل كبشر، عندما نأتي للعب الرياضة، يدرك الناس أننا متساوون معهم».
رغم التعاطف المعنوي الكبير من جماهير الأولمبياد، ظلّت الجهات الفاعلة غائبة عن دعم فلسطين أو إدانة العدو الغاشم، استمراراً على نهج الرمادية المقيتة وازدواجية المعايير

وبعد يومٍ واحد، طفت مجموعة الأولمبيين الفلسطينيين على نهر السين حاملةً الأعلام بالإضافة إلى الكوفية. وارتدى العديد من المشاركين أزياء فلسطينية مطرّزة للإضاءة على القضية، منهم وسيم أبو سل، أول ملاكم فلسطيني في الألعاب الأولمبية، الذي ارتدى قميصاً أبيض يحمل صورة طائرة تسقط ذخيرتها على طفل يلعب كرة القدم تحت سماء مشمسة، في دلالة على القصف الصهيوني الذي يستهدف المدنيين. أما السبّاحة الأولمبية فاليري طرزي، فقد ارتدت زي عائلتها في غزة.

ورغم التعاطف المعنوي الكبير من جماهير الأولمبياد، ظلّت الجهات الفاعلة غائبة عن دعم فلسطين أو إدانة العدو الغاشم، استمراراً على نهج الرمادية المقيتة وازدواجية المعايير بما تقتضي المصلحة. في أبريل/نيسان مثلاً، عقدت اللجنة الأولمبية الدولية اجتماعاً مع اللجنة الأولمبية الوطنية الفلسطينية، حيث طلب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية جبريل الرجوب من اللجنة الأولمبية الدولية الدعم في تنسيق إعادة بناء المرافق الرياضية التي دمّرتها «إسرائيل» في الأراضي الفلسطينية. وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في ذلك الوقت إن «أفكارها مع العديد من الضحايا الأبرياء للصراع الحالي في المنطقة وعائلاتهم»، لكنها لم تقدّم أي تعليق آخر على الطلب.

حتى عندما طالبت جهات عديدة إقصاء ممثلي الكيان المحتل من الأولمبياد، رُفضت المطالب وشارك رياضيو ورياضيات «إسرائيل» مع تأمين الحماية لهم.

درب النضال طويل. المعركة الجديدة في الأولمبياد كسبها الفلسطينيون عبر توعية الرأي العام وانتشال القضية من محاولات التضليل الغربي، أملاً في إجبار الجهات الرياضية مستقبلاً على نصرة فلسطين وإقصاء عدوّ همجي بعيد كل البعد عن القيم التي تشكّل قوام الرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى