دخل السباق الأميركي الرئاسي مرحلة جديدة مع تنحّي الرئيس جو بايدن وإعلان انسحابه من السباق. وقد جاء التنحي وفقاً لمصادر أميركية متابعة بعد صفقة عقدها بادن مع قيادات الحزب الديمقراطي خصوصاً رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس الأقلية الديمقراطية في الكونغرس تشاك شومر، والرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري، وجوهر الصفقة يقوم على مقايضة انسحاب بايدن بتبني الحزب الديمقراطي لترشيح نائبة الرئيس كمالا هاريس، وهو ما بدأت تظهر ملامحه مع إعلان بايدن للتنحي عن خوض السباق الرئاسي وتبنيه لترشيح هاريس.
انسحاب بايدن وترشيح هاريس خلط الأوراق في المعركة الرئاسية، لأن خطاب الرئيس السابق دونالد ترامب بوجه بايدن استند إلى تقدم بايدن في السن، ومع تحول المعركة من بايدن الى هاريس يصبح ترامب المتقدّم في السن، وخطاب ترامب يتفوق عندما يتناول بايدن متهكماً على قدراته العقلية، لكنه يصعب على ترامب إيجاد ثغرة في سيرة وسلوك هاريس، القانونية السابقة والتي سوف تتقن إمساك ترامب من نقاط ضعفه في ملفه الجنائي أمام المحاكم، ولن يكون صعباً على هاريس الإمساك بأدلة على سجل غير أخلاقي لترامب ونظرة ذكورية للمرأة، وأن تستند الى ضعف ترامب في النقاش حول البرامج السياسية والاقتصادية. وقد برز خلط الأوراق في استطلاعات الرأي، حيث برزت فرص منافسة جدّية للديمقراطيين وربما التفوّق على ترامب إذا اجتمعت هاريس كمرشحة رئاسية مع حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو كمرشح لمنصب نائب الرئيس.