اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

“حزب الله”.. من حزب مقاوم الى حركة تحرر عالمية

يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون

في خطوة إيجابية يمكن البناء عليها للمستقبل جاء قرار جامعة الدول العربية القاضي بوقف تصنيف حزب الله كـ”منظمة إرهابية” على حد وصفها، وتُرجم قرار الجامعة العربية خلال زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي إلى بيروت ولقائه مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” الحاج محمد رعد، وهو أول لقاء من نوعه منذ أكثر من 10 سنوات يحصل بين الجانبين.
لا شك أن قرار الجامعة العربية والذي يعتبر إحدى ثمرات عملية طوفان الأقصى التي أظهرت حقيقة المواقف تجاه فلسطين وقضيتها التي عادت الى صدارة القضايا العادلة والمحقة في العالم، بعد ان كادت صفقة القرن التي سعى الرئيس الاميركي السابق ترامب الى تمريرها مع الدول العربية لا سيما المملكة العربية السعودية أن تدفن فلسطين وقضيتها، قبل أن تقلب عملية طوفان الأقصى المعادلات وتطيح بمشروع وأد القضية الفلسطينية التي تتصدر اليوم المشهد حول العالم.
ولا شك ايضا ان جامعة الدول العربية وامام ضخامة ما تسطره المقاومة في غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق من إنجازات وما تبذله من تضحيات شعرت بحرج شديد، فكان أقل الواجب ان تعيد النظر في قراراتها السابقة، التي حاولت تشويه صورة حركات المقاومة لا سيما في لبنان، حيث بات حزب الله شريكاً أساسيا من خلال جبهة الجنوب في رسم معادلات الردع بعد عملية السابع من أكتوبر، وها هي الولايات المتحدة ومعها كل الغرب وبعض العرب يسعون جاهدين من اجل وقف جبهة جنوب لبنان، التي باتت عاملا ضاغطاً على كيان الاحتلال وجيشه في عدوانهم المستمر على قطاع غزة منذ تسعة أشهر وحتى اليوم، دون ان يحققوا اي خطوة ملموسة على أرض الواقع سوى المزيد من المجازر والتدمير، لكن موقف قيادة المقاومة في لبنان واضح ومحسوم بألا وقف لجبهة الجنوب قبل وقف العدوان على غزة.
وأمام حجم التعاطف الانساني والشعبي مع المقاومة في فلسطين ولبنان وباقي دول محور المقاومة شعرت الجامعة العربية ومن يمسك بزمام قرارها بفداحة موقفها، ما دفعها الى اتخاذ هذا القرار الذي يعتبر مؤشراً إيجابياً وخطوة جيدة، رغم كل التقصير العربي الحاصل ان على مستوى اتخاذ موقف عربي مشرف او حتى فتح معبر او ادخال مساعدات الى قطاع غزة حيث أهالي القطاع غارقين في جوعهم وعطشهم، بينما العالم ومن ضمنهم “أشقاءهم” العرب يقفون متفرجين على هول الإبادة التي يشهدها قطاع غزة دون ان يحرك أحد ساكناً، ومن هنا يأتي قرار الجامعة العربية بسحب تصنيف حزب الله كـ”منظمة إرهابية” حفظا لماء وجه الجامعة العربية التي عجزت في قمة المنامة عن إتخاذ قرار عملي وفعلي لمساندة غزة وأهلها.
بالمقابل نشهد مدى التأييد الواسع والدعم الكبير لفلسطين عموما وقطاع غزة خصوصا وللمقاومة في لبنان، حيث يخوض حزب الله معركة إسناد غزة والوقوف الى جانبها بالسلاح والشهداء والتضحيات الجسام، والمفارقة انه في وقت لا يزال بعض الداخل اللبناني يوجه الانتقاد واللوم الى حزب الله، نرى كيف ان الرأي العام الغربي بات في موقف الداعم لحزب الله حيث ترفع راياته في الولايات المتحدة وفي الدول الأوروبية، وهذا دليل على ان دور حزب الله بات اكثر فعالية، وهو لم يعد مجرد حزب مقاوم على صعيد لبنان، بل بات يشكل حركة تحرر عالمية بشهادة الرأي العام الغربي والاوروبي الذي أصبح يدرك بعد عملية طوفان الأقصى طبيعة الصراع القائم في فلسطين والمنطقة، ولم يعد مخدوعاً بالدعاية الصهيونية التي كانت تروج للعالم عبر السيطرة والتوجيه الإعلامي روايتها المناقضة للتاريخ والجغرافيا ولأحقية الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه، واليوم يبدو اننا أمام واقع جديد فرضته تطورات الميدان من غزة الى جنوب لبنان، وما قرار الجامعة العربية الا ترجمة لهذا التغير الحاصل ليس على المستوى العربي بل على صعيد العالم بأسره، حيث باتت قوى المقاومة احدى ركائزه الأساسية في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى