مؤتمر “تنشيط التراث الزراعي” ضمن إستراتيجية عاليه الأصيلة – Authentic Aley في الكحالة
ضمن إستراتيجية عاليه الأصيلة – Authentic Aley منظمة اليد الخضراء وبالتعاون مع وزارتي الزراعة والثقافة، أقيم في بلدة الكحالة مؤتمر تحت عنوان “تنشيط التراث الزراعي: حلول لمياه مستدامة والتكيف مع التغيير المناخي – خيار الكحالة – حالة دراسية”، في مبنى جمعية Santa Maria في الكحالة، بحضور نواب قضاء عاليه المهندس سيزار ابي خليل، الاستاذ مارك ضو والمهندس المعماري نزيه متى، والدكتورة حبوبة عون مديرة جامعة البلمند فرع سوق الغرب، ورؤساء بلديات القضاء ورئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعية IUCN السيد فادي غانم، واختصاصيين ومزارعين وفعاليات.
رضوان
رئيس منظمة اليد الخضراء زاهر رضوان أشار الى الخماسية الذهبية التي نشأت على أساسها استراتيجية عاليه الأصلية وهي: البلديات، الجمعيات، القطاع الخاص، الوزارات والجامعات. ويتمثّل بأهمية العمل والتعاون من أجل حماية التراث الزراعي والإستفادة منه بيئياً وإقتصادياً على صعيد بلدات قضاء عاليه، بما يساهم في تثبيت المزارعين في أرضهم وبلداتهم وتأمين مصدر رزق لهم ولعائلاتهم، في ظل التحديات الاقتصادية والمعيشية.
ولفت رضوان الى أن بلدة الكحالة تملك المقومات التي تجعل منها أرضا خصبة للزراعة والدليل إصرار ابنائها زراعة الخيار البلدي الخاص الذي يعرف بخيار الكحاله، وأشار أن قضاء عاليه يتميز أيضاً يتميز بجنارك بلدة بدادون، وتين بلدة المشرفة، وعنّاب بلدات معصريتي، عين الحلزون، كما وعنب بلدات جرد عاليه.
وفي نفس الوقت يحتاج مزارعونا الى الدعم من اجل تحسين جودة المنتجات الزراعية، وخلق آليات خاصة للتسويق وتطوير منتجات التي تعكس إمكانيات مستدامة التي تساهم في تحسين أوضاع المزارعين ويمكنهم من تطوير زراعتهم.
وتطرق رضوان الى أهمية العمل من أجل مواجهة التحديات التي باتت تواجهها الزراعة لا سيما التغيير المناخي الحاصل على صعيد العالم ما ينعكس سلبا على بعض الزراعات، إضافة الى مشكلة شح المياه التي تعتبر شرطاً أساسيا للزراعة، ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر لمعرفة آراء الخبراء والاختصاصيين في هذا المجال من أجل تأمين إستدامة المواسم الزراعية من خلال التصدي للأزمات التي تواجهها.
الحلقة الأولى – “التراث الزراعي حمايته والإستفادة منه بيئياً وإقتصادياً”
وتم تقسيم المؤتمر الى حلقتين الأولى حملت عنوان “التراث الزراعي حمايته والإستفادة منه بيئياً وإقتصادياً” وتولت إدارتها الأستاذة الدكتورة في الجامعة اللبنانية، قسم الهندسة المعمارية، والإختصاصية في حماية الإرث الثقافي رنا الدبيسي، والتي تحدثت في مداخلتها عن التراث الزراعي الذي يحمل الكثير من المعرفة التي تتخطى المنتجات والطعام، بل تشمل المناظر الطبيعية والاراضي الزراعية وتشمل معرفة تطويع هذه الأراضي وصولا الى تطوير المنتجات وتخزينها على مدار السنة، ولفتت الى ان هذه المعرفة متكاملة ومرتبطة ببعضها البعض يشكل عميق وهي أساسية في الثقافات والبيئات المحلية، مما عزز على مدى قرون التنوع البيولوجي والاستدامة وقدرة المجتمعات الزراعية على الصمود وتأمين الغذاء المتوازن.
وتحدثت الدبيسي عن الممارسات الزراعية التقليدية وكيف يمكن لهذه المنظومة الزراعية المتكاملة ان تستمر اليوم في الاستدامة الحديثة والتنمية الاقتصادية وكيف تساهم في خلق سبل عيش كريم للمزارعين
وأشارت الدبيسي الى قدرة الأصناف القديمة على الصمود في وجه التغير المناخي، بحيث يمكن للزراعة التراثية ان تحمي من تغير المناخ من خلال الاستفادة من الممارسات الزراعية التقليدية التي تعزز مرونة النظم الزراعية، وهذه الممارسات مثل تناوب المحاصيل، والزراعة البيئية، وإستخدام أصناف المحاصيل المتنوعة، تساعد على تحسين صحة التربة، والحفاظ على المياه، وتقليل الاعتماد على المدخلات الإصطناعية.
ولفتت الدبيسي انه من خلال الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيزه، يمكن للزراعة التراثية ان تخلق انظمة بيئية اكثر قدرة على التكيف ومجهزة بشكل أفضل لتحمّل الظروف الجوية القاسية وتغير أنماط المناخ، وبالتالي المساهمة في الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي على المدى الطويل، وشاركها في الجلسة السيدة جوان فرشخ: المؤسِّسة والمديرة التنفيذية لجمعية بلادي لحماية التراث، واختصاصية في حماية التراث في أوقات الطوارئ ، السيدة امال بجاني: رئيسة جمعية “أنشر البسمة” وممثلة استراتيجية عاليه الأصلية – لعرض حالة خيار الكحاله، السيدة ماريان أبو جودة: المؤسِّسة والمديرة التنفيذية لشركة Le Passeport Culinaireونائبة المدير العام بفندق قصر المير أمين.
الحلقة الثانية – الأصناف البلدية، حمايتها والإستفادة منها لمحاربة التغير المناخي
وتولت المهندسة جويل بريدي إدارة الحلقة الثانية، وهي تشغل مركز مديرة بنك البذور الوطني في مصلحة الأبحاث الزراعية، واخصائية في حماية النباتات البرية والأصناف البلدية، ونقطة الاتصال الوطنية لتقييم حالة الموارد الوراثية النباتية
وتحدثت بريدي عن الاصناف التقليدية في الزراعة لا سيما الخيار الذي يشكل إرث من الاجداد ويزرع منذ سنوات طويلة في بلدة الكحالة وله خصائصه المميزة، وهو من الاصناف البلدية التي يجب ان نحافظ عليها والاستفادة منها في تحسين نوعية الاصناف التجارية الموجودة.
ولفتت بريدي الى أن الاصناف البلدية لديها تأقلم عالي من خلال سنوات الزراعة السابقة، ولها قدرة على التكيف وهي معتادة على المياه والمناخ، وبالتالي يمكن نقل خصائصها الى الاصناف الجديدة الاقل مقاومة، وهي تشكل مصدر وراثي لتحسين الاصناف الحالية.
وشددت بريدي على أهمية الحفاظ على حقوق المزراع اذا أردنا استخدام أحد أصنافه ضمن المعاهدة الدولية ما يخوله الاستفادة مادياً ومعنوياً، بحيث يمكن ان يستفيد المزارع اللبناني من المشاريع التنموية عبر الأموال التي تدفع الى الصندوق الدولي.
كما اشارت بريدي الى أهمية المنطقة الجغرافية التي يمكنها ان تلعب دوراً مؤثراً، بحيث يمكن ان يستفيد اهل الكحالة من هذا الدور فمثلا عندما يتم إنتاج بذار نظيفة مأصلة، يتم تعريف المزراعين بأن هذا الخيار هو من إنتاج الكحالة وبذلك تتم حماية الاصناف البلدية القديمة والمحافظة على حقوق المزراعين.
كذلك تحدثت بريدي عن دورها كرئيسة بنك البذور بحيث تقوم بتجميع البذور البلدية والبرية وتحفظها وتتيح استخدامها للباحثين للعمل عليها وتحسينها، وذلك ضمن مهام مصلحة الابحاث الزراعية lari المتعلقة بتنظيم تبادل البذور في داخل لبنان ومع الخارج وتوعية المزارع حول حفظ حقوقه والاستفادة منها. وقد شاركها الجلسة كل من م. علي شحادة: رئيس فرع الموارد الوراثية النباتية في مصلحة الأبحاث الزراعية ونقطة الاتصال الوطنية للمعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية، خبير في تحديد الهوية الجينية للأصناف النباتية، م. منى سبليني: رئيسة مصلحة البستنة والمحاصيل الحقلية في وزارة الزراعة ونقطة الاتصال الوطنية لهيئة الموارد الوراثية، أنشأت الكاتلوج الوطني للاصناف المستوردة، كما و تسعى الى تنظيم قطاع البذور وإصدار التشريعات اللازمة له، وم. نورالدين ميّاسي: مهندس الزراعي في منظمة اليد الخضراء ومنسق مشروع عاليه الأصلية – مصادر مياه صحيّة الذي قدم الدراسة العلمية والعملية الزراعات التراثية عامة وخيار الكحاله خاصة.
كما واستضاف المؤتمر معرض متخصص بالارشادات الزراعية وتقنيات ترشيد المياه، وقد تم توزيع اكسسوارات خاصة لترشيد المياه على الحاضرين ضمن المشروع الممول من حوكماء الإتحاد الأوروبي بالتعاون مع LebRelief، وانتهى المؤتمر بحفل غذاء على شرف الحاضرين.