اخبار عربية ودوليةالرئيسية

صحيفة بريطانية: إجتماع شي-بوتين علامة مشؤومة بالنسبة للغرب

ترجمة رنا قرعة قربان - لبنان 24

ذكرت صحيفة “The Telegraph” البريطانية أنه”مع دخول الحرب الشاملة في أوكرانيا صيفها الثالث بعد غزو بوتين في شباط 2022، استغل الرئيسان الروسي والصيني اجتماعهما الرسمي الثالث والأربعين خلال 12 عاما فقط لإظهار الإعجاب والدعم المتبادلين.
وتعهد شي جين بينغ وفلاديمير بوتين بتعميق “شراكتهما الاستراتيجية” خلال قمة استمرت يومين في بكين ركزت على التعاون التجاري والدبلوماسي والعسكري. وأعلن شي أن الصين ستعمل مع روسيا على “دعم الإنصاف والعدالة في العالم”. وردبوتين: “هذه الشراكة نموذجية للكيفية التي ينبغي أن تكون عليها العلاقات بين الدول المتجاورة”. وحرص الزعيمان على تصعيد التوتر الجيوسياسي، وأعربا عن “القلق البالغ إزاء محاولات الولايات المتحدة الإخلال بالتوازن الأمني الاستراتيجي في هذه المنطقة”.”
وبحسب الصحيفة، “لقد تعاملت روسيا والصين تقليدياً مع بعضهما البعض بنوع من الشك والكراهية المتبادلة. ومنذ القرن السابع عشر، عندما هاجمت أسرة تشينغ المستوطنين الروس في منشوريا، اتسم الصراع بتوحيد ما يُعرف الآن بـ “الشرق الأقصى” لروسيا، وإنشاء الحدود البرية الشاسعة التي يبلغ طولها 2600 ميل. وفي العصر السوفييتي، كادت الدولتان أن تخوضا الحرب مرة أخرى في أعقاب الانقسام “الصيني السوفييتي” عام 1961، أثناء قتالهما للسيطرة على العالم الشيوعي. لكن كل ذلك تغير عندما تفكك الاتحاد السوفييتي في أوائل التسعينيات، وبدأت روسيا والصين في استغلال التآزر الاقتصادي الطبيعي بينهما، حيث يوفر كل منهما قدراً كبيراً من الطاقة والسلع الأساسية التي ساعدت الأخرى على التحول إلى قوة تصنيعية عظمى”.
وتابعت الصحيفة، “منذ ذلك الحين، ارتفعت التجارة الثنائية، وخاصة على مدى العامين الماضيين، حيث عملت الصين على حماية الاقتصاد الروسي من تأثير العقوبات الغربية. وبلغ إجمالي الواردات والصادرات 240 مليار دولار العام الماضي، بزيادة ثلاثة أضعاف منذ عام 2008 وأعلى بنسبة 26% من عام 2022، مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وتحصل الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، الآن على ثلث احتياجاتها من الخام من جارتها القريبة، مع تجاوز روسيا للسعودية العام الماضي كأكبر مورد للصين. وفي المقابل، اشترت روسيا المزيد من السيارات والهواتف الذكية الصينية، كما وارتفعت قيمة الشحنات الجيدة من الصين إلى روسيا بنسبة الثلثين منذ فرض الغرب عقوبات على موسكو”.
وأضافت الصحيفة، “من الممكن أن تؤدي الأعمال العدائية المتصاعدة بين إسرائيل وفلسطين إلى قيام إيران بإغلاق مضيق هرمز. إن عرقلة هذه النقطة الحرجة في مجال الطاقة من شأنها أن تؤدي إلى تضخم أسعار النفط والتضخم، وتدمير خطط إعادة تنشيط الثقة الاقتصادية الغربية عن طريق خفض أسعار الفائدة.وهناك خطر كبير آخر يتمثل في الاعتماد المتزايد على المعادن الأرضية النادرة، وهذا أمر حيوي ليس فقط في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ومحاور توربينات الرياح والألواح الشمسية، ولكن أيضًا في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية”.
وبحسب الصحيفة، “إن تعزيز العلاقات بين روسيا والصين موجود أيضًا عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الجيوسياسية التي تواجهها الدول الأوروبية. لا تستورد روسيا السيارات والآلات من الصين فحسب، بل تستورد أيضا المدخلات العسكرية المهمة اللازمة لمواصلة جهودها الحربية، بما في ذلك المكونات من أوروبا الغربية التي يتم إرسالها عبر الصين. وتتقاسم موسكو الآن أيضًا التكنولوجيا العسكرية والفضائية المتقدمة مع بكين، مما يساعد الصين في أنظمة الدفاع الجوي والغواصات، ولكل هذا آثار جيوسياسية ضخمة. كما أن الخرق الواسع النطاق للعقوبات يقوض الهيمنة الغربية. وتقوم روسيا بإعادة تصدير النفط عبر الهند، في حين تجري معاملات مالية لا حصر لها عبر الإمارات العربية المتحدة، كما وتقترب تركيا وكازاخستان أيضًا من الصين”.
وتابعت الصحيفة، “ثم هناك الارتفاع الهائل في استخدام العملة الصينية، بدلا من الدولار، في التجارة الصينية الروسية. وفي عام 2016، كان عُشر الصادرات الصينية إلى روسيا بالرنمينبي فقط، أما الآن فقد بلغت الثلثين، كما يقول البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. فعندما يتوقف مصدر رئيسي للطاقة وأكبر مصنع في العالم عن التداول بالدولار، فإن هذا يقوض بشكل خطير “وضع العملة الاحتياطية” في أميركا وكل القوة الاقتصادية المصاحبة له.من السهل السخرية من هذه القمة الصينية الروسية، وبطبيعة الحال، فإن روسيا هي الشريك الأكثر احتياجاً، حيث تشتري الصين الآن أكثر من نصف صادرات موسكو من النفط، وهي الشريك التجاري الأكبر لروسيا في الإجمال. وفي المقابل، تعتبر التجارة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكثر قيمة بالنسبة للصين، حيث تفوق التجارة مع روسيا بأكثر من الضعفين وثلاثة أضعاف على التوالي”.
وختمت الصحيف، “مع ذلك فإن العلاقات الصينية الروسية المتعمقة، والتي تشكل قلب التحالف الناشئ والقوي تجارياً المناهض للغرب، تُعَد من بين أهم التطورات في عصرنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى