لا يمكن فصل رفع المقاومة الإسلامية وتيرة النار جنوبًا خلال اليومين الأخيرين، عن بدء حكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة نتنياهو أعمالًا عسكرية عدوانية في رفح.
خلال الأيام التي سبقت قبول حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالمقترح المصري – القطري المدعوم أميركيا بعد إجراء تعديلات عليه، تراجعت حدّة المعارك في جبهة جنوب لبنان، وهو ما فهم على أنه مرتبط بالأجواء الإيجابية للتفاوض.
لكن سرعان ما أعلنت “تل أبيب” بدء عمل عسكري في رفح كرد على إيجابية حماس، تلى ذلك تصعيد المقاومة في لبنان أعمالها العسكرية عبر ضربات نوعية وقاتلة، أجبرت جيش العدوّ على الاعتراف بخسائر كبيرة في صفوف جنوده وضباطه ومواقعه وكذلك المنازل في المستوطنات حيث يتموضع جنوده. وتضمنت اعترافاته اقرارًا متجددًا بقدرة حزب الله على رفع وتيرة المواجهة وفق ما يحدده هو، وكذلك استخدام تكتيكات عسكرية مختلفة يصعب منعها كما حال العمليات المركبة وبشكل كثيف على طول الحدود.
يوم أمس الأربعاء كان الأشد اشتعالًا على الجبهة الجنوبية، ولوحظ تنفيذ المقاومة 12 عملية، بمختلفها عمليات نوعية، واستخدام سلاح المسيّرات والصواريخ المضادة للدروع بشكل مكثف، وهو ما أقرت به وسائل إعلام الاحتلال. واعترفت بكثافة النار، وتحدثت عن حدث صعب قبل أن تلتزم بالرقابة العسكرية المشددة التي على ما يبدو أرادت التكتم على ضربة قاسية تعرضت لها إحدى المواقع، لما للأمر من إحراج أمام “الجمهور”، حيث يلزم ذلك الجيش برد، ويزيد من حالة السخط واللا ثقة المتصاعدة بوعود القادة العسكريين والسياسيين.
ما كان ملفتًا يوم الأربعاء أيضًا، هو زيارة وزير الحرب يوآف غالانت إلى ثكنة برانيت بشكل سري، وإطلاقه من هناك تصريحات بشرت بصيف ساخن لاعتبار أن “المهمّة في الشمال لم تنته”، كما قال. اللافت فيها ليس ما صرح به، بل تعرض الثكنة لقصف بصاروخ بركان بعد وقت وجيز من مغادرته، وفق ما تحدث الاعلام الإسرائيلي.
عمومًا، إن مشهد الأيام الماضية، يبين عن حضور قوي لحزب الله، عند نقطة صفر، بما يمكّنه من رفع مستوى النار وخفضها وفق ما يناسبه ويحقق أهدافه إن في ما يتعلق بالوضع الميداني والتفاوضي في غزّة، أو في ما يتعلق بالتجاوز الإسرائيلي في لبنان، وكذلك – وهو الأهم – أنه يجيب بشكل مباشر على ما ينقله وسطاء تحديدًا حول تموضعه ووجوده عند الحدود.