إلى الراهبة المقاومة مايا زيادة.. كلماتك وصلاتك المقاومة باتت تعانق كلّ الأرواح
كلود عطية
لأننا من أبناء الحياة نتوجّه بهذه الكلمات الى الراهبة المقاومة مايا زيادة علّنا نعبّر عن مشاعرنا القومية الإنسانية والأخلاقية القائمة على الصراع والمواجهة من أجل قضية أمة تساوي الوجود…
هذه الأمة التي تنزف في جنوبها اللبناني والفلسطيني كما نزفت في الشام والعراق… وهي الأرض التي أنجبت المسيح المقاوم الذي عاش حتى الصلب في كل أرجاء سورية…
الأخت الراهبة… طوبى لأنقياء القلوب وهم ينطقون بلغة الحق بلا خوف ولا تردّد، طوبى لكلّ كلمة نطقتِ بها فدخلت بلا استئذان الى قلوب الملايين.. وكأنك يا سيدتي هديّة من الرب لكلّ المقاومين.. لكلّ طفل جائع أو أمّ استشهدت وهي تبحث تحت الركام عن أطفالها الشهداء… كلماتك وصلاتك المقاومة باتت تعانق كلّ الأرواح التي ناضلت حتى الاستشهاد ورحلت الى السماء…
الأخت الراهبة قد تغلق في وجه كلماتك أبواب مدرسة، ولكن تفتح من أجلك أبواب القلوب النابضة بالحق والحرية والكرامة والمساواة… كما تفتح من أجلك أبواب المئات من المدارس والجامعات التي تحمل رسالة الإنسانية وتدرّس ثقافة الحياة… هذه الثقافة الأخلاقية المقاومة التي اخترتها طريق خلاص للطلبة لا تذكرنا إلا بلغة المسيح المقاوم وأفعاله التي ترجمها في ساحة الهيكل حين طرد جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون، وقلب موائد الصيارفة وباعة الحمام، ولم يدع أحداً يمرّ عبر الهيكل وهو يحمل متاعاً، معلناً: «أنّ بيتي بيتٌ للصلاة يُدعى، أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص». هذه المغارة التي ما زالت تبيع وتشتري باسم المسيح نفسه، سمحت لنفسها الانعزالية المريضة أن توقفك عن العمل.. ولكنها لن تستطيع أن توقف إيمانك وكلماتك وصلاتك من أجل أطفال الجنوب وكلّ مقاوم يدافع عن هذه الأرض المقدسة…
يبقى أن نذكّر تجار الهيكل أنّ الكنائس والأديرة في الشام تشهد على أفعال المقاومين الذين طردوا منها التكفيريين، وحاربوا حتى الاستشهاد دفاعاً عن الرهبان والراهبات وكلّ المسيحيين.. علنا نذكرهم بأنّ يسوع الناصري هو ابن بيت لحم ابن فلسطين التي يرتكب فيها اليهود أبشع أنواع الجرائم بحق الإنسان والانسانية…