الشيخ قاسم: التصعيد سيُقابل بالتصعيد
أكَّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنَّ “مواجهتنا للعدو في جنوب لبنان مصلحة لغزّة ومصلحة للبنان كي يعلم العدوّ أنَّه إذا فكَّر بمرحلة ثانية يأتي دورنا فيها فنحن في جهوزية عالية لمواجهة التحدّي مهما كلفنا الأمر ومهما كان الثمن”.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للشهيدين على طريق القدس محمد طراف ومحمد إسماعيل، والذي أقامه حزب الله اليوم الاثنين 26 – 02 – 2024 في مجمع الإمام المجتبى “ع” في بيروت، قال الشيخ قاسم: “نحن نعلم أنَّ “إسرائيل” تدِّمر، لكن فليعلموا أنَّنا أيضًا ندمِّر عندهم، نحن نعلم أنَّ الخسائر ستكون كبيرة، لكن فليعلموا أن خسائرهم أيضًا ستكون كبيرة”.
وأضاف: “الفرق بيننا وبينهم أننا أصحاب حق ومؤمنون بالله تعالى وسننتصر، وأنهم أصحاب باطل وسيتراجعون وسينهزمون كما انهزموا في سنة 2006 وفي معارك غزّة السابقة، وهذا هو الواقع الذي بلَّغنا به ربّ العالمين (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)”.
وتابع الشيخ قاسم: “المواقف السياسية لا تردع العدوّ والاعتراضات الشكلية لا تردع العدوّ. التباكي على الأطفال والنساء لا يردع العدو. الاجتماعات التي تصدر عنها بيانات استنكار لا تردع العدو. وحده السلاح والمقاومة يمكن أن يردعا هذا العدو”. مشيرًا إلى أنَّ “هذا الذي اخترناه كطريق، وهذا ما يجب أن يحصل، وقد رسمنا قواعد وحدود للمواجهة من الجبهة الجنوبية لأنَّنا اعتبرنا أنَّ هذه الحدود هي التي تنفع، تنفع لتساند غزّة وتنفع لتحمي لبنان”.
واعتبر أنَّ “أقل الوفاء من شركائنا في الوطن أن يقدِّروا ويحترموا ما نقوم به، هذا أقل الوفاء وأنا اليوم لن أكون مدافعًا عن العمل الذي نقوم به، لكن هذا شرف، مفروض ممن لا يشاركنا ومن لا يقوم بهذا العمل معنا أن يدافع عن نفسه”، متسائلًا: “لماذا يجلس جانبًا ويتفرج علينا وهو معنيّ؟”.
وأردف الشيخ قاسم: “لأنَّ لبنان معني كما غزّة معنيَّة كما المنطقة معنيَّة”، ووجه كلامه لمن لا يساند المقاومة في معركتها قائلًا: “نحن لا نريد هذه المساندة، لكن على الأقل كلمة إيجابية وموقف سياسي معقول”.
وقال الشيخ قاسم: “بوضوح، نحن لا نطلب دعمًا، ولكن لا نقبل طعنًا”، مضيفاً “نحن ننقذ لبنان لأننا نحن الذين حررنا، ونحن الذين أخرجنا “إسرائيل”، ونحن الذين أثبتنا أننا بالمقاومة نستطيع أن نحمي بلدنا من خلال ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وإلَّا كانت “إسرائيل” ما زالت موجودة في لبنان وأكثر من ذلك كانت ستأخذ قسمًا من الجنوب، وكانت “إسرائيل” هي التي ستدخل على خط الرئاسة وتختار الرئيس الذي تريده، وكانت ستختار أيضًا النواب ومن يديرون البلد لو كنا ضعفاء، لو لم نكن واقفين بعزة وقدَّمنا هؤلاء الشهداء وخيرة شباب لبنان وخيرة شباب الأمة وخيرة الشباب على وجه الأرض”.
وأكد الشيخ قاسم: “نحن نردُّ على عدوان “إسرائيل” وعلى تجاوزاتها، وقلنا مرارًا إنَّ “إسرائيل” إذا اعتدت على المدنيين سيكون ردُّنا متجاوزًا لبعض الضوابط التي وضعناها لأنفسنا. نحن وضعناها ولم تضعها “إسرائيل” لأنَّنا نريد معركة محدودة تؤدي غرضها، لكن لو تمادى الإسرائيلي سنرد أكثر، لافتًا إلى أن كلّ ما استخدمه حزب الله حتّى الآن في القتال “هو الحد الأدنى مما نملك من إمكانات”.
وتابع: “لفتني في وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم ما قيل حول حدث خطير حصل في لبنان وهو أنَّ حزب الله أسقط مُسيَّرة. هذا حتّى يعطي مبررًا لتعتدي “إسرائيل” بشكل أكبر”، مؤكدًا أن “أي توسع سيكون مقابله توسع وأي تجاوز للحدود سيؤدي إلى تجاوزات للحدود بالنسبة إلينا”.
وختم الشيخ قاسم كلمته بالقول: “ليس هناك ما يوقفنا إلَّا قرارنا وتقديرنا بأنَّ المصلحة في ما نقوم به، لكن عندما يتوسع الاعتداء فالمصلحة أنَّ نوسِّع لنمنع هذا الاعتداء من أن يتمادى ومن أن يحقق أهدافه”، مؤكدًا أن حزب الله يراقب كلّ شيء ويدرس الساحة تمامًا “ولدينا فهم لما لدى العدوّ ونعرف ما لدينا ولكل أداءٍ رد”.