بعد الاعتداء «الاسرائيلي» على بلدة الغازية الجنوبية، والرسالة التي حملت عنواناً واحداً هو استعداد «اسرائيل» لتوسعة الحرب ضمن عمق جغرافي بعيد، في سياق التصاعد العسكري اليومي وعلى وقع التهديدات المتكرّرة، ما ينذر بالدخول في حرب كبيرة المدى قد تستغرق شهوراً، على الرغم من الوساطات التي تؤكد أنّ توسعة الحرب غير واردة، لكن الانفلات العسكري المفاجئ في كل لحظة يطلق العنان للمخاوف من عدم حصر النزاع على الحدود ومواصلة الانزلاق نحو المجهول.
فالاعتداء على بلدة الغازية فتح الابواب امام المخاطر المرتقبة، لان المواجهات امتدت من الحدود الجنوبية الى منطقة قريبة من صيدا، عبر غارتين «اسرائيليتين» ادتا الى تدمير بعض المنشآت، فيما الاعتداء اتى تحت حجة كاذبة وهي ضرب مخازن أسلحة لحزب الله، بينما أكدت الوقائع أن الغارتين استهدفتا مستودعاً لصناعة المولدات وآخر لتصنيع الحديد، الامر الذي ادى الى دمار ثلاث مؤسسات في المنطقة، وهذا يعني انّ كل انواع المخاطر واردة وفي اي لحظة مع «الاسرائيليين» وأنّ كل المناطق مستهدفة، وما يجري كل يوم في مناطق جنوبية متنقلة يؤكد ذلك.
الى ذلك، بقيت الوساطات خافتة من ناحية قدرتها على ضبط الوضع العسكري، وفق معلومات حصلت عليها» الديار» نقلاً عن وزير في حكومة تصريف الاعمال، عن أنّ كبار المسؤولين اللبنانيين لم يتلقوا اي خبر يتعلق بتحرّك سياسي مرتقب للموفد الأميركي اموس هوكشتاين، حول وقف التدهور على الجبهة الجنوبية، وأشار الى ان الاخير سيزور «اسرائيل قريباً»، ولا معلومة حتى اليوم عن زيارته للبنان.
في السياق يردّد هوكشتاين خلال لقاءاته ومجالسه أن الولايات المتحدة مستمرة في مساعيها لوقف إطلاق النار، لكن هنالك تعقيدات تتحكم بالمساعي الديبلوماسية تحت عنوان» لا وقف لإطلاق النار في الجنوب قبل وقف العدوان على غزة».