اخبار محلية

ندوة شبابية حوارية للتعبئة التربوية في حزب الله ومركز الإمام الخميني للجالية الإيرانية في لبنان بذكرى انتصار الثورة

أقامت التعبئة التربوية في حزب الله ومركز الإمام الخميني للجالية الإيرانية في لبنان ندوة شبابية حوارية في ذكرى انتصار الثورة في إيران تحت عنوان «من انتصار الثورة إلى طوفان الأقصى، القضية واحدة: فلسطين»، وذلك برعاية السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني وبمشاركة وحضور قادة وممثلي أكثر من 20 منظمة شبابية وطالبيّة لبنانية وفلسطينية وسورية وإيرانية.

الطبطبائي
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية لممثل الإمام الخامنئي في لبنان، السّيد عيسى الطبطبائي الّذي ذكر دور الثورة وأهمية ما قام به الإمام الخميني من جَعْل إيران أرضاً للمستضعفين ضد المستكبرين، وأكّد على أن أوّل قضايا المستضعفين في عالمنا هي القضية الفلسطينية.

صفوي
وأشار نائب السفير الإيراني في بيروت توفيق صفوي الذي تلا كلمة راعي الندوة أنّ من إنجازات معركة طوفان الأقصى أنها كشفت للجميع أنّ هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، وأنه غير قادر على توفير أمنه بنفسه، وأن الجرائم الرهيبة التي يرتكبها هي للتغطية على هذا الضعف والوهن، مشيرًا إلى موقف إيران تجاه هذا العدوان حيث أكد على أولوية دعم المقاومة في غزة ومدها بكل أسباب القوة والمنعة لأنّ المقاومة هي السّبيل لرد الهمجية وبها تستعاد الكرامة وتُحرر فلسطين كلها.

عبد الهادي
وأكد ممثل حركة حماس في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي في كلمته أن حجم دور الثورة في إيران إيجاد بيئة مساعدة، وحاضنة لحدث تاريخي بحجم طوفان الأقصى وتبنّيها تبنيّاً حقيقيًّا وعمليًّا ومساهمتها الفاعلة في بناء حركات المقاومة في المنطقة وتطويرها والّتي أصبحت اليوم تشكّل تهديدًا وجوديًّا للعدو المحتل، ذاكرًا أهميّة الجهد الدبلوماسي والسّياسي المنطلق من إيمان الجمهورية في دعم القضية الفلسطينية وجرأتها، مؤكّدًا أنّ الدعم كان واضحًا عبر محور المقاومة الّذي تحركت جبهاته وأربكت العدو ما أدّى إلى سحب العديد من قواته وتكبّده الكثير من الخسائر.

فياض
وألقى النائب الدكتور علي فياض كلمة حزب الله مشدداً على أنّ أيديولوجيا الثورة في إيران ترتبط بالقضية الفلسطينية والقضاء على الكيان الصهيوني، متحدثًا عن نجاح إيران بتشكيل نقطة الارتكاز في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه على المستوى الدولي، وأضاف أنّ محور المقاومة بدوره يجب أن ينوّع في أدوات المواجهة وأعطى مثالاً الاهتمام بأهميّة الرأي العام، محليًّا كان أم دوليًّا.

المقداد
بدوره، تحدث عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الإجتماعي – منسّق اللجنة الشبابية والطلابية لدعم القضية الفلسطينية الأمين إيهاب المقداد فقال:
لا يختلف إثنان على أن الثورة في إيران لم تكن وليدة صدفة، بل هي قامت نتيجة تراكمات طويلة امتدت لسنوات.
ومن باب إحقاق الحق، لا يمكننا الحديث عن الثورة الاسلامية الايرانية التي نلتقي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانتصارها، دون أن نعرّج على الانتفاضة التاريخية التي ابتدأت في 5 حزيران 1963.
فلا نبالغ إذا ما وصفنا تلك الانتفاضة بأنها نقطة الانطلاق الفعلية للثورة في إيران، لكونها هيّأت للمواجهة مع النظام الحاكم آنذاك، ووفرت الأرضية الصلبة للمبادئ الفكرية والسياسية والاجتماعية للثورة.
فقبل انطلاقة ملحمة الانتفاضة التاريخية، كانت القوى الأمنية المؤتمرة بأمرة النظام البهلوي قد حذرت المواطنين من التعرض بسوء لشخص الشاه، ومن التحدّث عن كيان عصابات الاحتلال المسمى «إسرائيل» وجرائمه.
ولأن خير الجهاد «كلمة حق في وجه سلطان جائر»، كان للإمام الخميني خطاب تعبوي ناري في 3 حزيران 1963 بمناسبة العاشر من محرم، ألقاه في مدرسة «الفيضية» في مدينة قم، أكد فيه على العلاقة بين الشاه وكيان العدو. فشكّل ذلك الخطاب بداية حقيقيّة للعد العكسي لسقوط حاكم طهران المستبد.
انتشر الخطاب كالنار في الهشيم، مما أوقد الحماسة في نفوس المواطنين لا سيما الشباب منهم، فاندفعت زبانية النظام إلى اعتقال الإمام. لتندلع انتفاضة شعبية واسعة في 5 حزيران 1963 عملت قوات الأمن على قمعها بقسوة في سائر المدن، وخصوصاً في طهران وشيراز ومشهد وقم، مما أدى إلى استشهاد عدد كبير من المنتفضين.
استعرت الانتفاضة بصورة باغتت جهاز السافاك الذي أسّسه بهلوي بمساعدة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) والموساد الصهيوني، فكانت نتيجتُها رضوخ الشاه للإرادة الشعبية وإطلاق سراح الإمام بعد شهر ونصف من تلك الأحداث.
استمرّ الشعب الايراني في نضاله ضد النظام البائد، مظهراً عزيمة وثباتاً كانت نتيجتهما انتصار الثورة في 11 شباط 1979، التي حولت النظام من قامع لشعبه إلى مستند للإرادة الشعبية. ثورة وضعت إيران في موقعها الصحيح ضد كيان عصابات الاحتلال وداعميه ومشغليه، جاعلة من القدس بوصلة الصراع بعدما كان الشاه حليفاً استراتيجياً للعدو الذي أُنزل علمه في طهران ليرتفع علم فلسطين معلناً انقضاء حقبة سوداء من تاريخ إيران.
وعلى الرغم من مضي 45 عاماً على انتصار الثورة، إلا أنها تمكنت من ضمان استقرار البلاد وأمنها. وإحداث نقلات نوعية في الميادين العلمية والتقنية، وإنجاز آلاف المشاريع البنيوية والضرورية في شتى المجالات وصولاً إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتطوير الخلايا الجذعية وتقنية النانو. هذا فضلاً عن تطور لافت في مختلف الفروع الهندسية بما فيها الصناعات الدفاعية.
ويسجل للثورة أنها رفعت مستوى البصيرة والوعي السياسي للإيرانيين، وتحديداً في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية والجرائم المتمادية والمستمرة التي ترتكبها عصابات العدو ضد أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان. فكانت إيران – الثورة من أهم داعمي المقاومة في بلادنا، ومن القلة الذين ساهموا في مواجهة العصابات الإرهابية التي استهدفت العراق والشام ولبنان خدمة لمصالح أعداء الأمة.
ولأن الشعوب الحيّة لا يمكنها السكوت على اغتصاب حقوقها، كانت صبيحة السابع من تشرين الأول 2023 متميزة عن سواها. إذ انطلقت من أرضنا في قطاع غزة المحاصر مجموعات من الشباب المقاوم لتُلحق بجيش عصابات الاحتلال مذلّة تاريخية يعترف ساسته بوقوعها.
فقد ظنّ ذلك الغاصب أن حصاراً لغزة امتد لأكثرَ من 15 عاماً كفيل بسلب عزيمة أبناء شعبنا الفلسطيني، وإرغامهم على القبول بشروط العدو والرضوخ لإرادته.
إلا أن بطولةً مؤيدةً بصحة العقيدة – عقيدة الوحدة والجهاد والمقاومة، كانت كافية لتقلب المعادلة رأساً على عقب. فتجعلُ اسم فلسطين في مقدمة كل نشرة أخبار، وعلى رأس كل جدول أعمال، وفي أولوية كل اجتماع.
لقد شكلت ملحمة طوفان الأقصى نقطة مفصلية في حركة الصراع الوجودي ضد الكيان الغاصب الذي بات – فعلياً – يبحث في إمكانية استمراره كياناً احتلالياً اغتصابياً على أرضنا فلسطين. فعادت إلى طاولة البحث تلك الفوبيا اليهوديّة المتمثلة بعدم دوام دولة لهم في التاريخ لأكثر من 80 عاماً.
إن الصمود الاستثنائي الذي أظهره شعبنا الصامد داخل فلسطين، وتشكيله بيئة حاضنة لكل أحزاب وفصائل وحركات المقاومة، وإصراره على عدم مغادرة أرضه بالرغم من صبّ المحتل جام حقده التاريخيّ على كل من هو فلسطيني، إنما يؤكد على تمسك أهلنا بحقهم القومي والأبدي في أرض فلسطين لكونها ملكاً عاماً لكل أجيال الأمة على تعاقبها السابقة والحالية والقادمة.
مع دخول العدوان الغاشم على أهلنا في فلسطين شهره الخامس، ووصول عدد الشهداء إلى 28 ألفاً جُلّهم من الأطفال والنساء وكبار السن، هذا عدا المفقودين. ومع تجاوز عدد المصابين 67 ألفاً، وبلوغ عدد النازحين داخل قطاع غزة عتبة المليوني نازح، وتحول 360 ألف وحدة سكنيّة إلى غير صالحة للسكن، وشبه انعدام للأمن الصحي والغذائي، أثبت شعبنا الفلسطيني بصموده ومقاومته أنه جدير بالحياة التي ما هي إلا وقفة عز. وأنه جدير بانتصار أذلّ جيش الهاغاناه والشتيرن والبلماح والأرغون، وتحقق على أيدي شباب نذروا أنفسهم لأرضهم وأمتهم وشعبهم، فكانوا خير من يستحق لقب البطولة والفداء.
وعلى الرغم من كل تلك الأهوال، تبقى المقاومة ممسكة بزمام المبادرة، فارضة شروطها، غير آبهة بكل الفرقعات الإعلامية للمجرم نتنياهو ومجلس عدوانه. ففي الوقت الذي عجز المحتل عن تحقيق أي هدف من الأهداف التي وضعها لنفسه منذ استفاقته من هول صدمة السابع من تشرين الأول، أثبتت المقاومة أن كلمتها هي سيدة الميدان، خاصة وأنها تستند إلى محور الحق والبطولة في لبنان والشام والعراق، مروراً باليمن ووصولاً إلى إيران.
أسئلة وحوار ودرع تكريميّة
ثم كانت أسئلة من الشباب المشاركين في الندوة الحوارية أجاب عليها مسؤول ملف الجامعة اللبنانية في التعبئة التربوية في بيروت طارق فخري. واختُتمت الندوة بتسليم وفد من مخيم الضبية الفلسطيني درعاً تكريمياً لنائب السفير الإيراني في بيروت.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى