السيد الحوثي: حقّقنا نصراً مهماً في منع مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر
أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ الإسرائيليين والأميركيين والبريطانيين يسعون لتصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، موضحاً أنّ الأطراف الثلاثة “كانوا يحسبون سابقاً حساب ما يحدث في هذه الأيام، من مساندةٍ للشعب الفلسطيني”.
وخلال كلمةٍ ألقاها في الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس اليمني السابق، صالح الصمّاد، شدّد السيد الحوثي على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها البحار لدى “إسرائيل” والولايات المتحدة والبريطانية، مجدّداً تأكيده أنّ العمليات التي تقوم بها القوات المسلّحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب هي “نصرة للشعب الفلسطيني وقطاع غزّة”.
وأضاف السيد الحوثي أنّ “الأعداء يريدون أن يكون في قيادة صنعاء عملاء”، بهدف حماية السفن الأميركية والإسرائيلية، وأن يكون الموقف في اليمن وسائر البلدان “في إطار العمالة لهم”، بحيث تكون المهمة الرئيسة “حراسة المنشآت والقواعد الأميركية والبريطانية، وحماية السفن الإسرائيلية”.
وفي هذا الإطار، أشار السيد الحوثي إلى أنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تحدّث سابقاً عن مضيق باب المندب، وخطورة أن يكون من يقود اليمن “حاملاً التوجّهَ التحرري، إلى جانب الشعب الفلسطيني”.
وأوضح أنّ قلق الأعداء يكمن في أن يكون في اليمن، بما لديه من أهمية جغرافية وشعب فاعل، من يتمسّك بقضايا أمّته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنّهم “ينزعجون من حركة شعوبنا ويقظتها ووعيها وتطلّعها إلى أن تكون في مستوى مسؤولياتها، وتنال حقوقها المشروعة”.
وبيّن أنّ منطق بعض المرتزقة “هو ما يعبّر عنه الأميركي والبريطاني والإسرائيلي في توصيف موقف بلدنا المساند لغزّة”.
“حقّقنا نصراً مهماً في منع مرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر”
وعلى الرغم من العدوان الأميركي – البريطاني المتجدّد على اليمن، فإن القوات المسلّحة اليمنية واصلت منع مرور السفن الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، كما أكّد السيد الحوثي، مؤكداً أنّ هذا المنع التام هو “نصر مهم”.
وأكّد قائد أنصار الله أيضاً، في كلمته التي تزامنت مع اليوم الـ130 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، “الاستمرار في موقفنا، مع التوجّه إلى التصعيد في تحركّنا”، مشدّداً على أنّ هذا التحرك في البحر “فعّال ومؤثّر”، آملاً “أن يستوعب الجميع فعاليته وتأثيره”.
ولفت إلى عدم حدوث أي حالة مرور أو عبور لسفينةٍ مرتبطةٍ بالاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الأسابيع، واصفاً الأمر بـ”الإنجاز المهم، والانتصار على الثلاثي الإسرائيلي – الأميركي – البريطاني”.
ولدى تناوله العمليات العسكرية، التي تنفّذها القوات المسلّحة اليمنية ضدّ الاحتلال، بيّن السيد الحوثي أنّ نتائجها تؤثّر في وضعه الاقتصادي، بصورة عامة، لا في وضعه في أم الرشراش (“إيلات”) المحتلة فقط، مضيفاً أنّ واشنطن ولندن أصبحتا في مشكلةٍ منذ بدئهما العدوان على اليمن، إذ إنّ سفنهما باتت مستهدفة.
وتوجّه قائد أنصار الله إلى دول العالم، قائلاً إنّ عبور سفنها في باب المندب آمن، إذ إنّ الاستهدافات تطال السفن الأميركية والبريطانية، وتلك المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، مطمئناً إلى أنّه “لن يكون هناك أي استهداف من جانبنا للكابلات البحرية، ومنها كابلات الإنترنت التي تصل إلى دول المنطقة”.
وتطرّق السيد الحوثي إلى الاغتيالات التي يمارسها الأعداء، موضحاً أنّهم يتصوّرون أنّهم سيحقّقون أهدافهم عبر ذلك، ويقضون على أي تحرّك صادق، مشدّداً على أنّ هذا “تصوّر خاطئ”.
وأشار إلى أنّ الشعب اليمني “يرى ثمرة التضحية والعطاء للشهيد الصمّاد ورفاق دربه، من قوة ومنعة ومساهمة حقيقية في معركة الأمة”، لافتاً إلى أنّ الميزة المهمة للشهداء هي “بقاؤهم خالدين، كنموذجٍ ملهمٍ في موقع القدوة والدافع لغيرهم إلى التحرك”.
في السياق نفسه، أوضح السيد الحوثي أنّ الموقف الشعبي في اليمن، تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، شاهدٌ كبير على “فشل الأعداء في تحقيق أهدافهم باستهداف الشهيد الصمّاد”، مشدّداً على أنّ ميزة الموقف اليمني، رسمياً وشعبياً، هي “التكامل والتحرك الشامل في كل المجالات”.
في المقابل، ثمّة “تقصير رهيب جداً، من جانب كثير من البلدان في أمّتنا”، سواء على مستوى العالم العربي أو غيره، تجاه ما يجري في غزّة، كما رأى السيد الحوثي، الذي شدّد أيضاً على وجوب أن يكون للدول العربية والإسلامية تحرك جاد وفعّال، من أجل الضغط لوقف الحرب في القطاع.
وأمام ذلك، أكّد قائد أنصار الله أنّ “التحرك لشعبنا العزيز، على مستوى التعبئة والجاهزية العسكرية بصورةٍ واسعة، هو في غاية الأهمية”، مشدّداً على أنّ الاستمرار في المظاهرات والمسيرات، على الرغم من طول أمد العدوان على القطاع، “يعبّر عن وعي شعبنا وشعوره بالمسؤولية”.