اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

الحاج عفيف: لن نمنح العدو نصرا سياسيا والمقاومة لا تقايض الرئاسة بدماء الشهداء

يوسف الصايغ

قراءة سياسة وميدانية شاملة قدمها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف خلال الفطور الذي دعا اليه اللقاء الإعلامي الوطني، بحضور نخبة من أهل الإعلام والصحافة والخبراء والمحللين العسكريين في مطعم الفلمنكي ببيروت.
الحاج عفيف إستهل كلامه متحدثا عن الإنجاز الميداني للمقاومة الفلسطينية في غزة التي نجحت بعد مرور ثلاثة أشهر في الصمود والمواجهة بوجه جيش كيان الإحتلال وترسانته الحربية، وكاشفا ان حركة حماس أكدت قدرتها على الصمود لثلاثة أشهر إضافية، مشيراً الى أن واقع المفاوضات السياسية اليوم بين العدو والمقاومة متوقّف، ولا يوجد مسار سياسي، وعن الورقة المصرية أشار عفيف أنها الورقة الوحيدة التي اعتبرتها حركة حماس بمثابة صك استسلام، فرفضتها، وخصوصا من قبل قيادة حماس في الدّاخل، والتي اعتبرت أنه يتم التعامل معها وكأنها مهزومة، فيما هي تقاتل منذ ثلاثة أشهر ولا تزال صامدة، وتقول: “لا يزال لدينا سلاح وذخيرة وقدرة على إطلاق الصواريخ على تل أبيب وباقي المدن المحتلة، واعتبرت أنهم يجلبون لها ورقة هزيمة وبالتالي تم رفضها”.


وعلى صعيد جبهة الجنوب تحدث الحاج عفيف عن دور المقاومة الإسلامية في دعم وإسناد جبهة غزة، وشرح حيثيات ما تقوم به المقاومة من عمليات ضد مواقع وتجهيزات العدو، والتي تأتي ضمن التكتيكات القتالية المضادة لما يستخدمه العدو من تكتيكات، ولكنه شدد على أن “المقاومة لا تستخدم كافة انواع الاسلحة ولا كل القدرة القتالية المتوفرة للمقاومة في معركة الجنوب”، ولفت الى أنه “يوجد ما يكفي من الأسباب للذهاب الى الحرب، ويوجد ما يكفي من الأسباب لعدم الذهاب الى الحرب، والأرجح حاليا هو عدم الذهاب الى الحرب”.
كذلك أعلن الحاج محمد عفيف الى أن “الجبهة اللبنانية هي أشد تعقيدا بأشواط من جبهة غزّة، لأنها جبهة تتداخل فيها الضغوط السياسية والدبلوماسية والعمل الميداني، وتحدث عن إمكانية تحويل التهديد الى فرصة لتحقيق المصالح الوطنية في لبنان، لأنه بعد انتهاء الحرب لن يعود سكان المستوطنات الى شمال فلسطين المحتلة، ولن تكون هنالك حياة في المستوطنات. لذا، فالعدو مضطر أن يعود مجددا الى لبنان ويسأل: ماذا تريدون؟
ومن الميدان الى السياسة إستعرض مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله المراحل حيث تدرجت الضغوط الاسرائيلية والاوروبية الأميركية على لبنان وبداية كان النقاش حول جدوى جبهة الجنوب، وتحدث سماحة السيد نصرالله عن هذا الموضوع لمرتين متتاليتين، وأشار الحاج عفيف الى أن “الاسرائيلي” إنتقل في موضوع جبهة الجنوب بثلاثة مراحل: الأولى تمثلت بالتهديد الاسرائيلي المباشر وثانياً عبر التحذير الاوروبي من خلال الوسطاء والموفدين الاوروبيين (برنار إيمييه كاترين كولونا وجوزيب بوريل) بأن اسرائيل ستهجم على لبنان، وهنا استطرد عفيف سائلاً “إن كان العدو الاسرائيلي بصدد شن عدوان على لبنان فلماذا يتم ارسال كل هؤلاء الموفدين؟ وهل يريدون أن يعطوننا إنذاراً كي نستعد؟ والجواب طبعا لا، فهم يرسلون الموفدين في محاولة من أجل إعطاء اسرائيل نوع من النصر في السياسة في لبنان وهو ما عجزت عن تحقيقه في الميدان في غزّة. ونحن كان الجواب لدينا أنه “عندما تتوقف الحرب في غزة تتوقف الحرب في لبنان”.
وأضاف الحاج عفيف:”نحن متمسكون بموقفنا الصرف لأسباب أخلاقية أولا ثمّ لأسباب استراتيجية ثانيا، ثم لأسباب سياسية تتعلق بمصلحة لبنان، سحب هؤلاء الاغراء ووضعوا مكانه مجددا التهديد الاسرائيلي، ولذلك من يقف الآن خلف التهديد هم الأميركيين، والموفد الاميركي آموس هوكشتاين هو من صاحب عبارة ” قد نستطيع أن نؤخر الحرب على لبنان، ولكننا لا نستطيع أن نمنع الحرب على لبنان “، كذلك جزم الحاج عفيف أن المقاومة في لبنان لا تسعى الى مقايضة ما تحققه في الميدان سياسياً وتحديدا بملف رئاسة الجمهورية، غامزا من قناة من يتحدثون عن مقايضة رئاسة الجمهورية بإنجازات حزب الله في الميدان وتحديدا سمير جعجع وجبران باسيل والكتائب، وشدد الحاج عفيف ان لا مقايضة لدماء الشهداء برئاسة الجمهورية، وهذا أمر ثابت خلافا لكل محاولات التشويش على دور المقاومة على جبهة الجنوب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى