دخل منتخب لبنان لكرة القدم المرحلة الأخيرة من استعداداته لخوض نهائيات كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه ابتداءً من 12 الشهر الحالي، حيث يلعب المباراة الافتتاحية للبطولة التي تعيش العاصمة القطرية الدوحة جوّها، إذ بات وصول المنتخبات الـ24 المشاركة حديث الكل في الدوحة
الدوحة | منذ اللحظة الأولى التي تطأ فيها قدم أي شخص مطار حمد الدولي في الدوحة، يشعر بروح كرة القدم وكأس آسيا.المتطوعون ينتشرون في كل مكان، والمنظمون يحرصون على تنفيذ كل التفاصيل إذ لا يعرقل أي شيء المنتخبات المشاركة أو حتى المشجعين القادمين لمتابعة منتخباتهم. كما أنّ وسائل الإعلام الرياضية لا تهتم هذه الأيام إلا بأخبار البطولة القارية التي حصلت قطر على شرف استضافتها بعد تعذّر إقامتها في الصين.
ولا يخفى أنّ روح كأس العالم حاضرة في كأس آسيا، إذ لا إرباك هنا في الدوحة حيال أي شقّ تنظيمي، وكأن متطلبات النجاح تطبّق حرفياً من أجل إخراج البطولة الآسيوية بأفضل شكلٍ ممكن.
هي مسألة ليست بالمفاجئة بعدما استضافت البلاد أحداثاً رياضية كبرى، وما الأجواء المواكبة حالياً لانطلاق كأس آسيا إلا سبباً إضافياً لإطلاق المنتخبات ونجومها العنان لأقصى طاقاتهم، ما يعني أننا سنشاهد أعلى بطولة آسيوية على الصعيد الفني في ظل ترقّب منافسة كبيرة على اللقب الذي كان من نصيب قطر في النسخة السابقة التي أقيمت في الإمارات عام 2019.
لبنان «على أرضه»
وبحكم إقامة البطولة في بلدٍ خليجي وتأهل أبرز المنتخبات الخليجية إليها، تشعر هذه الأخيرة بأنها تلعب بين جمهورها المتوقّع أن يتوافد بأعدادٍ كبيرة لمواكبة مبارياتها بفعل سهولة السفر إلى قطر والدخول إليها بالنسبة إلى أبناء الخليج. لكن هناك أيضاً منتخبات أخرى تشعر وكأنها تخوض مباريات بيتية بفعل وجود جالية كبيرة لها في الدوحة. وعلى رأس هذه المنتخبات، منتخب لبنان، إذ منذ اللحظة الأولى التي وصل فيها إلى العاصمة القطرية كان الاستقبال لافتاً له في المطار، ثم في مقر الإقامة.
وهذه المسألة بدا وكأنها تضع اللاعبين أمام مسؤولية كبيرة أكثر من أي وقتٍ مضى، وتحفّزهم بقوة، إذ من الواضح أنه رغم النتائج غير المرضية خلال المدة الماضية، والعتب على المنتخب من قبل شريحةٍ من الجماهير في الداخل والخارج، بقي الإيمان بمنتخبنا حاضراً عند اللبنانيين الذين ينتظرونه في قطر، والدليل الإقبال الكبير على شراء تذاكر الدخول الخاصة بمبارياته الثلاث بحسب ما أفاد به مصدر في اللجنة المنظمة لـ «الأخبار».
ويقول الحارس مهدي خليل: «الأمر لا يتعلّق فقط بنا كلاعبين نحلم باللعب في كأس آسيا، إذ إن وجود لبنان بين أقوى 24 منتخباً في القارة يعني الكثير بالنسبة إلى اللبنانيين، ما يحتمّ علينا أن نضع كل جهودنا من أجل تحقيق ما ينتظره منا الجمهور وتحقيق نتائج مشرّفة للكرة اللبنانية».
المرحلة الأخيرة
منتخبنا دخل المرحلة الأخيرة من الاستعدادات حيث يلعب اليوم الساعة 15:30 بتوقيت بيروت مع المنتخب السعودي القوي خلف أبواب مغلقة، وهي مباراة تجريبية مهمة جداً لأنها ستكشف للمدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش مدى جهوزية لاعبيه للمباراة الافتتاحية التي ستجمعه بصاحب الأرض، إذ يبدو أنه سيعتمد بشكلٍ أساسي على عناصر الخبرة التي اختبرت سابقاً اللعب في كأس آسيا، وذلك لتحقيق الإنجاز المنتظر منذ زمن بالوصول إلى الدور الثاني للمرة الأولى.
وفي هذا الإطار، قال المدافع قاسم الزين في تصريحٍ خصّ به «الأخبار»: «لا شيء مستحيل، إذ بالعزيمة والإصرار والقتال على مدار دقائق المباريات وتطبيق ما تدرّبنا عليه أخيراً، سيكون في إمكاننا الوصول إلى ما نصبو إليه. علينا أن نؤمن بقدراتنا وأن نثق ببعضنا البعض للمضي قدماً».
وما لا شك فيه أن المباراة أمام «الأخضر» السعودي تلتقي مع رفع مستوى الاستعدادات اللبنانية للاستحقاق الكبير، إذ إن خوض لقاءٍ أمام منتخبٍ بهذا الحجم والقوة ستكون فوائده الفنية إيجابية بالنسبة إلى «رجال الأرز» بعيداً من النتيجة، وخصوصاً أن السعودية تدخل إلى هذه البطولة وهي من المرشحين الأوائل للمنافسة على اللقب القاري.
إقبال كثيف من أبناء الجالية اللبنانية في قطر لشراء تذاكر مباريات لبنان
وعلّق قلب الدفاع الآخر نور منصور على ما ينتظر لبنان انطلاقاً من المباراة التجريبية الأخيرة: «هذا النوع من المباريات يطوّر اللاعب لأنه يضعه أمام متطلبات بدنية أكبر ويرفع من مستوى تركيزه الذهني، إذ إنّ الخطأ ممنوع. أنا سعيد لوجودي بين هذه المجموعة من اللاعبين التي لا توفّر جهداً من أجل إعلاء شأن المنتخب».