اخبار محلية

عودة: الطامة الكبرى هي الاعتياد على الفراغ في موقع الرئاسة

أشار مـتــروبـولـــيـت بــيــروت وتــوابــعـهـا للروم الارثوذكس الــمـطــران الــيـاس عــوده، خلال قداس في ذكــرى خــتــانــة يـســوع الــمـسـيـح، الى انه “نَــدْخُــلُ عــامًــا أرضِــيًّــا جَــديــدًا، بَــعْــدَمــا وَدَّعْــنــا سَــنَــةً دَمَــوِيَّــةً شَــهِــدْنــا خِـلالَـهـا الــكَــثــيــرَ مِــنَ الأَحــداثِ الــمُــؤلِــمَــة عــلــى صَــعــيــدِ الــوَطَــنِ والـعــالَـم. أَمَّــا الــطَّـامَــةُ الـكُــبْــرى فــي هَــذا الــبَــلَــدِ فَــهِــيَ الإعــتــيــادُ عــلــى الــفَــراغِ في مَـوْقِـعِ الـرِئـاسـةِ، الَّــذي يَــتَــأَصَّــلُ عــامًــا بَــعْــدَ عــامٍ، وغــيــابُ مَــســؤولٍ مُــطــيــعٍ لِــدُســتــورِ بِــلادِهِ يَــقِــفُ عَــكْــسَ الــتَّــيَّــارِ الــسَّــائِــدِ، ويُــعــلــي الــصَّــوْتَ داعِــيًــا إلــى صَــوْنِ الــقــانــونِ واحــتــرامِ الــدســـتــور. عَــدَمُ تَـطْـبــيـقِ دُســتـورِ الــبَــلَــدِ أَصْــبَـحَ دُســتــورًا بِــذاتِــهِ، كَــرَّسَــتْــهُ بَــعْــضُ الــجَــمــاعــاتِ الــمُــنْــتَــمِــيَــةِ جَــسَــدِيًّــا فَــقَــط إلــى هَــذِهِ الأَرْض، بَــيْــنَــمــا عُــقــولُــهــا وقُــلــوبُــهــا ومَــصــالِــحُــهــا مُــتَــعَــلِّــقَــةٌ بِــرايــاتٍ تُــرَفْــرِفُ خــارِجَ رُبــوعِ وَطَــنٍ جَــرَّحَــتْــهُ الإنْــقِــســامــاتُ، ونَــهَــشَــتْــهُ الــمَــطــامِــعُ، وسَــوَّدَتْ صَــفْــحَــتَــهُ أَســمــاءٌ ووجــوهٌ مــا عــادَ الــلُّــبــنــانِــيُّــونَ يَــرغَــبــونَ فــي رؤيَــتِــهــا أَوْ يَــقْــبَــلــونَ بِــتَــمْــثــيــلِــهــا لـهـم. أمَــلُـنـا أنْ يَــكــونَ الــعــامُ 2024 عــامَ خَــلاصِ لُــبْــنــانَ مِــنْ جَــمــيــعِ جِــراحِــهِ ونُــدوبِــه، وعــامَ فَــتْــحِ مُــجَــلَّــدٍ جَــديــدٍ فـي تــاريــخِــهِ، لا يَــحْــتَــوي إِلَّا عــلــى سِــيَــرِ مُــحِــبِّــي هــذا الــبــلــد، والــعــامِــلــيــنَ مِــنْ أَجْــلِ صَــوْنِ كُــلِّ ذَرَّةٍ مِــنْ تُــرابِــه وكــلِّ مــادةٍ مِــنْ دســتــورِه وكُـلِّ فَــرْدٍ مِـنْ شَـعــبِـه”.

وأضاف: “يُــقــال إنَّ الــقُــدرةَ تَـكْــمُــنُ فــي الإرادةِ وهــذا صَـحـيـحٌ لأنَّ الإنـسـانَ الــذي يَــنْــوي أو يُـقَــرِّرُ عَــمَــلَ شــيءٍ لا بُـدَّ مِـنْ أنْ يَـسـتـطــيعَ الـقــيـامَ بـه. فــعــنــدمــا أرادَ مــجــلــسُ الــنــوابِ تَــمــديــدَ مُــدَّةِ خِــدْمـةِ قـائــدِ الـجــيــشِ حِــفــاظــاً عـلـى الـمُـؤسَـسـةِ الـعَـسْـكَـرِيَّـةِ، وعلى الإســتِــقــرارِ الأمــنـيّ، اجــتــمــعَ وصَــوَّتَ ونَــجَـحَ فـي مـا أراد. فَــلِــمَ لا يُــقــرِّرُ هــذا الــمــجــلــسُ انــتــخــابَ رئــيــسٍ، ويــجــتــمــعُ ويَــنْــتَــخِــبُ رئــيــســاً لــلــبــلادِ مِــنْ أجــلِ اســتــقــرارِ الــبــلــدِ بــكــامِــلِــه، ومــن أجــلِ مَــلْءِ كُــلِّ شُـغــورٍ وتَــسْــيــيــرِ عَــمَــلِ كُــلِّ إدارة؟ هــذا يَــعْــنـي أنْ لا إرادةَ فــي ذلــك وإلاّ لــكــانَ لــنــا رئــيــسٌ مــنــذُ أكــثــرَ مِــنْ سَـنَة، في الـمَـوعِـدِ الـذي يُـحـدِّدُه الـدسـتـور، يَـحْــفَـظُ الإســتــقــرارَ الــســيــاســيّ. فَــعـِـوَضَ الــلُــجــوءِ إلــى حُــلــولٍ مُــجْــتَــزَأةٍ أو مُـؤقَّــتَــةٍ يُــهْــرَعُ إلــيــهــا عِــنْــدَ كُـلِّ شُـغــورٍ في مَـركـزٍ أو إدارة، ألـيسَ مِـنَ الـحـكـمــةِ انـتخابُ رئـيـسٍ لـلـبلادِ تَــكْـتَـمِـلُ مَـعَـه كُـلُّ الـنَـواقِـص؟”.

 

واكد عودة اننا “نُــصَــلِّــي الــيَــوْمَ مِــنْ أَجْــلِ أَنْ يَــكــونَ الــعــامُ الــجَــديــدُ عــامَ خَــيْــرٍ وسَــلامٍ وبَــرَكــة، يَـحْـمِــلُ مَــعَــهُ الأَمَــلَ والــصِّــحَّــةَ والــفَــرَحَ لِــلــجَــمــيــع. نُــصَــلِّــي كَــيْ يَــمْــنَــحَــنــا الــرَّبُّ نِــعَــمَــهُ لـكـي نَــعْــرِفَ كَــيْــفَ نُـحـافِــظُ عــلــى أَنْــفُــسِــنــا بَــعــيــدًا عَــنِ الــخَــطــيــئَــة، وعـلى بَــلَـدِنـا بَــعــيـدًا عَــنِ الأذى. كما نُـصَـلّي مِنْ أجـلِ إخْـوتِـنـا في الـقُـرى الـجـنـوبـيـةِ وفي فـلـسـطـيـن الذين ما زالـوا تحتَ الـقـصـفِ واللاإنـسـانـيـة، سائلين لهم السلام. وفي هـذا الـعــيـدِ لا يُــمْـكِــنُـنـا ألاّ نَــتَـذَكّــرَ ضـحـايـا تَــفــجــيــرِ مَــرفــأِ بــيــروت وذَويــهــم، وجــمــيــعَ الــذيــن أُصــيــبــوا فــي أجــســادِهــم أو مُــمْــتَــلَــكـاتِـهـم، ولـم يَـحْـصَـلـوا بَــعْــدُ عــلــى الــعــدالــةِ الـواجِـبَـةِ تُـجـاهَــهُـم وتُـجـاهَ بــيــروت، لأنَّ الــســلــطــةَ الســيـاسـيَّـةَ وسُــلـطـةَ الأحـزابِ والـزعـاماتِ أقـوى مِنْ سُــلــطَــةِ الــقــضــاءِ الــمَــقْــمــوعِ مِــنْــهــا، الــذي لــم يَــتَـمَـكَّـنْ مِـنْ اسـتِـكْـمالِ الـتَـحـقــيـقِ وفَــرْضِ العــدالة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى