ملتقى شهيد القدس الشبابي الثاني في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج سليماني
في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم.. ملتقى شهيد القدس الشبابي الثاني
أقامت التعبئة التربوية في حزب الله والمستشاريّة الثقافيّة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ومكتب الحاج قاسم سليماني ولجان عمل المخيمات في لبنان ملتقى شهيد القدس الشبابي الثّاني بعنوان “شباب على طريق القدس”، وفاءً لتضحيات الرمز والقائد الكبير شهيد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني في الذكرى الرّابعة لاستشهاده مع رفاقه، بمشاركة وحضور رؤساء وممثلين عن أكثر من 22 منظمة شبابية وطلابية من دول محور المقاومة (لبنان، فلسطين، سوريا، العراق، إيران، اليمن) بالاضافة إلى مشاركة من شباب البحرين، وذلك يوم الخميس في 28 كانون الأول 2023 في مجمع الإمام الخميني (قده) الثقافي – طريق المطار في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.
الشّيخ دعموش
راعي الملتقى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشّيخ علي دعموش، استهلّ كلمته بالحديث عن الحاج قاسم سليماني ووصفه بأنه صنيعة مدرسة الامام الخميني (قده) وقيم ومفاهيم الثورة الإسلامية المباركة، وأنّه رمز للإيمان والجهاد والمقاومة، ورمز للصدق والإخلاص ووهب حياته دفاعًا عن المقدسات في مختلف الميادين وتحمّل عناء الجهاد في سبيل الأهداف الكبيرة.
ولفت إلى أن علاقة الشهيد سليماني مع المقاومة في لبنان وفلسطين كانت نموذجيّة، دعمها بالفكر والموقف والسلاح، وكان حاملًا لكل آلامها وأوجاعها وعمل على تأمين كل حاجاتها، وكان له الدور الأساس في تعاظم قدراتها وشريكًا في كل إنجازاتها في لبنان وفلسطين والعراق.
وتناول الشيخ دعموش عملية طوفان الأقصى، مؤكدًا أن المقاومة أصبحت تهديدًا وجوديًا للكيان الصهيوني، وأنّ ما يجري اليوم وما يشاهده العالم من قوة وبسالة المقاومة في غزة وصمود شعبها وفشل وعجز العدو من تحقيق أهدافه، سيرفع من قيمة المقاومة وخيارها عند الشعوب، ليس كخيار إستراتيجي فقط بل كخيار روحي وقيمي ويجب التمسك به.
وقال الشيخ دعموش “نحن أمام إنجاز كبير وتفوّق في الآداء والسيطرة على الميدان والشجاعة المتناهية، مقابل صورة نقيضه أي صورة الجيش المستنزف والفاشل.. فليس أمام هذا العدو سوى وقف العدوان والإذعان للمقاومة، وكل التهديدات التي نسمعها هي من أجل أن نتخلّى عن نصرة غزة لكنا لسنا ممن يترك أهله في غزة”.
كما أكد أنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان لن تتردد في استهداف العدو وتدمير بيوت مستوطناته وهذا ما يشهده في الشمال، ويجب أن يعرف العدو أنه مهما تمادى في عدوانه فلن يستطيع أن يكسر إرادة أهلنا أو يغيّر شيئًا فيها من المعادلات التي صاغتها هذه المقاومة في حماية أهلنا وبلدنا”.
رسالة الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة
وكانت كلمة عبر فيديو مصوّر للملتقى، للناطق باسم سرايا القدس، أبو حمزة، قال فيها “عندما نتحدث عن الشهيد القائد قاسم سليماني نتحدث عن قامة جهادية كبيرة وبالخصوص عندما نتحدث عن دعمه لفلسطين، فإنه لم يتوان في دعمه لهذه القضية من الناحية العسكرية واللوجتسية وغيرهما، وجعل المقاومة الفلسطينية في مواجهة مع العدو برًا وبحرًا وجوًا”.
وتوجّه بالتحية والشكر إلى “روح الأخ القائد العزيز قاسم سليماني على ما قدّمه من خدمة، وعطاء وتضحيات لهذا الخط وفي سبيل القضية”.
وتابع “رسالتنا اليوم، رسالة واضحة إلى الشعوب العربية أن يحذو حذو الشهيد قاسم سليماني والشهيد عز الدين القسام، وأنّ فلسطين هي قلب العرب ومركز الصراع الكوني بين تمام الحق وتمام الباطل”.
المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان
بدوره، أشار المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر في كلمته إلى أن الحاج قاسم كرّس حياته وشبابه لأجل فلسطين والقدس وفي سبيل تقوية المقاومة في المنطقة وتعزيز خبرات الشباب الفلسطيني ليتمكنوا من تحرير القدس لذا هو شهيد القدس.
وأكد السيد كميل باقر على أنه لا يحق لأحد أن يصادر إنجاز المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى، مشيرًا إلى ما ذكره الإمام الخامنئي في كلامه عن عملية طوفان الاقصى بأنها من تخطيط وتنفيذ الشباب الفلسطيني، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن هذه العملية كان يتمناها الحاج قاسم ويتوقعها ويراها وبذل جهده وكرّس حياته من أجل أن يتمكن الشباب الفلسطيني من القيام بهكذا عملية، وإلى أكبر من ذلك أيّ التحرير النهائي لفلسطين الحبيبة.
كما تحدث عن الشهيد السيد رضي الموسوي الذي سخّر حياته وشبابه لدعم المقاومة الشريفة في هذه المنطقة، وأنه اليوم شريك في كل رمية يتم رميها في وجه هذا الكيان الغاصب.
كلمة مسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية في حزب الله
وباسم الجهات المنظمة كانت كلمة لمسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية في حزب الله الدكتور علي الحاج حسن، قال فيها “اجتمعنا اليوم لأجل قائد جهادي كان من أفخر من أنجبته الثورة الإيرانية وكان إبنًا بارًا للإمام الخميني وجندي الولاية المطيع للإمام القائد الخامنئي، وعونًا للمقاومين في فلسطين، ورمزًا للمقاومة حتى قضى شهيدًا على طريق القدس”.
وأضاف “إن اجتماع شباب المقاومة ورؤساء وممثلي المنظمات والاتحادات الشبابية في دول محور المقاومة ليقولوا لكم يا أهلنا في قطاع غزة نحن معكم، أطفالكم أطفالنا، آباؤكم آباؤنا، أمهاتكم أمهاتنا، أنفسكم أنفسنا، شبابكم مقاومونا وأبطالنا الذين رفعوا ببطولاتهم رأس الأمة، نقبل أياديهم القابضة على السلام وجباههم الشامخة”.
وأشار إلى أنّ شباب محور المقاومة يؤكدون للحاج قاسم سليماني أنهم على نهجه، يقفون مع الحق بوجه الباطل والحق منتصر حتمًا، ومؤمنون بأن غرة ستنتصر وسيكون النصر بمستوى التضحيات.
بعدها عُقدت الجلسة الأولى بعنوان “الحاج قاسم وفلسطين ومحور المقاومة” بإدارة الناشط الفلسطيني الأستاذ عبد قدورة، تخللها كلمة لمعاون مسؤول العلاقات الدولية والعربية في حزب الله الحاج عباس قدوح، تحدث فيها عن “القضية الفلسطينية ومحور المقاومة: آفاق التحرير”، وعن دور الحاج قاسم سليماني في دعم القضية الفلسطينية وبناء محور المقاومة.
ثم عُقدت الجلسة الثانية بعنوان “الحاج قاسم أنموذج للشباب على طريق القدس” وأدارها مسؤول مكتب الشّباب والطلبة في منظمة بدر في العراق الدكتور محمد سامي الزبيدي، تحدث خلالها المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الأستاذ محمد الحاج موسى تحت عنوان “دور الشباب في دعم القضية الفلسطينية: معركة طوفان الأقصى نموذجًا”، كما تحدث ممثل عن حركة أنصار الله في اليمن الأستاذ محمد عبد الحميد الزبيدي عن الحاج قاسم كنموذج المقاوم العالمي وأهمية تعميم النموذج.
وتخلل الجلستين مداخلات من قادة وممثلي المنظمات الشبابية والطلابية وطرح أسئلة، وحوار مع الأخوة والأخوات الجامعيين في التعبئة التربوية.
البيان الختامي
وصدر في ختام ملتقى شهيد القدس الشبابي – الثاني “شباب على طريق فلسطين” توصيات تلاها معاون مسؤول الملف الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية الأستاذ قاسم حيدر، وهي كالتالي:
أولاً- إن اجتماعنا اليوم بكل فخر وعز إحياءً للذكرى الرابعة لاستشهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما تحت شعار “شباب على طريق القدس” هو أقل الواجب أمام تضحيات هؤلاء الشهداء وتاريخهم المشرف نصرةً لفلسطين والقدس وقضايا الأمة ودعمًا لفصائل المقاومة في محور القدس.
ونؤكد على المكانة الكبيرة للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والذي يستحق أن يكون نموذجًا ثوريًا عالميًا يحتذى به من قبل الشباب جيلًا بعد جيل، وقيمة أخلاقية وجهادية ثورية وإنسانية يجب أن تُدرّس تجربته للاستفادة منها على المستويات الشبابية والطلابية والوطنية والعربية والإسلامية والأممية.
ثانيًا- نتوجه بالسلام والتحية إلى أبطال فصائل المقاومة الفسطينية في قطاع غزة وشعبها المضحي والصامد، ونقول لكم أننا كـ “شباب على طريق القدس” جزء من معركة الدفاع عن قطاع غزة وشعبه ومقاومته في معركة طوفان الأقصى. هذه الحرب العالمية على فلسطين وقطاع غزة تمثلُ حربَ الحقِ في مواجهةِ الباطل، وحربُ المستضعفين في مواجهة المستكبرين، وحربُ الإنسان في مواجهة الوحوش والمجرمين، وحربٌ بين المقاومةِ الفلسطينةِ ومحورِ المقاومة ضد الأميركيين والصهاينة وأعوانهم… ونحن في هذه الحرب نقف دفاعًا عن جبهة الحق، دفاعًا عن فلسطين وغزة ومحور المقاومة.
ثالثًا- إن الشعب الفلسطيني ومقاومته حقَّقا في هذه الحربِ أبهى صور الشجاعة والبطولة والفداءِ والصبرِ، ما أعجزَ عقولِ الشعوبِ في الشرقِ والغربِ عن استيعابِ هذه المشاهدِ البطوليةِ النادرة التي أثبتت من جديد أن الشعب والشباب الفلسطيني يشكلان نموذجاً لكل المظلومين والمستضعفين. ونحن نؤكد من موقعنا كشباب مقاوم أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وأن القدس هي المحور، وهي القضية التي كانت الشغل الشاغل للشهيد الحاج قاسم الذي أفنى عمره حتى الشهادة مجاهدًا ومقاومًا على طريق القدس، لتحرير فلسطين وإزالة الكيان الصهيوني المؤقت من الوجود، واستحق بحق أن يكون شهيد القدس.
رابعًا- يا أهلنا في غزة وكل فلسطين، إننا نؤمن أنَّ النصرَ سيكونُ حليفَ جبهةِ الحق، وحليفَ المقاومة، وحليفَ الشعبِ الفلسطينيِّ البطل… غزةَ ستنتصرُ نصرًا مبينًا، نصرًا على قدر دماءِ الشهداءِ وآهاتِ الجرحى وجهادِ المجاهدين.. هذا وَعدُ الله..
خامسًا- إن الشيطان الأكبر الأميركي والغرب المستبكر قد سقط سقوطًا أخلاقيًا وإنسانيًا مدويًا في معركة طوفان الأقصى، وانقشعت حقيقتهم المخادعة.. هذا الغربُ الذي لطالما نادى بحقوقِ الإنسانِ وحقوقِ المرأةِ وحقوق الطفلِ أعطى الأمرَ للصهاينةِ الموتورين، بعد هزيمة 7 أكتوبر، بالتوحشِ وممارسةِ محرقةٍ وإبادةٍ جماعيةٍ بحقِ أهلِنا في قطاعِ غزة دون أي حدود، هؤلاء هم صناعُ الشرَّ المطلق.. لا بد هنا من التأكيد أن مواجهة المشروع الأميركي-الصهيوني هي من أولى أولويات الشباب على طريق القدس.
سادسًا- إننا نرى أن “إسرائيل سقطت” في هذه الحرب وخسرَت فيها معركةَ الرأيِ العامِ العالمي، حيث أن الشبابَ والطلابَ في الغرب، وفي أهم الجامعاتِ فيه، تبنُوا الدفاعَ عن فلسطين وشعبِ غزة الذي يتعرض لأبشعِ إبادةٍ ومحرقةٍ في التاريخ الحديث. حتى أمبرطوريات إعلامِهم المخادع التي لطالما امتهنَت الكذبَ والدجلَ على شعوبِها وشعوبِنا، لم تستطع أن تخفي حقيقةَ المجزرة، وبانَت حقيقتُها المخادعة..
ساهمَت وسائلُ التواصلِ الإجتماعي في معركة “طوفان الأقصى”، بإيصالِ صورةِ وصوتِ أشلاءِ الأطفالِ الممزقةِ في غزة إلى العالم أجمع.. وأيضاً فضحَت صورَ أشلاءِ جنودِ النخبةِ الصهاينةِ ودباباتِهم المشارِ إليها بالسهمِ الأحمرِ قبلَ احتراقِها في شوارعِ غزة وأظهرتها لكلِ العالم.. وهنا، ندعو “الشباب على طريق القدس” بتحمل مسؤولياته في هذا الجانب عبر مساندة المقاومة في غزة وأهلها بكافة الأشكال والوسائل والميادين وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير على نشر الوعي حول أحقية القضية الفلسطينية.
سابعًا- نتوجه بالتحية إلى قائد الثورة الاسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله، وقائد المقاومة الإسلامية في لبنان سماحة السيد حسن نصرالله حفظه الله وإلى قادة المقاومة في فلسطين والعراق واليمن وسوريا، وإلى جميع المجاهدين في محور المقاومة، ونشدّ على أيديهم، ونؤكد لهم أن شباب محور المقاومة معكم يدعمونكم ويناصرون القضية الفلسطينية. ونعاهد ختامًا الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني أننا مستمرون على ذات الطريق، شباب على طريق القدس حتى تحرير القدس.
ثامنًا- أيها الشباب المقاوم، إننا والله متأكدينَ ومطمئنينَ أنَّ العالمَ القادم هو عالمُ فلسطين، هو عالمُ المظلومين والمستضعفين، المستقبلُ لنا في منطقة غرب آسيا نحن الشباب.. ونحن قادرون أن نفرضه بإيماننا وجهادنا ومقاومتنا وفكرنا ووعينا وعلومنا، وأن نسيرَ على نهج شهيد القدس الحاج قاسم سليماني وعلى دربِ كل الشهداءِ على طريقِ القدسِ، فهو الدربُ الذي يوصلُ إلى عالمِ فلسطين إن شاء الله.