(إمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُمَا وقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)
يُعتبر الكبر في السّن من المراحل الأساسية التّي يمر بها الكثير ممن كتب اللّه لهم عمراً مديداً في هذه الحياة وعلى أهميتها تشبه مرحلة الطفولة من حيث الإهتمام والرعاية، وخاصة لأنهم سريعو الإنفعال، عدم التركيز ، النسيان، العناية بمظهرهم وغيرها … من الأمور التي لابّد من رعايتها ومواكبتها من قبل شخصٍ يحرص على راحتهم وصحتهم.
وهنا تكمن مسؤولية فردية وعامة فالأولى كما ذكرنا يتولاها قريب من المسن يعتني به ويسهر على راحته وتأمين المستلزمات الضرورية له.
أمّا الثانية فهي الأشمل وتكمن في عمل المؤسسات الإجتماعية التّي تأوي هؤلاء المسنين وتعتني بكل تفاصيل حياتهم وحتّى أنها تستقبلهم لديها فيكون عبارة عن منزلاً حامياً ومأوى دائم لهم.
وإذا استفضنا في الحديث عن هذه المؤسسات وتعايشت في أجوائهم ترى أن الفكرة المأخوذة عن بيت العجزة على ما يقومون به ويقدمونه للمسنين ما هي إلاّ آراء عامة غير دقيقة في بعض الأحيان.
فنجد لديهم حالات مختلفة ومتنوعة صحياً وعقلياً وإجتماعياً يستقبلونك بالبسمة والحنوة ونور الأمل المشّع على وجوههم المجعدة التّي تكتب تاريخ الزمن وعبارات المأساة والتجارب العميقة كما تسترسل لدعواتهم وصلاواتهم بالتوفيق وطول العمر وبعضهم الآخر ممن يعبرون بلغة العيون لأن صمتهم أبلغ من الكلام.
أما أكثر ما يؤثر بك هو ذلك العجوز الذي يسأل عن ابنه او ابنته والسبب الذي جعلهما يتركانه وحيداً فلا سؤال ، علمٍ وخبر أو أنهم يطالبونهم بزيارة أو ترفيه عن النفس ولو لوقت قصير .
نعم، نعم …. هؤلاء الذين يشعرونك بالتقصير فهل يجوز ممن تعب وشقى طوال حياته وضحى أن ينال جزاء عمله الإهمال والتخلّي وعدم السؤال؟؟؟ وتركه في مأوى بعيداً عن حنان عائلته وجمعتهم؟؟؟
التّقدير كل التقدير لهذه المؤسسات على ما يقدمونه ويتعايشون معهم في أجواء عائلية يسّودها الحنان والعطف والإحترام فيقدمون لهم الخدمات الطبيّة والبرامج الترفيهيّة ويحتضنوهم بكل حب…
فلنكن بجانب من هم القدوة والحكمة والتاريخ والإطلالة على زمن الماضي بمواعضه ودروسه وعطائه فهم أصحاب الفضل.