الشيخ قاسم: لا بد أن يخضع العدو لشروط المقاومة ويدفع ثمن عدوانه
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن: “نتيجة أحداث غزة ستكون نصرًا للمقاومة والشعب الفلسطيني المجاهد، وسيكون هناك فشل ذريع للعدو الإسرائيلي الذي وضع أسقفًا عالية، منها سحق حماس وإخراج أسراه من دون ثمن”، مشيرًا إلى أن “توسّع المواجهة أمرٌ قائم يحدده الميدان وقادة المقاومة”.
وفي مقابلة له مع وكالة مهر الإيرانية، أشار الشيخ قاسم إلى إمكان توسّع رقعة المواجهة مع العدو الصهيوني، وقال إن: “هذا احتمال يبقى واردًا، لكن لا نستطيع أن نشَخِّص لا التوقيت ولا الظروف ولا الحالة التي تؤدي إلى هذا التوسّع، هذا أمرٌ له علاقة بالميدان وبتشخيص القيادات المختلفة للمقاومة على مستوى المنطقة، وبالتالي احتمال توَسع المواجهة احتمال قائم”.
وأوضح سماحته أنه: “بحسب كل الأدلة الميدانية في غزَّة والمواجهات العنيفة والقوية التي أربكت العدو الإسرائيلي، يتبين بعد مرور 70 يومًا على بدء هذا العدوان الأميركي الإسرائيلي أنَّ المقاومة على درجة عالية من الجهوزية والإرادة والقدرة الاستمرار والانتشار في الأماكن المختلفة التي يحتلها جيش الإحتلال بريًا”، مضيفًا أن: “من يُدقق في المشاهد التي يُرسلها الإعلام العسكري لحركة حماس أو حركة الجهاد الإسلامي أو أي فيديو من الفيديوهات التي تُعبِّر عن طبيعة القتال ضد العدو، يرى هذا الاطمئنان الكبير للشباب المقاوم والحركة المرنة؛ بل وأحيانًا الاستراحة المطمئنة، ونجد القتال من مسافة صفر والشجاعة والجرأة في وصول المقاومين إلى مواقع العدو الإسرائيلي وآلياته في غزَّة”.
ورأى سماحته أنّ:َ “قدرة المقاومة على الاستمرار هي قدرة حقيقية، والصمود هو العنوان الأساسي ولا خيار آخر، وبالتالي هناك تصميم بالاستمرار، حتى النصر إن شاء الله تعالى”.
وقال الشيخ قاسم: “الحديث الحصري اليوم يجب أن يكون حديث المواجهة في الميدان وقتال العدو الإسرائيلي في الجنوب لصَد اعتداءاته ونواياه وقراراته التوسعية، ولا تنفع لا التهديدات ولا أيُّ تصريحات تُطلق من هنا وهناك”، مؤكدًا أن: “كل شيء يتعلق بجبهة الجنوب غير موضوع الدفاع والمواجهة مرتبط الآن بانتهاء العدوان الإسرائيلي على غزَّة، أمَّا الحديث عن تحريك في داخل لبنان فهذا أمرٌ غير واقعي، لأنَّه الوضع في لبنان بشكلٍ عام وإجمالي إذا لم يكن متعاطفاً في بعض الحالات فهو مقدِّر للظروف الموجودة، ونحن لا نبني على أساس وجود عَداء في الداخل، ولا نبني على أساس أنَّ هناك من سيتحرك ليخدم المشروع الإسرائيلي في هذه المرحلة، هذا أمر غير مطروح على الساحة”.
وحول مستقبل الصراع في المنطقة، شدد الشيخ قاسم على أنّ: “النتيجة ستكون نصرًا للمقاومة والشعب الفلسطيني المجاهد المضحي المعطاء، وسيكون هناك فشل ذريع للعدو الإسرائيلي الذي وضع أسقفًا عالية منها سحق حماس ومنها إخراج الأسرى والمعتقلين من دون ثمن، هذه أمور لا يمكن أن تتحقق والميدان يدلُ على ذلك”، وقال: “في النهاية لا بد أن تخضع “إسرائيل” لشروط حماس والمقاومة في فلسطين، ولا بد أن تدفع ثمن هذا العدوان الكبير”.
وذكر أنه: “بعد أن تنتهي المعركة ويتبين أنَّ العدو فشل، فبالتأكيد هذا سيُنشئ صراعًا ومشاكل في داخل الكيان”، موضحًا أن: “الكيان كان قبل 7 تشرين الأول/اكتوبر في حالة انعدام وزن بسبب الخلافات الداخلية، وهذا الأمر لم يتوقف ولم ينتهِ وسيتصاعد أكثر، كونه جزءًا من ثمن الحرب والعدوان الذي شنه على غزة ولبنان”.
وفي الشأن المحلي، أمل الشيخ قاسم أن يُنجز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وقال: “لا يبدو أنَّ الظروف الحالية ستُنجز هذا الاستحقاق، بسبب بقاء الأطراف على قناعاتها وعدم انعكاس التطورات في غزة والجنوب اللبناني على تعديلات في المواقف الداخلية والخارجية التي من الممكن أن تؤثر على هذا الاستحقاق”.
ورأى أن: “الأمور تتطلب وقتًا ولا يُوجد في الحقيقة انعكاس للمواجهة في الجنوب على الخيارات السياسية للقوى السياسية في الداخل اللبناني، هذه لها إدارتها ولها طُرقها ولها قوانينها وأساليب التعاطي معها، ولكن للأسف الانقسام الحاد الموجود داخل البرلمان اللبناني يؤثر بشكل كبير على تأخير إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.