كتلة المستقبل” دعت لالتزام التهدئة وتجنب المساجلات
ترأس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عند الخامسة والنصف عصر اليوم في “بيت الوسط” اجتماعاً لكتلة المستقبل النيابية، تم خلاله استعراض الأوضاع العامة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت الكتلة بيانا تلته النائب رولا الطبش، في ما يلي نصه:
عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعاً عصر اليوم في بيت الوسط برئاسة الرئيس سعد الحريري، ناقشت خلاله مستجدات الوضع السياسي والبنود الواردة في جدول الأعمال، وخلصت الى الآتي:
“أولاً – رأت الكتلة إن ما من شيء يجب أن يتقدم في هذه المرحلة على تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة العمل في السلطتين التنفيذية والتشريعية، الأمر الذي يرتب على القيادات والأطراف المعنية كافة، التزام التهدئة وتجنب المساجلات السياسية والإعلامية والمشادات المؤسفة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتماد الخيارات التي تساعد على الإسراع في ولادة فريق عملٍ وزاري، يرتقى الى مستوى آمال اللبنانيين وتطلعاتهم.
إن الاشتباك القائم على الحصص والأدوار والأحجام، لن يبدل من واقع الأمور في شيء، وقد آن الأوان لأن يدرك الجميع أن ما سنتوصل إليه بعد شهر أو شهرين، يمكننا إنجازه في يوم واحد أو في يومين، وأن المطلوب تغليب التواضع السياسي على خطاب التصعيد، وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية.
فلا مجال للترف السياسي أمام ما يواجه لبنان من تحديات اقتصادية ومتغيرات ومخاطر إقليمية، ولا فرصة أمام أحد لمزيدٍ من هدر الوقت، خصوصاً وان البلاد أمام استحقاقات معروفة تجاه المجتمع الدولي والعربي، الذي محّضنا ثقته، وأوكل لنا مهمة إنقاذ أنفسنا من التخبط الاقتصادي والإداري، عبر مجموعة من المؤتمرات الدولية، يستحيل ان تأخذ سبيلها الى النجاح ووضعها موضع التنفيذ في غياب الحكومة وتجميد عمل الدولة ومؤسساتها الشرعية.
إن كتلة المستقبل، إذ تجدد ثقتها بتكليف الرئيس سعد الحريري، وتنوه بدوره وسعة صدره في مقاربة المواقف والأوضاع السياسية، تراهن على حكمة سائر القيادات في الخروج من دوامة العقد والعقد المضادة، وهي تؤكد في هذا المجال على الدور المحوري الذي يتولاه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى التعاون المستمر بينه وبين الرئيس المكلف لتخطي مصاعب التأليف ، كما تشيد بالتعاون الذي يبديه دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وحرصه على ولادة الحكومة بأسرع وقت.
ثانياً – توقفت الكتلة عند بعض الدعوات الخاصة بموضوع النازحين السوريين، وأكدت على أن أي إجراء أو عمل خارج نطاق الدولة ومؤسساتها الرسمية، يقع في نطاق تجاوز الأصول والقنوات المولجة بمعالجة هذه القضية على المستويين اللبناني والدولي.
إن عودة النازحين السوريين الى بلادهم، مسألة لا تخضع لأي شكل من أشكال الجدل والنقاش، وهي مسألة باتت ملحة حتماً في ضوء ما ينشأ عن الانتشار الواسع وغير المنظم للنازحين من تداعيات اقتصادية وأمنية واجتماعية، غير أن هذه العودة وتنظيمها وتحديد الخطوط الآمنة لها تبقى من مسؤولية الدولة اللبنانية حصراً بالتعاون والتنسيق مع الجهات الدولية المختصة.
ثالثاً – أكدت الكتلة تضامنها الكامل مع جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، التي تواجه أزمة متعددة الجوانب ترمي بنتائجها السلبية على دورها التاريخي في المجالين التربوي والاجتماعي وتهدد مصير آلاف التلامذة والمعلمين والإداريين، في بيروت وسائر المناطق اللبنانية.
إن جمعية المقاصد هي أمانة في وجدان كل لبناني، لا يجوز التفريط بها لأي سبب من الأسباب، وهي الى ذلك علامة فارقة من علامات العمل الاجتماعي والإنساني والحضاري، التي ستبقى راسخة في ذاكرة الذين نهلوا من خيرها وعلمها ودورها في المجالين الوطني والإسلامي.
والكتلة تعبر في هذا الشأن عن تقديرها لمبادرة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، برفع الضيم عن المقاصد وأهلها، كما تشيد بمسارعة الرئيس سعد الحريري لتأمين المستحقات العائدة للجمعية من الدولة، والتزامه نهج والده الرئيس الشهيد بدعم المقاصد والوقوف الى جانبها.
رابعاً – أكدت الكتلة على أهمية اقتراح القانون المعجل الذي تقدمت به لمعالجة أزمة الإسكان في البلاد، وهو اقتراح يقضي بدعم فوائد القروض الممنوحة عبر المؤسسة العامة للإسكان، ويفسح في المجال أمام حلول عملية لمشكلة الآلاف من الشباب اللبناني”.