الراعي يأسف للنزاع المتجدد بين أهالي العاقورة واليمونة
جب على السلطة المعنية في الدولة إرسال خبراء أخصائيين لإظهار الحدود التي رسمت آنذاك
أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عن أسفه “للنزاع المتجدد بين أهالي اليمونة وأهالي العاقورة بشأن قطعة المشاع في جرود العاقورة، وللاعتداء على عناصر شرطة بلدية العاقورة، ما يستوجب تسليم المعتدين إلى القضاء. ثم يجب العودة إلى قرار اللجنة التحكيمية برئاسة القاضي عبدو أبوخير التي أصدرت بتاريخ 16 تشرين الثاني 1936 قرارا قضى نهائيا بأن هذه القطعة المتنازع عليها تابعة إلى مشاع بلدة العاقورة. وقد مضى على هذا القرار اثنتان وثمانون سنة. وفي كل حال يجب على السلطة المعنية في الدولة إرسال خبراء أخصائيين لإظهار الحدود التي رسمت آنذاك، ووضع حد نهائي لمثل هذا النزاع الذي يأتي في غير مكانه”.
اضاف: “شبه الرب يسوع رسالة الكنيسة بالحصاد والحصادين، فقال: “الحصاد كثير والفعلة قليلون. فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده” (لو 10: 2). الحصاد الكثير هم البشر بأجمعهم الذين تكتسبهم الكنيسة للملكوت. وهم أيضا الفضائل الروحية والأخلاقية والإنسانية التي يكتسبها المؤمن، وهي بمثابة غلات قمح يحفظها في أهرائه.
ولذا، هذا الحصاد لا ينتهي بل يتسع، لأنه يدوم مدى التاريخ البشري ومدى اتساع مساحات الرسالة. فالأم مثلا التي تحسن تربية أولادها على القيم الإنسانية والأخلاقية والثقافية رسولة في بيتها. ورب العمل الذي يؤسس تجارته ونشاطه على الضمير الحي بعيدا عن الربح غير المشروع، ويعنيه أمر موظفيه وخيرهم، هو رسول في المجتمع وفي عالم الأعمال. والمسؤول السياسي الذي يعمل للخير العام، ويغار على الدولة ومؤسساتها وكيانها ومالها ونموها، هو رسول بكل معنى الكلمة. من هذا القبيل نناشد السياسيين وندعوهم ليتصالحوا مع السياسة، وأول مصالحة تأليف حكومة بأسرع ما يمكن تكون قادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة من الدول الداعمة، والنهوض بالبلاد على كل صعيد، لا حكومة تقاسم مصالح ومغانم. فلأن هذا الحصاد – الرسالة كثير ومتشعب الأبعاد والقطاعات، “يبقى عدد الفعلة قليلا” (لو 10: 2). وهم الأساقفة ومعاونوهم الكهنة والشمامسة، والرهبان والراهبات، والعلمانيون الملتزمون بحياة الإيمان ورسالة الكنيسة. فيدعونا الرب يسوع لنصلي إلى الله، رب الحصاد، كي يرسل فعلة إلى حصاده (المرجع نفسه). وبهذا تأكيد أنهم يلبون دعوة إلهية تضمن نجاح الرسالة”.
وتابع: “يرسل الرب يسوع كنيسته لنشر السلام في العالم: “أي بيت دخلتموه، قولوا: السلام لهذا البيت” (لو 10: 5). هذا السلام أنشدته الملائكة ليلة ميلاده، ووهبه للمؤمنين به قائلا: “السلام أستودعكم، سلامي أعطيكم” (يو 14: 27). فأصبح السلام من صميم طبيعة المسيحية. لا يستطيع المسيحي أن يعيش في نزاع دائم مع الغير أو أن يفقد سلام المسيح من قلبه. والسلام على أنواع: السلام الروحي مع الله والكنيسة بواسطة سر التوبة أو المصالحة؛ والسلام الشخصي بالعيش في طمأنينة مادية ومعنوية وروحية؛ والسلام الإجتماعي مع جميع الناس؛ والسلام الاقتصادي بتأمين الكفاية سكنا ومأكلا واستشفاء وتعليما وعملا، والسلام السياسي بتوفر الخير العام والأمن والاستقرار والعدالة والقانون والديموقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات.
في عمق اللقاء مع الله في هذه الليتورجيا الإلهية، نلتمس هبة هذا السلام، ونعمة نشره فيما حولنا، رافعين نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.