خاص- “المخرج جنبلاط” يورّث تيمور علاقة طيبة بحزب الله.. والسعودية !
بعدما نجح في تأمين كتلة نيابية وازنة تشكل مدخلاً له الى المعترك السياسي بشكل فعلي، قام رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط بخطوة بالغة الأهمية على الصعيد الإقليمي، والتي تندرج في سياق تعزيز وضع نجله تيمور في الشأن السياسي، وتجلت هذه الخطوة بالزيارة التي قام بها جنبلاط الأب يرافقه نجله تيمور والنائب وائل أبو فاعور الى المملكة العربية السعودية.
مما لا شك فيه أن توقيت الزيارة يحمل في طياته الكثير من الدلالات، لا سيما وأن زيارة جنبلاط السعودية سبقها لقاء مع وفد من حزب الله بدارته في كليمنصو، حيث كان توافق بين الجانبين على تنظيم الخلاف لا سيما حول الشأن السوري، ما يعني أن جنبلاط عرف كيف يفصل في العلاقة مع حزب الله بين الشؤون المحلية والملفات الإقليمية، ما يعني الحفاظ على الستاتيكو السياسي القائم في الوقت الراهن، بإنتظار ما ستحمله الأيام القادمة من تطورات إقليمية ودولية، والتي لن يكون لبنان بمنأى عن تداعياتها لا سيما مسالة العقوبات الأميركية على إيران والتي ستطال في جزء منها حزب الله في لبنان.
ولأن جنبلاط الأب يعرف كيف يدوّر الزوايا فقد إلتقط الإشارة وعرف كيف يعيد وصل ما إنقطع مع المملكة العربية السعودية ناسجاً خيطاً جديدا من العلاقة مع الرياض، وهو الذي يدرك بأن دوره السياسي لا ينتهي بمجرد الخروج من البرلمان، أو تسليم مقاليد السلطة الى نجله تيمور فكان لا بد من أن يقوم بهذه الزيارة البالغة الأهمية الى السعودية، والتي نجحت في طي صفحة من العلاقة المتوترة بين المختارة والرياض، والتي ترجمت باللقاء المميز الذي جمع جنبلاط بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والتطيمنات التي تلقاها جنبلاط لجهة الدعم السعودي للإقتصاد والسياحة في لبنان، وبالطبع لم يغب ملف تشكيل الحكومة عن اللقاء الودي والحميم بين إبن سلمان وجنبلاط بحسب تغريدة الأخير.
في المحصلة بات واضحاً بما لا يدع مجالاً للشك أن زعيم المختارة برهن مجدداً أنه يعرف متى يلتقط الفرصة المؤاتية كي يعيد التوازن الى ميزان علاقاته السياسية في الداخل والخارج، ولعل المستفيد الأكبر من بداهة جنبلاط السياسية نجله تيمور الذي سيرث علاقة طيبة مع حزب الله والسعودية في آن معاً، وهذا الأمر لم يكن ليحدث لولا حنكة أبو تيمور السياسية التي تؤهله للعب الأدوار السياسية حتى بعد خروجه من المشهد لينتقل للعب دور المخرج الذي يجلس خلف الكواليس ويضع لمساته بكل دقة.