قاتل روي حاموش: كنت تحت تأثير المخدّر
بدا المشهد مختلفاً تماماً في قاعة محكمة الجنايات في بيروت أمس، عن تلك الجلسة السابقة، صار المكان ساكناً هادئاً، فلا صخب أو ضوضاء كتلك التي شهدتها القاعة نتيجة نوبة عصبية أصابت قاتل الشاب روي حاموش المتهم محمد الأحمر، فالحبات الثلاث المهدئة التي تناولها الأخير قبيل الجلسة «فعلت فعلها» به، وإنْ كان قد «فقد ذاكرته» أثناء استجوابه.
فعلى غير عادته، بدا الأحمر في جلسة الأمس هادئاً كل الهدوء، ينصت إلى رفيقيه في الجريمة هاني المولى وعدنان غندور اللذان كانا يرويان وقائع الجريمة التي وقعت في محلة الكرنتينا في أواخر تموز العام الماضي، عندما أطلق الأحمر النار فأصاب المغدور حاموش وتمكن رفيق الأخير المدعي جوني نصار من النجاة.
وبذريعة تناوله حبوباً مخدرة، ما مجموعه 20 حبة تلك الليلة، كما يزعم، «تمسك» الأحمر بهذه الذريعة التي أفقدته ذاكرته، فـ«أنا لا أذكر ما الذي حصل معي تلك الليلة وجلّ ما أذكره أن أحداً صدم السيارة». بقي الأحمر مدركاً لتفاصيل الحادثة إلى «أن لمحت سيارة المدعي بعد أن أضعناها أثناء المطاردة، وبعد ذلك لم أعد أذكر شيئاً ولا كيف أطلقت النار لأنني كنت تحت تأثير الحبوب التي تعطيني شعوراً غريباً، وأكون بحال من الضياع».
واجه رئيس المحكمة القاضي طارق البيطار المتهم بإفادته أمام قاضي التحقيق الأول التي تحدث فيها عن تفاصيل تلك الليلة، ليأتي جوابه أن تلك التفاصيل «استقيتها من التحقيق الأولي حيث كان المحقق يسرد لي تفاصيل الحادثة، وما تأييده للتحقيق الأولي أمام المستنطق سوى الضغط والتهديد الذي تعرض له، كما قال المتهم أمس، حيث أنهت المحكمة باستجوابه هذه المرحلة من المحاكمة لتنتقل في الجلسات السابقة إلى سماع إفادات الشهود بعد مناقشة تقارير طبية تتعلق بوضع المتهم الصحي والنفسي خلال الجلسة المقبلة التي رفعها رئيس المحكمة إلى السابع من شهر حزيران المقبل.
في بداية الجلسة استكملت المحكمة استجواب المتهم المولى من حيث انتهت في الجلسة السابقة وهو كان أكد بأنه لم يغادر السيارة إثر وقوع الحادث ولا علاقة له بها، أما عدنان غندور فكان شاهداً على إطلاق النار وقال بأنه حاول إبعاد صديقه محمد عن المدعي جوني نصار وحاول تهدئته بعدما حاول إطلاق النار على رأس الأخير حيث لم تخرج الرصاصة حينها ليتوجه بعدها محمد إلى السيارة ويذخّر مسدسه ويعود إلى حيث المدعي الذي تمكن من الفرار فيما كان محمد حينها يطلق النار في كل الاتجاهات.
في هذه الأثناء – يضيف غندور- كان المغدور في السيارة قبل أن يخرج منها ويجلس القرفصاء وهو شاهده يضع يديه على أذنيه قبل أن يسمع المغدور وهو يصرخ «آخ»، من دون أن يشاهد مكان إصابته كما أنه لم يعرف بأنه توفي وبعد ذلك طلب منه محمد الصعود في السيارة وكان الأخير يرتجف وبحالة عصبية.
ونقل غندور عن محمد بأنه يغضب بسرعة وحينها يبدأ بإطلاق النار، مؤكداً بأنه لم يتوقع أن يعمد محمد إلى إطلاق النار وكان يعتقد بأنه سيصفع المدعي، لافتاً إلى أن محمد لم يخبره بأن جوني نصار دهسه على رجله بالسيارة أثناء انطلاقه بعد الحادث الأول إنما كان محمد يصرخ في السيارة.
وسأله وكيل ورثة المغدور المحامي روي أبو شديد المتهم غندور عن تناقضات في إفاداته خصوصاً لجهة قوله سابقاً أنه تنحى جانباً لأنه كان يعلم أن محمد يريد قتل السائق (جوني نصار) فأوضح بأنه لم يذكر ذلك إنما المحقق دوّن العبارة من تلقاء نفسه.
وعلى مدى ساعة استجوبت المحكمة المتهم محمد الذي اكد تناوله 20 حبة من الترامال والرفوتريل والتي يواظب على تناولها لآلام في كليته، وبموجب وصفات طبية إنما لم يعد يذكر اسم الطبيب ولا الصيدليتين في برج البراجنة وبرج حمود حيث يشتريها منهما. كما أكد بأنه دائماً يضع زجاجة كحول في السيارة، ويومها كان واعياً إنما لا يستطيع القيادة فطلب من غندور هذه المهمة وكان برفقته زوجته المدعى عليها أمل مومجيان والمتهم هاني المولى وانطلقوا جميعاً إلى منطقة سهيلة للدلالة على منزل شخص أراد محمد أن يعمل سائقاً لديه.
وفي طريق العودة – يضيف محمد – حيث كان بحوزته حوالي 20 علبة من تلك الحبوب المخدرة، شعر بأن حادث صدم قد حصل فترجل من السيارة وعندما اقترب من الصادم عمد السائق إلى اقفال سيارته وكذلك اغلاق شباكه، وأقلع حيث دهس رجله. وقال المتهم بأنه حينها لم يشعر بالوجع وإنما بعد عودته إلى المنزل كانت رجله قد انتفخت.
هذا «التصرف» من المدعي أثار المتهم، فطلب من عدنان مطاردته إلا أنهم أضاعوا السيارة، وباكمال طريقهم لمحوا سيارة المدعي مجدداً فطلب من عدنان اعتراضها «وعندها لم أعد أذكر شيئاً»، موضحاً بان الحبوب التي تناولها تشعره بحال من الضياع.
وأشار المتهم إلى أنه علم بمقتل المغدور من والده الذي اتصل به بعد أن داهمت«المعلومات» منزله كما أن زوجته زينب أرسلت له صورة المغدور التي طبعتها عن الفايسبوك، وحينها اتصل بعدنان وهاني وأعلمهما بمقتل المغدور واستفسر منهما عما حصل الليلة الماضية كونه لم يكن واعياً. وقال المتهم إن عائلته لم تسلم أيضاً من رصاصاته وهو سبق أن أطلق النار على زوجته زينب داخل المنزل وبوجود الأولاد بسبب الحالة العصبية التي يتعرض لها، وأنه ليس بإمكانه المعالجة لدى الطبيب لأن وضعه المادي لا يسمح له بذلك.
وقال المتهم: «أنا اعترف بالقتل إنما ليس عمداً وأنا نادم على ذلك».
وحمل المتهم على الإعلام الذي ينقل وقائع الجلسات لأنه «لا يكتب بضمير»، موضحاً بأن قنبلتان تلازمانه دائماً وضبطا بحوزته أثناء توقيفه.
وأفادت أمل مومجيان بأنها لم تر وقائع الحادثة كونها اختبأت في أرض السيارة أثناء اطلاق النار وأنها حاولت ان تهدّىء من روع زوجها لدى الاصطدام الأول وأن محمد كان هادئاً في السيارة على غير عادته، مؤكدة بأنها لم تشاهده يتناول الأدوية المهدئة إنما شاهدت بحوزته 20 علبة منها في المنزل. وأضافت بأن محمد كان يحوزها لأنه كان يريد إبقاء الكمية معه في حال أراد الفرار.
كاتيا توا – المستقبل