محمد الضابط.. بريئاً
عارفو الضابط وأصدقاؤه ومقاتلون وطنيون كانوا يجزمون أن "الضابط ليس عميلاً، بل مقاوم ولا يفعلها
بعد اطلاق سراح الممثل زياد عيتاني ونفي تهمة تعامله مع العدو الإسرائيلي، ها هو المواطن الصيداوي محمد الضابط يستعد في الساعات المقبلة لاستعادة حريته بعد نفي تهمة محاولة التخطيط لاغتيال النائب بهية الحريري بتكليف من الموساد الإسرائيلي.
في 9 تشرين الثاني 2017، أوقفت مديرية الأمن العام اللبناني الضابط (57 عاماً)، الذي يعمل سائق تاكسي، بتهمة التعامل مع إسرائيل. وبعد ساعات على توقيفه، سرب خبر عبر قناة الميادين يتحدث عن مخطط إسرائيلي لخربطة الوضع اللبناني وضرب السلم الأهلي عبر الإعداد لاغتيال مرجعية سياسية كبيرة هي بهية الحريري.
لم يمضِ أكثر من نصف ساعة على بث “التسريبة”، حتى سارعت وزارة الداخلية إلى اصدار بيان نفت فيه أي مخطط لاغتيال نائب صيدا. حصل ذلك في ظل أزمة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من السعودية والحديث عن احتجازه هناك.
عارفو الضابط وأصدقاؤه ومقاتلون وطنيون كانوا يجزمون أن “الضابط ليس عميلاً، بل مقاوم ولا يفعلها، وهو الذي يحمل آثار إصابات في جسده خلال مقاومته الاحتلال وعملائه على جبهة كفرفالوس، يوم كان مسؤولاً عسكرياً في التنظيم الشعبي الناصري”. ويشير متابعون إلى أن الضابط تقرب من حزب الله.
ووفق متابعين، فإن التحقيقات مع الضابط لم تشر إلى تورطه مع الموساد، ولا إلى إعداده لاغتيال النائب الحريري. لكن تهمته كانت أن عميلاً صيداوياً اسمه وليد النقوزي غادر صيدا منذ سنوات ويقيم راهناً داخل فلسطين المحتلة، وكان يقيم في الحي الذي يقيم فيه الضابط، قد تواصل فايسبوكياً معه بعد طلب صداقة من النقوزي الذي استخدم بداية اسماً وهمياً. خبرات الضابط الأمنية في مطاردة العملاء، وهي مهمة كلفه بها التنظيم الناصري منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، دفعته إلى إبلاغ أعضاء في حزب الله عن هذا التواصل فأوصوه بالمتابعة مع النقوزي. قد يكون النقوزي طلب منه بعض الأمور كتصوير مكان محله السابق وأشياء أخرى، بينما طلب الضابط من النقوزي أشياء مقابلها. ويؤكد متابعون أن “كل ما حصل من تواصل كان منسقاً ومضبوطاً وتحت العلم والسيطرة”. إذاً، التهمة التي أوقف الضابط على أساسها كانت التواصل مع عميل يقيم في فلسطين المحتلة.
قبل أيام من توقيفه كان الضابط يمكث في المستشفى متلقياً العلاج. وفي أوائل أيام توقيفه توجهت عائلته إلى مكان توقيفه محملة بكميات كبيرة من الأدوية، فرد أحد الأمنيين: “شو بدكن تفتحوا صيدلية، رجعوا الدوا معكم، ومحمد ما في شي بملفه كم يوم وبيطلع”. وها هي “الكم يوم” تمتد لأشهر.
أكثر ما أزعج أولاد محمد هو “تلويث سجل الرجل المقاوم بتهمة عمالة مزعومة، الرجل بريء منها”. وكتب مغردون عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “من يعيد إلى محمد الضابط كرامته المسفوكة؟”.
خالد الغربي – المدن