اخبار محليةالرئيسية

النائب فضل الله: قضية الأسرى ومفقودي الأثر قضية ‏وطنية على مستوى البلد وأساسية ‏بالنسبة لحزب الله

أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. حسن فضل الله أن قضية الأسرى ومفقودي الأثر هي ‏وطنية على ‏مستوى البلد، وهي قضية أساسية بالنسبة لحزب الله داعيًا كل من لديه انتماء وطني ‏حقيقي وشعور ‏بالمسؤولية الوطنية وبالضمير الإنساني أن يعتبر أن هذه القضية هي قضيته يجب ‏متابعتها وفق الأطر المناسبة.‏

وخلال مشاركته في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لشهداء بلدة راميا الجنوبية في ‏منطقة الحوش، ‏بحضور فعاليات وشخصيات وعلماء دين وعوائل شهداء وحشد من الأهالي، ‏شدد النائب فضل الله على أن هذه ‏القضية بالنسبة لنا هي قضية محورية وأساسية، شأنها شأن ‏كل النتائج التي ترتبت على الحرب مثل العودة إلى ‏القرى وإعادة الإعمار وغيرها، لأنها جميعها ‏مرتبطة بقدسية هذه الدماء العزيزة، التي ارتقت من أجل شعبها ‏وأرضها، وتفرض علينا أن ‏نحفظها ونصونها.‏

وأشار النائب فضل الله إلى أننا نعيش في مرحلة فيها العديد من التحديات، مثل استمرار ‏الاعتداءات وابتعاد ‏الناس عن بيوتهم وتدمير المنازل والوضع الاقتصادي والمعيشي والضائقة ‏التي يعيشها أهلنا، ونعيش حصارًا ‏سنتجاوزه ولن يُسقطنا، ومهما كانت العقوبات والتضييق ‏المالي علينا سنواجه كما واجهنا في الميدان، لافتًا إلى ‏أن بعض الداخل يشارك في هذا الحصار ‏الأمريكي الضاغط على شعبنا، من بعض المؤسسات الرسمية كحاكمية ‏مصرف لبنان، إذ يعتدي ‏بعض الموظفين على شعبنا، وعلى إعادة الإعمار وعلى القانون وعلى الدستور، ظنًّا ‏منهم أن ‏أحدًا لا يراهم أو أن أحدًا لن يحاسبهم أمام القانون إن لم يكن الآن ففي المستقبل.‏

وقال النائب فضل الله: نحن نواجه كل هذا التحدي في الداخل تارة بالقانون وتارة بالسياسة، وكل ‏هذا التحدي لن ‏يستطيع أن يغيّر لا في قناعاتنا ولا في إرادتنا، ولن يستطيع أن يهزم شعبنا.‏

وأضاف النائب فضل الله: هذه البيئة مستهدفة، ونحن لا نقول فقط إن المسلمين الشيعة في لبنان ‏‏مستهدفون، وإن كانوا هم بيئة المقاومة وأهل المقاومة، لكن كل من يحمل فكر المقاومة وراية ‏المقاومة، وكل ‏من يتحالف مع هذه المقاومة على امتداد مساحة بلدنا من الطوائف الأخرى، ولدينا ‏الكثير من المخلصين ومن ‏الحلفاء الذين يتحدّون الحصار ويتحدّون التضليل ويتحدّون كل ‏محاولات العزل، وهؤلاء كلهم مستهدفون، لأنهم ‏يرفعون اليوم هذه الراية الخفّاقة بينما كل هذا ‏العالم من حولنا يقدّم الخضوع للمستكبرين، سواء في أمريكا أو ‏في غير أمريكا. اليوم صحيح أن ‏أغلب الذين يعانون من هذا الحصار هم من المسلمين الشيعة، ولكننا نحن في ‏لبنان لم نكن في يوم ‏من الأيام نرفع شعارًا طائفيًا، وإن كان هذا الضغط وهذا الحصار وهذه المحاولات التي تجري ‏‏من هنا وهناك تولّد في نهاية المطاف انفجارًا في وجه كل هؤلاء، وإن كنا نتعاطى بكل حرص ‏على بلدنا وعلى ‏سلمه الأهلي وعلى استقراره، لكن الآخرين يتعاطون بطريقة مختلفة.‏

وشدّد النائب فضل الله على أننا أمام مرحلة جديدة فيها صعوبات وضغوط وتحديات، وفيها أغلى ‏دمٍ يُسفك ‏على هذه الأرض، إلا أن هذا كله لا يُسقطنا ولا يجعلنا نستسلم لإرادة العدو، ومهما ‏كانت الأثمان أو الأعمال أو ‏التضحيات، فإن شعبنا لن يستسلم، وهذه المقاومة لن تتخلى عن ‏أهدافها في حفظ هذه الأرض وفي حماية هذا ‏الشعب.‏

وتابع النائب فضل الله: حتى وإن كانت المقاومة في هذه المرحلة تقول إن المسؤولية ملقاة على ‏عاتق ‏مؤسسات الدولة، إلا أن هذا لا يعني أن نتخلى عن واجباتنا ومسؤولياتنا، ولكن كيف ‏نتصرف ووفق أي طريقة ‏وأسلوب؟ فهذا له مجالاته وأمكنته، حتى موضوع إعادة الإعمار، فهذا ‏الموضوع غير متروك، سواء في سعينا ‏داخل مؤسسات الدولة أو بما نقوم به من جهد، ‏وسيُستكمل هذا الجهد أيضًا.‏

وأضاف النائب فضل الله: نعم هناك نقاش كبير حول الدولة ووضع الحكومة وإمكاناتها ‏وحرصها أو عدم حرصها، ‏وهذا نقاش له مكانه، ولكن أتحدث الآن عن الصيغة الجديدة في ‏مرحلة زمنية بمعزل عن مدتها وكم من الممكن أن ‏تطول وتبقى، مرحلة جديدة عنوانها الدولة، ‏ومسؤولية الدولة ومؤسساتها، مرحلة قالت فيها الدولة إنها هي التي ‏تريد أن تتحمل المسؤولية، ‏وأن على المقاومة أن تترك هذا الموضوع لها، ولكن العدو استغل هذه الصيغة من ‏أجل أن ‏يتمادى في اعتداءاته، ويقتل في كل يوم من أهلنا ومن شعبنا، من دون أن يردعه رادع.‏

وأردف النائب فضل الله: نسمع اليوم كلامًا عن أن المقاومة قامت بدور، وأن المقاومة فعلت كذا ‏وكذا وهناك ‏كلام إيجابي، وأحيانًا هناك كلام سلبي يصدر أيضًا، ولكن في هذه المرحلة الزمنية ‏الدولة من خلال مؤسساتها ‏تقول إنها المسؤولة، ونحن وافقنا على هذه الصيغة نتيجة مجموعة ‏الظروف التي حصلت بعد الحرب. لكن، بكل ‏أسف، هذه الدولة عندما تسلّمت زمام الأمور ‏استُبيحت السيادة أكثر، ولم نجد فعالية حقيقية ولا خطوات جادة ‏من قبل مؤسسات الدولة كي ‏تحمي هؤلاء الناس، وهذا ما يشجع العدو أكثر ليواصل اعتداءاته من أجل استكمال ‏تحقيق ما ‏عجز عنه خلال الحرب، وفي مقدمتها أن لا يعود الناس إلى قراهم الحدودية، لجعلها منطقة ‏عازلة خالية ‏من السكان، ودفع الجنوبيين إلى ترك أرضهم، وعدم الاستقرار فيها نتيجة للشعور ‏بعدم الأمن والأمان، وأن ‏يضغط على الدولة اللبنانية كي تقدّم المزيد من التنازلات لمصلحة ‏الأهداف التي يريدها، إلا أن شعبنا بالمقابل ‏يتمسّك أكثر فأكثر بأرضه، وشبابنا يبقون في هذه ‏الأرض رغم خطر الاغتيال، وأهلنا يعيدون إحياءها باستثناء ربما ‏الحافة الأمامية للظروف التي ‏تعرفونها جميعًا.‏

وأكّد النائب فضل الله أننا، وفي مقابل أهداف العدو، لا نقف مكتوفي الأيدي، بل نصرّ على ‏إعادة إعمار المنطقة ‏التي يريد منع إعمارها، وتمامًا كما جرى في الحرب، في الوقت الذي كان ‏العدو يسعى لتحقيق أهدافه، كان شبابنا ‏يقاتلون ويستشهدون لمواجهته وقد بقي إخوانهم على ‏عهدهم معهم. واليوم، صحيح طبيعة المواجهة ‏مختلفة، ولكن القرار هو نفسه، والشجاعة هي ‏نفسها، والحكمة هي نفسها، فلكل ظرف من مراحلنا له أدواته، ‏وخيارنا الوحيد والضروري الذي ‏يبقينا في الجنوب ويبقي لنا أرضًا وكرامةً وعزةً هو خيار المقاومة وخيار الشهداء.‏

وفي مقابل الدعوة إلى اتخاذ خيارات أخرى لمواجهة الواقع الحالي، قال النائب فضل الله إن ‏علينا أن ندرس كل ‏الواقع والظروف والانعكاسات، وألا نعفي مؤسسات الدولة من المسؤولية، ‏حتى وإن كانت تبدو عاجزة أو ‏ضعيفة، أو غير قادرة، أو أن بعضَها لا يريد أن يتحمل ‏المسؤوليات، أو أن بعض القوى في لبنان تريد أن تستثمر ‏على هذا الدم من أجل أن تحقق أهدافًا ‏بالإخلال بالتوازنات أو بالتركيبة أو بطبيعة المشاركة في مؤسسات الدولة.‏

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى