اخبار عربية ودوليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

الحرب بدل الدفاع! – بقلم: د. نزيه منصور

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بتبديل اسم وزارة الدفاع الأميركية بوزارة الحرب في الخامس من سبتمبر ٢٠٢٥ (أيلول)، حيث يعود إلى سنة ١٧٨٩ عقب الاستقلال عن بريطانيا واستمر حتى سنة ١٩٤٧ عقب الحرب العالمية الثانية، وانقسمت إلى وزارتين: وزارة الجيش ووزارة القوات الجوية.
في سنة ١٩٤٩ سُميت بوزارة الدفاع بذريعة اعتماد نهج السلام والحياة المدنية، وإذ بترامب يفاجئ العالم بتغيير الاسم ويعلن أمام الإعلاميين وحضور وزير الحرب أن الاسم الجديد أكثر ملاءمة لوضع العالم راهناً، مضيفاً أنه يبعث رسالة النصر إلى العالم.
حسناً فعل، خاصة أن تاريخ الولايات المتحدة القديم والحديث يعج بشن الحروب، كما أنها سيدة ابتداع الأزمات والنزاعات على مساحة الكرة الأرضية بقاراتها الخمسة وهيمنتها على البحار والمحيطات والقواعد الحربية المنتشرة والتي تتجاوز المئات، ففي اليابان وحدها تنتشر ١٢٠ قاعدة.
هذه عينة، وأما الباقي فحدّث ولا حرج، حيث لا يعرف الجيش الأميركي بأفراده وضباطه بلاده إلا في الإجازات. إن ما يميّز ترامب عن أسلافه من الرؤساء أنه يلعب على المكشوف دون لف ولا دوران، ولسانه يسبق عقله، ويرى العالم مجرد أتباع في خدمة أميركا مقابل حفظ أمنهم وسلامهم.
ينهض مما تقدم، أن ترامب أصاب في تسمية مصطلح وزارة الحرب، إذ الفرق شاسع بين الحرب والدفاع، فوزارة الحرب لها خططها ونهجها وأساليبها وأهدافها الاستراتيجية التي ترمي إلى الهيمنة والسيطرة والعدوان واستعمال القوة خارج النطاق الجغرافي للدولة، أما وزارة الدفاع فتنحصر مهمتها ضمن نطاقها الجغرافي في حدودها المعترف بها دولياً ولا تستعملها خارج أراضيها، وتهدف إلى إقامة السلام مع مختلف الدول والجوار، وما أقرّه ترامب جاء في محله كان عليه أن يضيف فقرة بمفعول رجعي إلى سنة ١٩٤٧، وبذلك
تقر واشنطن أنها إمبراطورية تهيمن على العالم بالنار في حال العصيان والتمرد على الولايات المتحدة الأميركية…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا اختار ترامب هذا التوقيت لتبديل الاسم؟
٢- هل أصاب أم أخطأ بالتسمية؟
٣- كم دولة في العالم لديها وزارة حرب؟
٤- هل سيوافق الكونغرس الأميركي على الأمر التنفيذي الترامبي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى