عون في عيد الجيش: إما الانهيار أو الاستقرار

أكد رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة عيد الجيش أن الشعب اللبناني “لا يترك شهداءه يسقطون مرتين، مرة في الدفاع عنه ومرة في النسيان أو المساومات”، مشدداً على أن كل شهيد “هو فخر للبنان”.
وأشار إلى أن “وقف الموت والدمار على أرضنا بات ضرورة، خصوصاً حين تتحول الحروب إلى عبثية ومستدامة خدمةً لمصالح الآخرين”، لافتاً إلى أن الجيش “شكّل المؤسسة الوحيدة التي صمدت في وجه الفساد والأزمات، وحمت وحدة لبنان وضمنت أمنه، رغم انهيار الاقتصاد ومحاولات زرع العملاء”.
ودعا القوى السياسية كافة إلى “اغتنام الفرصة التاريخية للتأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية”، معتبراً أن “من يحب جيشه يحب وطنه وشعبه”، ومؤكداً التزامه بالحفاظ على هيبة المؤسسة العسكرية وسيادة لبنان.
وكشف الرئيس عن “مفاوضات بدأها مع الجانب الأميركي، بالتنسيق مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب، لتنفيذ إعلان وقف النار الذي سبق ووافقت عليه الحكومة اللبنانية”، مؤكداً أن لبنان “سئم حروب الآخرين ومغامراتهم على أرضه”.
وشدد على أن “الحرص على حصرية السلاح نابع من الدفاع عن سيادة لبنان وتحرير أراضيه وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها”، محذراً من أن المرحلة الراهنة “مصيرية ولا تحتمل استفزازات أو مزايدات”.
وفي الشق القضائي، أشار إلى أن حكومة نواف سلام “أعطت أولوية لإعادة بناء الثقة بالقضاء”، لافتاً إلى تشكيل مجلس قضاء جديد وهيئة تفتيش قضائي، ومؤكداً أنه سيوقّع مرسوم التشكيلات القضائية فور وروده. وأضاف أن “المحاسبة بدأت مع سقوط المحرّمات ورفع الحصانات وملاحقة شخصيات متورطة في ملفات عدة، وأن وحدهم القضاة مسؤولون عن استكمال هذا المسار”.
كما اعتبر أن من أولويات الحكومة “ضبط الأمن، حصر السلاح، وإعادة الإعمار”، مشدداً على أن “القضاء مطلق اليدين في مكافحة الفساد وتكريس المساواة أمام العدالة بعيداً عن الضغوط السياسية”.
وتعهد الرئيس بعدم السماح “لأي إرهابي بالمساس بأمن الشعب ووحدة الوطن”، موضحاً أن “حقوق المودعين من أصعب الملفات”، وأن الحكومة أحالت مشاريع قوانين عدة إلى مجلس النواب بينها “رفع السرية المصرفية وهيكلة المصارف”، وهي بصدد إعداد قانون لتحديد الفجوة المالية بالتوازي مع التفاوض مع صندوق النقد.
وأشار أيضاً إلى “مبادرة سعودية لدعم استقرار الحدود اللبنانية – السورية”، مؤكداً حرص لبنان على “علاقات ممتازة مع سوريا لمصلحة البلدين”. كما لفت إلى أن الحكومة “تعمل على التحضير للانتخابات النيابية المقبلة وإقرار التعديلات الضرورية على القانون الانتخابي، مع التشديد على إجراء الانتخابات في موعدها وضمان اقتراع اللبنانيين في الخارج”.
وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على أن “الخيارات واضحة: إما الانهيار أو الاستقرار”، معلناً اختياره “العبور نحو مستقبل أفضل وعدم التفريط بأي فرصة لإنقاذ لبنان”.