كي لا يقال يوما اننا كنا شهود زور.. فلسطين تُذبح وغزة تُباد
يوسف الصايغ - رئيس تحرير موقع دايلي ليبانون

كي لا يقال يوما اننا كنا شهود زور، ونحن نرى أهل غزة يذبحون بل يبادون بصمت وعلى مرأى ومسمع كل هذا العالم الذي يدّعي الانسانية والوقوف الى جانب المظلومين والدفاع عن الحقوق والحريات، لكن كل ذلك يا سادة يختفي ويتبخر عندما يتعلق الامر بفلسطين وغزة، فهنا تصبح الانسانية مجرد وجهة نظر، كيف لا وها هي غزة يا سادة تُباد تحت الشعار المزعوم “حق الدفاع عن النفس”، فيتم قصف غزة بشتى صنوف القنابل والصواريخ الاميركية الصنع الكفيلة بتحويل الانسان الى اشلاء متطايرة نحو السماء، فربما يصل بعضها الى الله فيشهد على حجم الالم والاجرام الذي يرتكب بحق غزة واهلها، بينما من يتكلمون باسمه يغرقون بصمتهم الذليل والمخزي.
أين الانسانية والعدالة يا سادة من شعب فلسطين عموما واهل غزة خصوصا تحديدا، لماذا نصمت بل نخرس امام هول الفاجعة ووحشية المجزرة التي ترتكب بشكل يومي تنفيذا لمشروع ترامب و”خطة سلامه” المزعومة، على ركام جبال من الاشلاء والجماجم والاجساد النحيلة المقطعة والمتناثرة، لماذا لا نحرك ساكنا امام الاجساد المقطعة والايدي المبتورة؟.
لماذا ولماذا، تكثر الاسئلة ولا جواب.. لماذا؟ لان الانسانية مجرد قناع والعدالة ليست سوى يافطة لا قيمة لها.
لماذا؟ لان القاتل الاسرائيلي مشمول بعطف وغطاء سيده الاميركي.
لماذا؟ لان شعوبنا العربية والاسلامية لا تجيد الا قتل بعضها البعض تارة باسم الدين وتارة باسم الله، ولكنها لا تجرؤ على مقاتلة المجرم الحقيقي الذي يريد قتلنا جميعا
كي لا يقال يوما اننا كنا شهود زور، نعم يا سادة فلسطين تذبح وغزة تباد بينما نحن يقف العالم متفرجاً لا حول للشعوب ولا قوة لها سوى الكلمة والدعاء، بينما نشاهد كيف أن بلادنا تنهشها انياب الصهاينة وتهجر أهلها وتقتلهم وتدفن بعضهم وهم أحياء، وتحرقه بعضهم الآخر، بينما لا يحرك العالم ساكناً، نعم يا سادة.. إنها فلسطين ذاك الجرح المفتوح الى الأزل، نعم يا سادة.. إنها غزة هذه المآساة اللامتناهية في عالم بات يفتقد الى أدنى مقومات الإنسانية.