لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية يبارك للبنانيين الإنتصار الكبير الذي كرّسه أهالي الجنوب
بعد عودة أهلنا الشرفاء إلى بلداتهم في الجنوب، أصدر لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية البيان التالي:
يوم عظيم من أيام الإنتصارات التي وعدنا بها سيد المقاومة، الشهيد الأسمى والأغلى السيد حسن نصر الله، قدّس الله روحه الطاهرة، يصنعه شعب المقاومة العظيم، من خلال عودة أهالي البلدات والقرى الحدودية إلى أرضهم، متحدّين غطرسة العدو الصهيوني ودباباته وتهديداته، فواجهوا بصدورهم رصاصات حقده وإجرامه، وقدّموا الشهداء والجرحى في سبيل التمسك بأرضهم وحقهم في العيش بعزة وكرامة.
إنّ المشاهد التي رآها كل العام اليوم لشعبنا المقاوم وهو يؤكد عزمه وتصميمه على العودة إلى أرضه، ستبقى خالدة في التاريخ، وستصبح شعلةً لكل أحرار العالم، تبث الأمل في قلوب المتطلعين إلى الحرية والكرامة، وتصرخ في وجه الطغاة والمحتلين، أن إرادة الشعب العزيز لا يمكن أن تُقهر، وأنّ الاحتلال والإجرام مهما طال أمده، فهو حتماً إلى زوال.
إنّ تزامن مشاهد عودة الجنوبيين إلى بلداتهم، مع عودة الشعب الفلسطيني الصامد والصابر إلى شمال غزة، يؤكد التلاحم البطولي بين الشعبين، ويكرّس تلاحم المقاومة في لبنان مع شقيقتها المقاومة الفلسطينية الباسلة والشريفة، من خلال حرب الإسناد التي امتدت لأكثر من عام، قدّمت خلالها المقاومة في لبنان أغلى رجالها وقادتها، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، الذي صدق وعده حين قال أنه “لا عودة للمستوطنين قبل وقف العدوان عن غزة”.
إنّ إصرار العدو على محاولة منع الناس من العودة إلى قراهم، يؤكد على الطبيعة العدوانية لهذا الكيان الغاصب، القائم على القتل والمجازر، وهذا ما أكدته الوقائع اليوم، من خلال إقدام الجنود الصهاينة على إطلاق النار على المدنيين العزل، على مرأى ومسمع العالم أجمع.
إنّ لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية يهنئ أهلنا المقاومين في الجنوب على عودتهم إلى بلداتهم، بعدما قدّموا أبناءهم شهداء في مقاومة الغزاة الصهاينة، ويؤكد على أنّ هذا الانتصار الكبير ما كان ليتحقق لولا التضحيات الكبيرة للمقاومة، التي منعت العدو من احتلال الجنوب، بالدماء والشهداء.
كما يؤكد اللقاء أن ما يسمى بالمجتمع الدولي والقوى العظمى ما هي إلا مسميات كاذبة في خدمة المشروع الصهيوني، والدليل هو أن ما عجز عن تحقيقه العدو في الحرب، استطاع أن يأخذه من خلال “الضمانات الدولية”، لا سيما وأن الولايات المتحدة تتولى رئاسة اللجنة المشرفة على تنفيذ القرار ١٧٠١، وهي التي دعمت العدو بشكل مطلق في حربه العدوانية على غزة ولبنان، وتستمر في دعم انتهاكاته وخروقاته للقرار ١٧٠١، من خلال ما صدر مؤخراً عن البيت الأبيض من تأييد بقائه في قرى الجنوب اللبناني، وهو الذي استند على الدعم الأميركي له، فتوغّل ودمّر وأحرق العديد من المنازل في القرى الحدودية، وجعلها منطقة منكوبة بالكامل، ما يثبت أن ما يسمى بالقوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، هي شريكة بالعدوان على الشعب اللبناني، وهي دول مخادعة وكاذبة.
إنّ الدولة اللبنانية مطالبة بالضغط على الدول “الضامنة” لإلزام العدو بالخروج من كل شبر من أرضنا اللبنانية المقدسة، المجبولة بدماء الشهداء، كما أنها معنية بالقيام بواجباتها تجاه شعبها من أبناء الجنوب الصامدين، الذين يدفعون ضريبة الدفاع عن كل لبنان، لأنهم على تماس مباشر مع فلسطين المحتلة، في مواجهة الكيان الأكثر إجرامًا في العالم.
إن أي بقاء لجنود العدو في الأراضي اللبنانية سيجعل منهم قوات احتلال، وسيعطي المقاومة الحق في استهدافهم وإخراجهم بالطرق والوسائل المناسبة والمشروعة، التي كفلها القانون الدولي.
كما يؤكد اللقاء على الدور الأساسي للجيش اللبناني في حماية الجنوبيين ، وجميع اللبنانيين، ويتوجه بالتحية إلى الجيش، قيادة وضباطاً وجنوداً، الذين يقومون بدور كبير في مواكبة عودة النازحين إلى قراهم.
إنّ لقاء الأحزاب، إذ يهنى الشعب اللبناني بهذا النصر الكبير، يتوجه إلى أهلنا في غزة، ومقاومتها، بتحية إكبار وإجلال على عظيم تضحياتهم، التي تكللت بنصر مؤزر سيحفر عميقًا في نعش الكيان الصهيوني، تمهيدًا لزواله.
وأمام هذين الانتصارين في غزة ولبنان، نتوجه بأسمى آيات الفخر والاعتزاز بالشهداء الأبرار الذين ارتقوا منذ ٧ أكتوبر، وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، والشهيد القائد السيد هاشم صفي الدين وأخوانهم من القادة الشهداء، والشهيد القائد اسماعيل هنية والشهيد القائد يحيى السنوار والشهيد القائد صالح العاروري، وجميع الشهداء الذين رفعوا اسم فلسطين عاليًا، شهداء على طريق القدس والتحرير القادم بإذن الله.