بحضور مدير عام التربية الأستاذ عماد الأشقر نظمت منصة هدف مؤتمر:” التعليم في ظل الإعتداء الاسرائيلي الغاشم على لبنان : الآفاق والتحديات” وذلك بمشاركة حشد من الفعاليات التربوية والأكاديمية والإجتماعية والإعلامية.
قدمت المؤتمر المسؤولة الإعلامية لمنصة هدف نادين خزعل التي قالت في كلمتها:
“بالعلم يبنى الإنسان وتصان الأوطان، أما الجهل فهو ظلمات تحجب الحقيقة وتعميمه هو أهم أهداف العدو.عشية بدء العام الدراسي في شهر أيلول الفائت بدأ العدوان الإسرائيلي الغاشم فاستشهد وجرح ونزح الآلاف ورزح لبنان تحت النار والدمار والوحشية والهمجية وتحولت المدارس من قاعات تدريس إلى قاعات مأكل ومشرب ومسكن ولكن لأن لبنان هو طائر فينيق لا يكسر جناحيه حتى الموت ولأن التربية والتعليم هما صمام الأمان وأحد أوجه المقاومة كان لا بد من المضي قدمًا. ونحن في منصة هدف، بعد غياب قسري فرضته ظروف الحرب قررنا استئناف عملنا ونشاطنا ولتكون بداياتنا مسكًا يفتتح مؤتمرنا سعادة مدير عام التربية الأستاذ عماد الأشقر الذي بعبارته “كلفة الجهل أعلى من كلفة التعليم” أطّر المقاربة التربوية المسؤولة لوزارة التربية وهو الرجل الذي انتهج الإنتماء إلى لبنان وآمن وصرّح وأكد أنه دون تربية لن يكون هناك وطن”.
ثم كانت كلمة رئيس منصة هدف حسن عسيلي التي قال فيها: “إن انعقاد المؤتمر هو شهادة حية على قوة الإرادة والتمسك بالدور الذي يضطلع به الأكاديميون والتربويون، ونحن ندرك أن التحديات لا تقتصر فقط على الشق الأمني والاقتصادي بل هي تمتد لتطال التعليم لذا من واجبنا التفكير بكيفية الصمود. واليوم هناك جدلية فالتعليم من جهة هو مقاومة وتحد للعدو ومن جهة أخرى كيف يمكن لمن نزحوا واستشهد أقرباؤهم أن ينخرطوا في العملية التعليمية.ولكن رغم كل العوائق التعليم هو الرهان الأهم لبناء الجيل المقاوم. وأود أن أشكر رجل التحديات الأستاذ عماد الأشقر الذي أثبت أنه رجل استثنائي وما زالت جهوده حاضرة في إنجاز استحقاق الامتحانات الرسمية ونحن اليوم مصرون على إطلاق العام الدراسي وهو تحدّ أكبر وأخطر.”
عماد الأشقر
افتتح مدير عام التربية الأستاذ عماد الأشقر المؤتمر بتمني الرحمة للشهداء والسلامة للجرحى والعودة الكريمة للنازحين وقال: “لبنان اليوم في خضم إعصار سننجو منه بعون الله وسواعد المقاومين وجهود الدولة”.
وتابع قائلاً:” بناء سور الصين العظيم استغرق 400 عامًا، ولكن المغول دخلوا الصين من الباب لأنه لم يتم تعليم الحارس كيف يُحمى الوطن.ونحن في لبنان منذ العام 2006 نعاني من الخضات التربوية بدءًا من الإضرابات المرتبطة بسلسلة الرتب والرواتب إلى جائحة الكورونا إلى سنوات الإضرابات المتواصلة والمتقطعة وصولاً إلى الحرب.التحديات كبيرة جدًّا،وفي حين كان يتم الهاؤنا بمشاكلنا الداخلية، كان العدو يتطور ويطور الذكاء الاصطناعي الذي جعلنا مكشوفين أمامه. علينا جميعًا مواجهة التحديات والعوائق والأصوات الرافضة وأن نبدأ العام الدراسي الذي إن خسرناه ستكون هناك هوة كبيرة ستفاقم الفاقد التعليمي. لقد أطلق وزير التربية عباس الحلبي خطة العودة المرنة لضمان تأمين التعليم لـ400.000 طالب نازح منهم 277.000 طالب.
مسجلون في المدارس الخاصة.
والمدارس كانت الملاذ الأول للنازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وبعلبك- الهرمل، ونحن نعمل على تكييفها لتأمين ما يليق بأهالينا النازحين.
بالمقابل هناك 350 مدرسة رسمية غير مستخدمة كمراكز إيواء سيتم التعليم فيها بدوامين قبل الظهر وبعد الظهر وعليه ستكون هناك 700 مدرسة رسمية متاحة للتعليم الحضوري وحيث لا يوجد مدارس رسمية سيشارك القطاع الخاص وإن كنا قد لمسنا من البعض قلة تعاون وتجاوب خوفًا منهم على المقاعد والـactive board”.
وتابع الأشقر:” أكد الوزير الحلبي أن الخطة ليست تحديًّا ضد أحد ونحن قد شكلنا خلية طوارئ وزارية والأصوات التي تطالب بالحقوق محقة ولكن المطلوب هو التعاون لأن الأمر مرتبط بمصير لبنان.
وللعلم، لقد قام البنك الدولي بدراسة أثر لكلفة عدم التعليم لعام واحد وتبين أنها تبلغ مليارين ونصف مليون دولار. خلال السنوات الخمسة الأخيرة لم يتعلم أبناؤنا سوى 40% من المنهج لذلك اليوم نحن ملزمون رغم الحرب ورغم كل شيء بتأمين التعليم بكل أنواعه: حضوريًّا، متزامنًا، غير متزامن، مدمجًا، عن بعد.”
وختم الأشقر: “أشكر منصة هدف على هذه المبادرة والمؤتمر القيم الذي شعّ كضوء في ظل العتم”.
بعد ذلك توالى الدكاترة الذين سبق لهم أن شاركوا في ندوات وورش عمل منصة هدف على تقديم محاضراتهم.
الدكتور نبيل قسطنطين دعا إلى وجوب انتظام العام الدراسي لأن التربية وحدها هي من تبني الأوطان مناديًا بثورة تربوية تحصن الوطن فالعدو قد يدمر الطرقات والمنازل ولكنه لن يدمر الإنسان.
البروفسور محمد رمال قال أن وزارة التربية كانت السباقة في إيجاد الحلول سيما وأن التحدي كبير فالتعليم له شروط ومعايير والتحدي هو في تأمين الموارد.
نقيب التكنولوجيا ربيع بعلبكي عرض PDF عن تحديات التعليم الرقمي خلال الأزمات تضمن توصيف وضع المدارس ونوع التعليم الذي يلائمها عارضًا لخطة تربوية تؤمن المرونة الرقمية والزمانية والمكانية والزمكانية.
البروفسور دال حتي أكد أن المقاومة جزء منها يكون بالسلاح وجزء بالقلم ولذلك التعليم لا يجب أن يتوقف ويجب أن يتعاون مثلث التربية الذهبي: المدرسة، الأهل، الطلاب ويجب أن ندافع عن التربية وعن عدالة التعليم.
الدكتورة ريما يونس قالت أن الحرب الأهلية لم تمنع استمرار العملية التعلمية والأمر سيان اليوم ورغم التحديات وفقدان الأمن والأمان يجب تعميم أهمية التعليم وعدم انتقاد وزارة التربية وتطرقت إلى موضوع التنمر الذي بدأت تشهده بعض البيئات.
الدكتورة سمر الزغبي تطرقت إلى الفاقد التعليمي ومدى استعداد الأساتذة للتعليم وما يعانيه المعلمون والمتعلمون من صدمات وانفعالات مركزة على ضرورة تعميم التعليم الاجتماعي الانفعالي.
الدكتورة فاديا حسين ثمنت خيار وزارة التربية بانقاذ العام الدراسي لما للتعطيل الشامل من تداعيات ودعت إلى التكاتف مع الوزارة لمواجهة التحديات وتطرقت إلى أهمية تطوير المحتوى التعليمي ليكون قائمًا على اكتساب المعلومات والتفريغ النفسي.
الدكتورة ثريا الساحلي أكدت على ضرورة استكمال التعليم رغم فقدان الموارد ولو بالامكانيات الموجودة لأن شيء أفضل من لا شيء مشيرة إلى أهمية خطة وزارة التربية في مواجهة العدو الذي لا يريد لأبنائنا أن يتعلموا.
الدكتورة سميرة الزيود من الأردن أكدت أن بيروت هي باريس العرب ولبنان هو رئتهم وهو متميز بمكانته التعليمية والأكاديمية ولذلك يجب الحرص على استمرار التعليم وتشجيع التعليم عن بعد في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
الدكتورة ملك عيتاني أكدت أن انتظام التعليم مهم جدًّا وهي من خلال لقاءاتها مع النازحين قد لمست رغبتهم بالعودة إلى المدارس ومباشرة التعليم.
ثم كانت هناك مداخلات من قبل الجمهور الذي شارك في حضور المؤتمر.
وفي الختام تم الاتفاق على رفع التوصيات.