“خطاب الثأر” يهزم كيان العدو معنوياً.. بإنتظار كلمة الميدان
يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون
بخطاب قد يكون هو الأكثر دلالة وتأثيراً منذ توليه أمانة قيادة حزب الله أطل السيد حسن نصرالله وفي جعبته رسالة ربما ستكون الأهم في تاريخنا المعاصر لأنها ستغير وجه المنطقة بأسرها إن لم نقل العالم بأسره، “سنثأر لدماء شهدائنا وانتظروا ردنا القادم”، بهذه الكلمات الدقيقة وبنظرة الواثق توجه السيد نصرالله الى كيان العدو الذي تخطى كل الحدود و”هو بالتالي سيدفع الثمن بل سيبكي كثيراً بعد أن يضحك قليلاً”، بهذه الكلمات والعبارات المنتقاة ببالغ الدقة، كان خطاب السيد نصرالله يرسم ملامح المشهد الآتي في الميدان حيث ستكون الكلمة له وحده دون سواه، “لسنا نحن من نحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين” بهذه العبارة الحازمة جزم السيد نصرالله ان الرد آت لا محالة، فالمعادلة تغيرت ودخلنا مرحلة جديدة، ولعل هذا هو جوهر الخطب – الرسالة التي أراد السيد نصرالله توجيهها ليعلن بكل وضوح أنه منذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر فإن المعادلة ما بعد غارة الضاحية ليست كما قبلها، ودماء السيد محسن باتت تُلقي على كاهل الأمين العام مزيداً من المسؤوليات في حفظ الأمانة الملقاة على عاتق حامل أمانة الشهداء قادة ومقاومين.
“خطاب الثأر” الذي أعلنه السيد نصرالله جاء ليؤكد من خلاله على ثابتة أن العدو سينال عقابه والذي سيكون بحجم دور الشهيد شكر ومكانته، ومن هنا كان ضروريا أن يشرح السيد نصرالله تفاصيل وجوانب عملية الإغتيال التي تمت في ضاحية بيروت الجنوبية لا سيما على المستوى الديمغرافي والإنساني والأمني، وذلك من باب الإضاءة على حجم الجريمة التي قام بها العدو عبر اغتيال السيد محسن والتي تخطت كل الخطوط الحمراء، وهذا يقودنا الى فهم ومعرفة مسبقة أن الرد الذي سيأتي إنتقاماً للشهيد شكر سيكون إنطلاقا من حجم ومدى الخطأ الفادح الذي إرتكبه العدو ما سيرتب عليه ثمنا كبيراً جداً جداً، والواضح ان مفاعيل هذا الرد بدأت تترجم عملياً قبل تنفيذه فالإستنفار الأمني والتأهب العسكري في كيان الإحتلال عند أعلى المستويات، فالملاجىء فُتحت، وبعض المستوطنات أخليت بالكامل، والمصانع والمعامل أفرغت المواد القابلة للإشتعال او الانفجار، وهناك حالة طوارىء حقيقية بات يعيشها كيان العدو على مختلف مستوياته، فالملاحة الجوية شبه مشلولة ومعظم الرحلات تم الغاؤها او تأجيلها، وحركة المستوطنين باتت مقتصرة على الأعمال الضرورية جداً، بينما تم تخزين المواد الغذائية وهناك ملاجىء متنقلة تم توزيعها في عدد من المستوطنات، اضافة الى سلسلة من التدابير والإجراءات التي إتخذها كيان العدو تحسباً للرد القادم الذي يدرك ان حجمه سيكون موازياً للجريمة التي إرتكبها في ضاحية بيروت الجنوبية.
وبات واضحاً أن “خطاب الثأر” والذي يسبق كلمة الميدان حقق جزءاً من أهداف الرد قبل حصوله، حيث ان هذا الكيان ومنذ الآن بات يعيش قلقا نفسيا وهزيمة معنوية بجيشه ومستوطنيه، وهذا الرعب الحقيقي دفع بالإعلام العبري للسؤال عن فوائد عملية الإغتيال التي إرتكبت في بيروت بعد 10 أشهر من معركة طوفان الأقصى، حيث أشارت وسائل إعلام العدو “الى أننا فقدنا الشمال والآن الجنوب ولم نسترجع الأسرى ولا زالت الحرب المستمرة”، بهذه العبارة إختصر الإعلام العبري مشهد الهزيمة التي يعيشها كيان الإحتلال منذ عملية طوفان الأقصى وحتى اليوم، وربما ستصبح هذه الخسارة لا تساوي شيئاً بعد الرد الآتي على إغتيال السيد محسن من جهة، والرد الإيراني على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد اسماعيل هنية من جهة ثانية، فنحن أصبحنا بعد خطاب الثأر الذي أطلقه السيد نصرالله أمام كيان منهزم معنوياً بإنتظار كلمة الميدان الذي سيحمل الخبر اليقين.