إجرام الاحتلال بحق الأسرى.. ماذا يعني أن تفقد ملامحك فلا يعرفك أهلك؟
المركز الفلسطيني للإعلام
“يمّا أنت حمزة؟!”.. لا أحد يعلم حقيقتها أهي جملةٌ استفهاميّةٌ أم استنكاريّةٌ أم هو التعجب الممزوج بالوجع والقهر، أو لعله الشوق وحرقة الأمّ على شوقها لابنها الذي غيبته سجون الاحتلال الظالمة لعامين متتاليين، وفي لحظة الشوق المنتظر تعانقه وتتحسسه وتقلبه بيديدها ونظرات عينيها المتحسرة ولسان حالها ماذا فعلوا بك يا حبيبي هؤلاء المجرمون الصهاينة.
مقطع فيديو قصير – رصده المركز الفلسطيني للإعلام – للحظة عناق ووجع وقهر يعيشها الشعب الفلسطيني مع أبنائهم الذين يخرجون من سجون الاحتلال وقد تغيرت ملامحهم بالكامل، فما عادوا يعرفونهم، فمن شدة التعذيب والتجويع، أغلبهم فقدوا نصف وزنهم، ولو مرّ أحدهم من جانب أمّه أو أبيه أو أخيه، دون أن يقول له أحدٌ أنّ هذا ابنكم لما عرفوه، وهذا ما حصل تماما مع الأسير حمزة الصيفي عن لقائه لوالدته.
عامان في الاعتقال الإداري غيّرا ملامحه
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن الاسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة ببيت لحم بعد عامين من الاعتقال الإداري.
وفي مشهد مؤثر لم تتمكن والدة الأسير حمزة الصيفي من التعرف عليه لحظة الإفراج عنه على معبر الظاهرية بسبب تغير مظهره، ونحول جسده بسبب سياسة التعذيب والتجويع التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى منذ الحرب على غزة .
وعبرت والدة الأسير الصيفي الذي قضى عامين بالاعتقال الإداري وافرج عنه من معتقل النقب باستغرابها حول التغير الكبير بمظهره لدى محاولته عناقها بسؤاله “يما أنت حمزة”؟!.
"يما أنت حمزة !!"
أم لم تستطع التعرف على ابنها بسبب تغير ملامحه وفقدان وزنه، نتيجة للظروف الصعبة والقاسية والتعذيب المستمر في مراكز التعذيب الإسرائيلية .
الإفراج عن الأسير حمزة الصيفي من مخيم الدهيشة بعد اعتقاله في سجون الاحتلال. pic.twitter.com/EJPjqPchrJ
— Tamer | تامر (@tamerqdh) July 25, 2024
سجن النقب شاهدٌ على التعذيب
وبين نادي الأسير أنّ سجن (النقب) ما يزال يشكّل أبرز السّجون الشّاهدة على جرائم التّعذيب بحقّ الأسرى منذ بدء حرب الإبادة، وهذا ما تعكسه شهادات المفرج عنهم، ولا تقل مستويات هذه الشّهادات عن مستويات الشّهادات في معسكر (سديه تيمان) وغيره من السّجون، والمعسكرات.
وذكر أنّ الصيفي البالغ من العمر (32 عاماً) متزوج وأب لطفلين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصّة، وهو أسير سابق أمضى ما مجموعه 6 سنوات في سجون الاحتلال.
وأكد نادي الأسير مجدداً أنّ جميع الجرائم والسياسات الراهنة التي ينفّذها الاحتلال بحقّ الأسرى، هي جرائم وسياسات ثابتة انتهجها الاحتلال على مدار عقود طويلة إلا أنّ المتغير اليوم مرتبط بمستواها وكثافتها.
اقرأ المزيد عبر المركز الفلسطيني للإعلام:
عن إجرام الاحتلال بحق الأسرى.. ماذا يعني أن تفقد ملامحك فلا يعرفك أهلك؟