بين ساعات ليل يوم الأربعاء وساعات نهار يوم الخميس كان نادي العهد متصدّراً لواجهة الشارع الكروي اللبناني. ثلاث كلمات شكّلت صدمة لعدد كبير من المعنيين: استقالة تميم سليمان. استقال رئيس النادي ليقفز سؤال رئيسي: ما هو مصير العهد؟ لم يمرّ وقت طويل حتى كان الجواب غير الرسمي: إقفال النادي بشكل تام ونهائي
قد يكون خبر استقالة رئيس نادي العهد تميم سليمان مفاجئاً لكثيرين، لكن من كان يتابع ما يدور من أحداث خلال الفترة الماضية قد لا يُفاجأ بالخبر. حتى الآن لا شيء رسمياً. لكن كل المعطيات تشير إلى ذلك وفي طليعتها إبلاغ لاعبي الفريق بالقرار والطلب منهم البحث عن أندية.اللافت أن خبر استقالة سليمان حاول البعض استثماره وتوظيفه في إطار خطوة انقلابية على الاتحاد اللبناني لكرة القدم، مع زجّ أسماء أندية أخرى تنوي الانسحاب من اللعبة كشباب الساحل والبرج وغيرهما من الأندية. لكنّ هذا الكلام بدا واضحاً أنه «شغل فايسبوك»، فخلال ورشة عمل إطلاق منصة تسجيل اللاعبين إلكترونياً من قبل الاتحاد اللبناني، كان ممثلو أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة حاضرين. ناديا البرج وشباب الساحل كانا حاضريْن وأكّدا أن لا نية للانسحاب من الدوري ونادي البرج تحديداً في صدد تأمين ميزانية مقبولة، في حين أن نادي شباب الساحل ليس في وارد الانسحاب ولا الفكرة واردة بتاتاً.
إذاً ما قصة العهد؟
الموضوع بكل بساطة أن هناك قراراً بإقفال النادي والاهتمام بنواح اجتماعية أخرى. وبالتالي لا علاقة لأي أسباب أخرى خارج أسوار النادي. حتى الآن لم يصدر أي بيان عن النادي، حيث من المتوقع أن يصدر البيان خلال 48 ساعة يوضّح الصورة، لكن ما هو مؤكّد حتى الآن أن القرار اتُّخذ بإقفال النادي وشطب الرخصة، والانسحاب من عائلة كرة القدم.
من الطبيعي أنه إزاء قرار من هذا النوع سيكون التفكير الأول هو بلاعبي الفريق: ماذا سيفعلون، أين ستكون وجهتهم؟ مَن من الأندية سيحظى بهم؟ وهي أسئلة منطقية كون العهد يملك عدداً كبيراً من أفضل لاعبي لبنان، وبالتالي من الطبيعي أن يكونوا هدفاً للأندية الأخرى التي تفكر في المنافسة على اللقب وتحديداً الأنصار والنجمة والصفاء.
معلومات «الأخبار» تشير إلى أن حصة الأسد ستكون لنادي الصفاء مع كلام عن انتقال ثمانية لاعبين إليه ومنهم الحارس مصطفى مطر، خليل خميس، علي حديد، حسين الزين، زين العابدين فران، كريم درويش، محمود زبيب، بدر قوّام. البعض منهم بدأ التواصل معه من قبل إدارة الصفاء والبعض الآخر «عالطريق».
يبدو أن حصة الأسد من لاعبي العهد ستكون من نصيب الصفاء
في العهد هناك لاعبون آخرون مميّزون ومنهم حسين دقيق الذي قد تكون وجهته نادي شباب الساحل، وهناك أيضاً حسن سرور الذي سيحترف في العراق.
لكنّ هناك اسمين ما زالت وجهتهما غير واضحة وهما من نجوم لبنان: محمد حيدر وعلي الحاج. حُكي أن الأول قريب من النجمة، في حين لم تُعرف وجهة علي الحاج بعد.
اللافت أن الأنصار خارج الموضوع، حيث كان هناك تواصل من قبل أحد إداريي العهد بمدير نادي الأنصار عباس حسن وتم إبلاغه بقرار العهد، لكن حسن لم يرسل جواباً حول ما إذا كان بطل كأس لبنان مهتماً بأيّ من لاعبي العهد.
لا شك أن هناك أسماء أخرى قد تكون هدفاً للأندية كنور منصور والحارس مهدي خليل ومحمد ناصر وغيرهم من اللاعبين، وبالتالي ستكشف الأيام المقبلة وجهة كل لاعب. لكن خلاصة الحديث أن نادي العهد الذي طبع كرة القدم اللبنانية باسمه خلال السنوات الماضية، ووصل إلى حدود إحراز كأس الاتحاد الآسيوي عام 2019 سيصبح اسماً في سجلّات كرة القدم، لكنه سيبقى اسماً ناصعاً مهما كان مصير النادي.