الأسرى الفلسطينيون دروع بشرية على آليات الاحتلال.. سياسة تخالف القوانين الدولية والإنسانية
أظهرت تقارير دولية وأدلة موثّقة أن استخدام قوات جيش الاحتلال “الإسرائيلي” للمواطنين الفلسطينيين كدروع بشرية لحماية الجنود أو الآليات “الإسرائيلية”، لم تعد حالة فردية بل أصبحت سياسة متكرّرة وممنهجة وتشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية.
وتكرر مشهد جنين الذي ظهر فيه جنود من جيش الاحتلال وهم يربطون شابًا فلسطينيًا جريحًا على غطاء محرّك جيب عسكري، كدرعٍ بشريّ خلال اقتحامها إحدى مناطق المخيم، في محافظة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وتداول ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، الأربعاء 24 تموز/يوليو 2024، صورة لقوات جيش الاحتلال تستخدم شابًا كدرعٍ بشريّ خلال محاصرة منزل في عزبة الجراد بطولكرم.
وشهدت حرب الإبادة المستمرة على غزّة توثيق الاحتلال بالصوت والصورة لعدد كبير من المشاهد التي تفضح هذه السياسة المصنّفة وفق اتفاقيات جنيف كجرائم حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها أمام المحاكم الدولية.
وفي مطلع تموز/يوليو الجاري، نشرت وسائل إعلام صورًا تُظهر استخدام جيش الاحتلال الصهيوني أسرى فلسطينيين كدروع بشرية خلال المعارك المستمرة في غزة، حيث يظهر في المقطع المصور إجبار قوات الاحتلال لأسير فلسطيني على دخول نفق وتفقدّه، بعد ربطه بالحبال، وتثبيت كاميرا على جسده، وإعطائه الكشّافات.
وأظهرت مشاهد أخرى، استخدام قوات الاحتلال لأسير جريح جسده ملطّخ بالدماء ومقيد وعارٍ من الملابس وحافي القدمين، مع أسير آخر ثُبّتت كاميرا على جسده، استخدما كدروع بشرية، وأجبرا على دخول مبنى مدمر، ظهرت داخله جثامين لشهداء.
وتكشف مشاهد أخرى أسيرين فلسطينيين مستخدمين كدروع بشرية، بعد أن أجبرهما جنود الاحتلال على ارتداء ملابس عسكرية “إسرائيلية”، وأُجبرا على البحث بين ركام المنازل المدمرة على متفجرات وأنفاق.
وفي الثاني من أيار/مايو الماضي، عرضت قناة “الجزيرة” مشاهد تحبس الأنفاس ملتقطة من مسيرة “إسرائيلية” كانت قد أُسقطت في غزة في كانون الأول/ديسمبر 2023، وتُظهر اللقطات فلسطينيًا يجوب شوارع حيّ الشجاعية في مدينة غزة، ويمرّ قرب جثة لفلسطيني، ثم يفتح أبواب صفوف مدرسية تحت رقابة لصيقة من مسيّرة “إسرائيلية” كبيرة، وأخرى أصغر حجمًا.
وفي 5 مايو/ أيار الماضي، وثّقت لقطاتٌ استخدام جيش الاحتلال ثلاثة أطفال فلسطينيين دروعًا بشرية خلال اقتحامه مخيم طولكرم للاجئين، حيث أجبر الأطفال على السير أمام قوّاته في بنايات وأزقّة المخيم، وتفتيش منازل والطلب من السكان الخروج، وفي حالتين وضع الجنود بنادقهم على كتفي طفلين وأطلقوا الرصاص.
وفي 20 آذار/مارس الماضي، استخدام جيش الاحتلال الطبيب يحيى خليل ديب الكيالي (59 عامًا) وعددًا من افراد أسرته كدروع بشرية بعد اقتحام منزلهم، وأجبروهم على الوقوف في شرفة المنزل خلال تبادل إطلاق نار مع مقاومين غرب مدينة غزة.
وخلال اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي في آذار/مارس الماضي، استخدم جنود العدوّ المرضى والنازحين كدروع بشرية واستغلّوهم لتشكيل ساتر أمام القوات الغازية، وإرسالهم تحت التهديد إلى منازل وبنايات سكنية في محيط المجمّع الطبي، للطلب من سكانها إخلاءها، وذلك قبيل تنفيذ الجيش “الإسرائيلي” لعمليات اقتحامها، واعتقال بعض من فيها، ومن ثم تدمير العديد منها.
وكشف نازح فلسطيني تواجد في المجمع الطبيّ، أنّ قوات الاحتلال أجبرته وثلاثة شبّان آخرين على الدخول إلى عدّة غرف داخل مجمع الشفاء الطبي، بعد أن ثبتّت كاميرات على رؤوسهم، وأجبرتهم على التحرك من خلال إصدار أوامر لهم عن بُعد باتجاه أماكن محددة لفحصها.
في حين أفادت زوجة ممرض يعمل في المستشفى أنّ جيش الاحتلال أجبرها على إخلاء المجمع من دون زوجها باتّجاه مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأنّها شاهدت استخدام زوجها كدرع بشري من أجل فتح أبواب أقسام في مجمع الشفاء على مدار عدة ساعات متواصلة، مشيرةً إلى أن مصير زوجها ما يزال مجهولًا، وتخشى من تعرضه للتصفية.
وسبق أن نشرت منظمتا العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش” عدّة تقارير مفصّلة تفضح استخدام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” للمدنيين الفلسطينيين بمن فيهم أطفال وكبار السن كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية، لتمكين الجنود من التمركز في مواقع استراتيجية خلال الاشتباكات.