رياضة

حراس المرمى نجوم حقيقيون لكأس أوروبا

شربل كريّم - الأخبار

قد يبدو صعباً البحث عن نجمٍ مطلق في نهائيات كأس أوروبا 2024 لكرة القدم المقامة في ألمانيا، إذ لم نشهد على تألقٍ أسطوري لأي نجمٍ كبير في هذه البطولة. لكن الأمر المحسوم هو أن حراس المرمى سرقوا قسماً كبيراً من الأضواء من الجميع بفعل أدائهم الذي ارتقى إلى أعلى المستويات، فباتوا بحق نجوم منتخباتهم وأفضل لاعبي البطولة في الكثير من الجولات

شهدت نهاية كأس العالم عام 2002 اختيار حارس المرمى الألماني الشهير أوليفر كان أفضل لاعب في البطولة. اختيارٌ كان مستحقاً لكنه مفاجئ إلى حدٍّ ما بالنسبة إلى البعض، وخصوصاً بعد اعتياد العالم على تفضيل المهاجمين أو اللاعبين الآخرين للحصول على جائزة الأفضل، وعلى اعتبار أن المنتخب الألماني لم يكن الفائز باللقب وسط لمعان مجموعة من النجوم البرازيليين، أمثال الثلاثي الرائع: «الظاهرة» رونالدو، ريفالدو، ورونالدينيو.لكن عند ذكر اللحظات البطولية في ذاك المونديال يقفز اسم أوليفر كان إلى المشهد أكثر من أي أحدٍ آخر، وهو ما يتكرر حالياً في كأس أوروبا حيث يمكن القول إن الحراس هم النجوم الفعليون لمنتخباتهم، ولهم الفضل في ما وصلوا إليه حتى الآن، لا بل إن بعضهم أصاب أرقاماً قياسية أو غير مسبوقة على صعيد المشاركات أو التصديات.

إنجازات خيالية
هذه المسألة بدت واضحة من بدايات البطولة القارية، إذ إن خروج إيطاليا مبكراً أثار الكثير من الانتقادات حول لاعبيها ومدربها لوتشيانو سباليتي. إلا أن رجلاً واحداً نجا من زوبعة الهجوم الانتقادي، وهو الحارس جانلويجي دوناروما الذي لولاه لكان «الآتزوري» قد خرج حتى من دور المجموعات.
أمرٌ ليس بالغريب لأن دوناروما نفسه كان السبب في فوز إيطاليا بلقب النسخة الماضية، وقد عاد في هذه النسخة ليلعب دور البطل المنقذ فاستحق الإشادة.
حراس مرمى «اليورو» يساوون نصف الفريق أو أكثر

أما آخر المتألقين، فكان الحارس التركي ميريت غونوك، الذي قام بأفضل تصدٍّ في البطولة بردّة فعله السريعة لإيقاف رأسية النمسَوي كريستوف باومغارتنر، مانعاً إياه من فرض التمديد، ومنقذاً مرماه في الوقت القاتل من هدف التعادل الذي كاد أن يعقّد الأمور على الأتراك.
وفي الدور الـ 16، فعل مثله وأكثر الحارس البرتغالي ديوغو كوستا الذي أصبح أول حارس مرمى يتصدى لثلاث ركلات ترجيح في كأس أوروبا والرابع فقط الذي يحقق هذا الإنجاز في كأس العالم والبطولة الأوروبية.
كوستا نافس خلال هذه المباراة أمام منتخب سلوفينيا التألق الذي أصابه حارس الأخير يان أوبلاك عندما أبكى النجم كريستيانو رونالدو بتصديه للكرة التي سدّدها من ركلة جزاء.
وفي وقتٍ صار فيه الجورجي غيورغي مامارداشفيلي حارس المرمى صاحب أكبر عدد من التصديات في دورة واحدة من كأس أوروبا، ليكون أحد نجومها البارزين في نسخة عام 2024، يعيد الحراس النجوم التذكير بتلك الفترات التي كان فيها حارس المرمى يساوي نصف فريقٍ أو كان تأثيره أكبر حتى، وبدا في فترةٍ من الفترات العنصر الأهم ومصدر النجاح في أي منتخب.

إعادة زمن الكبار
هي مسألة لا يمكن النقاش فيها عند ذكر اسم مانويل نوير مثلاً، الذي انفرد بالرقم القياسي لعدد المباريات مع منتخب ألمانيا في كأس أوروبا برصيد 19 مباراة متقدّماً على باستيان شفاينشتايغر، لينصّب نفسه أسطورةً فعلية لـ«المانشافت».
أما الفرنسي مايك مانيان فقد أصبح رابع حارس مرمى يحافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات مع منتخب فرنسا في دورة واحدة من كأس أوروبا بعد جويل باتس عام 1984 وبرنار لاما عام 1996 وأوغو لوريس عام 2016.
كما أن حارس مرمى إسبانيا أوناي سيمون نجح في كل اختباراته حتى الآن، لدرجةٍ مرّ بدور المجموعات من دون أن تهتز شباكه، ليكون الهدف الوحيد الذي دخل مرماه هو ذاك الذي سجّله منتخب جورجيا في الدور الـ 16.
بالفعل كل هؤلاء الحراس وغيرهم يعيدون التذكير بنسخات سابقة لكأس أوروبا، لعب خلالها حماة الخشبات الثلاث أدواراً رئيسية في تتويج منتخباتهم باللقب العتيد، والعودة إلى عام 1992 تؤكّد صحة هذا الكلام، إذ لا يختلف اثنان على أن حارس الدنمارك الشهير بيتر شمايكل (يلعب نجله في البطولة الحالية)، كانت له اليد الطولى في فوز بلاده بلقبها الدولي الوحيد.
الدور نفسه لعبه أندرياس كوبكه مع منتخب ألمانيا في النسخة التي تلتها، إذ بعدما بقي لسنواتٍ طويلة في ظل بودو إيلغنر، أطل كوبكه ليؤكد جدارته بحماية المرمى الألماني، فكانت أهم المحطات في الدور نصف النهائي أمام إنكلترا المضيفة، والتي خرجت على يد «المانشافت» بركلات الترجيح بفضل تألق الحارس الألماني.
كذلك، لا يمكن إغفال أهمية وجود إيكر كاسياس كحارسٍ لإسبانيا في حملتيها الناجحتين في «يورو 2008» و«يورو 2012»، فدخل اسمه بين أساطير حراسة المرمى، وهو الذي حصد معه الإسبان كل الألقاب الممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى