في ذكرى تأسيس “الديمقراطي اللبناني”.. لواء جابر يتحدث عن أبرز التحديات وتطورات الميدان والحل السياسي في لبنان
خاص دايلي ليبانون
بمناسة مرور 23 عاما ً على تأسيسه في الأول من تموز أطلق الحزب الديمقراطي اللبناني حملة إعلامية وإعلانية تحت عنوان: “23 عاماً من الولاء للوطن والمواطن، صفحتنا بيضا… وكفنا نضيف”، تناولت المسيرة الوطنية والتاريخية للحزب منذ تأسيسه وحتى اليوم، وتأتي ذكرى تأسيس “الديمقراطي” هذا العام في ظل الإستحقاقات السياسية والتطورات الميدانية في جنوب لبنان.
وفي هذا الإطار يشير عضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني وأحد كوادره لواء جابر في حديث خاص لـ”دايلي ليبانون” الى انه في ذكرى تأسيس الحزب وبعد هذه المسيرة من العمل الحزبي، فإن الظروف الإقتصادية والإجتماعية تعتبر أبرز التحديات التي يواجهها الحزب في ظل ما تعانيه الناس من أزمات لا سيما الاستشفاء والتعليم، ويبقى التحدي الأكبر هو النظام السياسي الذي نطالب نحن بتغييره منذ فترة، فهذا النظام للأسف هو من أوصل البلد الى هذا الإنهيار المصرفي والإقتصادي، وهموم الناس هي التحديات الكبيرة اليوم على مستوى القاعدة الشعبية للحزب”.
اما عن دور الحزب الديمقراطي اللبناني في الفترة المقبلة والحديث عن مشهد جديد مُقبل مع الأمير مجيد أرسلان، يلفت جابر الى انه حكماً سيكون هناك مشهد جديد على غرار أي إدارة جديدة في المؤسسات ولكن التوقيت لا يزال غير محدد وهذا الأمر مرهون برئيس الحزب والتشاور مع نجله الأمير مجيد، وسيتم الإعلان عن هذه الخطوة في الوقت المناسب وبالتأكيد قادمون على شيء يتعلق بالأمير مجيد في المرحلة المقبلة على الصعيد الحزبي”.
وحول ما تضمنه بيان الحزب بذكرى التأسيس والحديث عن “التغيير المزيف” يلفت جابر الى أن “اللبنانيون تعرضوا في بعض المناطق الى خديعة كبرى، وبعض الخيارات التي إعتمدت فيها السفارت وشعارات رنانة وعمل اعلامي يهدف الى الترويج لأمور لا يمكن تحقيقها في بلد كلبنان، وبالتالي تم غش الناس التي بدأت تعود الى وعيها بعد فترة قصيرة من الانتخابات التي لو أجريت بعد ستة أشهر لكانت نتائجها مختلفة، لا سيما وان الناس الذين ساروا في بعض الخيارات هم الذين يتحدثون عن تعرضهم لخديعة، واليوم يبدو واضحا من الذي يقف الى جانب الناس ويؤمن متطلباتهم في التعليم والاستشفاء وباقي الشؤون، فأين صرفت تلك الشعارات التي تم إطلاقها، فالكل يرى كيف وصلت الامور داخل قوى التغيير نفسها قبل ان نتحدث عن باقي الامور والتفاصيل”.
وعلى صعيد جبهة الجنوب وإحتمال إتساع رقعة المواجهة والذهاب الى حرب شاملة، يلفت جابر الى ان “المسألة مرتبطة بمدى تطور الامور في معركة غزة والتهور والتعنت الإسرائيلي، وما نسمعه نحن من المقاومة ان “لا قرار بالذهاب نحو حرب شاملة ولكن اذا أجبرتها “إسرائيل” على ذلك فهي جاهزة وفي جهوزية تامة للدفاع عن لبنان وللرد على “إسرائيل”، بما يوازي عدوانها على لبنان، وبالتالي لا قرار بتوسيع الحرب من الجانب اللبناني”.
إقليمياً وعلى صعيد مشهد الميدان السوري ، يرى جابر ان الحرب على سوريا لم تنته وهي تحوّلت الى حرب إقتصادية يتعرض لها الشعب السوري من خلال قانون عقوبات قيصر الذي يعمق معاناة السوريين، بينما يقف العالم متفرجاً ونحن لا نستغرب ان العالم الذي يقف متفرجا على أطفال ونساء غزة وهم يذبحون على أيدي العدو الاسرائيلي ان لا يحركوا ساكناُ تجاه ابناء الشعب السوري، فسوريا انتصرت في أكبر حرب كونية بعد ان صمدت وكل من راهن من عرب وأجانب على سقوط سوريا وقائدها الرئيس بشار الأسد هم سقطوا وبقي الرئيس الأسد، وما أعلنه الرئيس التركي مؤخرا حول رغبته بإستعادة العلاقة مع سوريا والرئيس الأسد دليل على انتصار سوريا”.
وحول المشهد في محافظة السويداء يلفت القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني الى ان “نسبة الذين يتحركون في الشارع لا يتجاوزون الواحد بالمئة في أحسن الأحوال، وهناك 3 فئات شاركت بالحراك، فهناك فئة اولى تستفيد ماديا وفئة ثانية تضم المطلوبين للقضاء والدولة السورية ولا مصلحة لها بوجود الدولة في السويداء، وفئة ثالثة تم التغرير بها تحت شعار المطالب المعيشية ولكنها سرعان ما غادرت الساحة بعدما تبين وجود مخطط ومشروع سياسي خلف تحريك الشارع، ويشير جابر الى القرار الحكيم للقيادة السورية بترك الشارع دون اي تدخل مباشر، ومؤخرا شهدنا ما حصل من تحركات مسلحة ضد نقاط الجيش قبل ان يتم ضبط الأمور وهذا ما يكشف وجود نوايا غير سلمية من خلال الهجوم واستخدام السلاح والقذائف ضد الحواجز، ولكن المؤسف أن بعض تلك الجهات لم تستوعب أن الأفق مسدود في السويداء، كما أن هناك جماعات تلجأ الى عقد تسويات في السر والعلن مع الدولة السورية”.
ويتابع:”المزعج ان بعض رجال الدين يحاولون تغطية ما يشهده الشارع في السويداء، ونحن نعرف موقف سوريا الى جانب الموحدين الدروز خلال الحرب اللبنانية ولها أفضال على الموحدين الدروز، ووجود أهلنا في سوريا له كل الإحترام والتقدير من قبل القيادة في سوريا، وحتى خلال فترة الحرب على سوريا حصل الدروز على ما لم تحصل عليه باقي المحافظات من تسهيلات، ونتمنى على بعض رجال الدين في السويداء ان يعيدوا حساباتهم لان الدولة في سوريا هي سقف الجميع وهي المدخل للحل”.
ويختم جابر حديثه مشيراً الى غياب الحلول السياسية في لبنان لأن حل الملف اللبناني لا سيما رئاسة الجمهورية بات مرتبط بالسياسة الإقليمية والدولية، والمشهد يقول ان لا حلول في المدى المنظور، وكل المحاولات باءت بالفشل، ويلفت الى ان “العلاقة ايجابية مع مختلف القوى السياسية بشكل عام، وعلى مستوى الساحة الدرزية وتحديدا مع الحزب الاشتراكي يلفت جابر الى ان “هناك نوع من الاستقرار في العلاقة الذي يهدف لإرساء الاستقرار، فالمطلوب احترام خيارات بعضنا البعض، وهناك تنسيق قائم حول بعض الامور ونتمنى ان تكون هناك افضل العلاقات على مستوى الجبل خصوصا ولبنان عموماً”.