تحية الى البطل طربيه العنز في ذكرى إستشهاده
بقلم الأستاذ طارق الداوود- نائب امين عام حركة النضال اللبناني العربي ورئيس مؤسسة سليم الداوود الاجتماعية
اليوم في السادس و العشرين من حزيران، تصادف الذكرى السنوية الثانية والخمسين لاستشهاد المقاوم البطل طربيه العنز إبن قرية الماري الصامدة في عمق أعماق جنوبنا المقاوم العزيز، وفي مثل هذا اليوم من العام 1972، قبل أكثر من نصف قرن ، و فيما كان طربيه العنز يروي مزروعاته فوجئ بقوة من جيش العدو تقترب منه و تنذره بوجوب رفع يديه مستسلماً، فما كان منه إلا أن بادر هو بإطلاق الرصاص عليهم من بندقية الصيد التي كانت رفيقته في البراري، فأردى أثنين منهم قتلى، وتابع الإشتباك فأسقط صهيونيا ثالثاً قبل أن يرتقي شهيدا دفاعا عن أرضه و عرضه.
كان البطل طربيه العنز وحيدا في تلك المواجهة البطولية لكن ذلك لم يردعه عن مقاتلة العدو حتى الرمق الأخير، فروى بدمه الطاهر تراب الوطن المبارك وأسلم الروح شريفا كريما شجاعا مقداما قدوة بين أهله الشرفاء الوطنيين.
لم يفكر لحظه بميزان الربح والخساره ليقرر ما إذا كان عليه إطلاق النار أم لا، بل أعتبر سلفا أن من بديهيات الأمور أن يطلق النار على الصهاينه حتى و لو كان لوحده في مواجهة جيشهم الجرار .
إنها ثقافة الحياة بكرامة التي دفعت بالبطل طربيه العنز أن يطلق النار بتلقائية مطلقه لأنه تربى في بيته على تقديس الوطن مهما كان الثمن .
ختاماً تحية للشهيد البطل طربيه العنز و لأهله و لدرب الوطنية القويم الذي تمثله المقاومة المظفرة، وهي الآن في ذروة عطائها الجهادي تقدم الأبطال بكرم لا يجارى وشجاعة لا نظير لها والنصر آت آت آت لا محال.