وسط التخبّط اللبناني في ظل الفراغ السياسي القاتل، لا سيما في سدة رئاسة الجمهورية، إضافة إلى العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنوب لبنان في حرب لا أفق لها في المدى المنظور، ورغم كل الجهود المبذولة لفصل المسارات بين لبنان وغزة، تأتي زيارة الرئيس وليد جنبلاط إلى قطر لتخرق المراوحة القائمة محلياً وتبقي الملف اللبناني حاضراً في المحافل العربية والدوليةؤ لا سيما وانها تأتي بعد أسابيع قليلة على زيارته الأخيرة إلى فرنسا ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، حيث يستعرض جنبلاط في لقاءاته في الدوحة الآفاق الراهنة.
وإذا كانت بوادر التفاؤل لا تلوم في المدى المنظور على المستوى الرئاسي، إلا أن مخاطر الحرب المقلقة في الجنوب تحتّم أعلى درجات الاستنفار على أكثر من مستوى في محاولة لتجنيب لبنان الإنزلاق إلى هاوية قد لا يخرج منها.
وعن حيثيات زيارة جنبلاط إلى قطر، أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله إلى أنها تأتي في سياق مساعي قطر المباشرة ودورها في اللجنة الخماسية في محاولة لإيجاد مخارج للملف الرئاسي. ولفت في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن تلبية الدعوة القطرية “أمر طبيعي”.
وعن إمكانية حصول أي تقدّم في الملف اللبناني، قال عبدالله إن “الأمور ليست عالقة عندنا كلقاء ديمقراطي وحزب تقدمي اشتراكي، بل نحن الطرف الوحيد الإيجابي، وكنا ولا نزال منفتحين على الجميع ولم نقاطع أي جلسة انتخاب”. وتابع “نخاول دائماً أن نقرّب هذا الاستحقاق إلى دائرة التنفيذ من خلال التعاون مع اللجنة الخماسية بما فيها قطر، وهي تعي هذا الموقف، وسنتابع معهم الجهود على أمل التوصل إلى نتائج ايجابية”.