في ظل ما تتعرض له غزة وفلسطين عموما من حرب إبادة حاول كيان الاحتلال ان يمارس سياسته العدوانية في الداخل المحتل من خلال محاولة هدم بعض المنازل في بلدة يركا داخل أراضي عرب 48 المحتلة وهي ذات الغالبية الدرزية، لكن أهالي بلدة يركا والجوار كانوا حاضرين للتصدي لقوات الاحتلال ومنعهم من تنفيذ عملية الهدم، ومنذ اللحظات الأولى كان الشيخ أبو محمد علي المعدي رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب 48 حاضراً حيث خرج بنداء من أجل التصدي للحملة الاسرائيلية، ونجح الشيخ المعدي بقيادة إنتفاضة درزية في بلدة يركا لمنع هدم المنازل بذريعة عدم قانونيتها، كما تم العمل على اعادة بناء الجزء الذي تم هدمه من قبل قوات الاحتلال.
موقف الشيخ علي المعدي ليس بجديد فهو صاحب وقفات مشرفة وبطولية حيث تعرض للكثير من المضايقات من قبل سلطات الاحتلال، لكنه بقي ثابتا على موقفه لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الى لبنان قبل أشهر قليلة وجولته على المرجعيات الروحية لطائفة الموحدين الدروز، وبالأمس كان حاضرا كعادته للدفاع عن الأرض والعرض بعد ان لبّى أبناء طائفة الموحدين الدروز في الداخل المحتل نداءه والوقوف بوجه محاولة هدم المنازل في بلدة يركا، وكان موقف الشيخ المعدي واضحا في رفض ما تقوم به حكومة الاحتلال من حرب وعدوان، وقال في تصريح له أننا “لن نسمح لهذه الحكومة الظالمة بتنفيذ مخططها، ولن نسمح للشرطة البقاء هنا على أراضي يركا”.
وفي هذا السياق أعربت العديد من الفعاليات الدرزية عن تقديرها وتأييدها لموقف الشيخ المعدي الذي رأت أنه قاد إنتفاضة درزية حقيقية بوجه قوات الاحتلال ولم يمنع فقط هدم المنازل، بل أعاد بناء ما تم تهديمه ما يعبر عن موقف صلب وثابت في منع التعدي على حقوق أبناء طائفة الموحدين في الداخل المحتل، تساءلت هذه الفعاليات عن موقف بعض المسؤولين الروحيين في الداخل الفلسطيني والتي جاءت دون المستوى المطلوب علما انها تسعى للتدخل في شؤون محافظة السويداء بذريعة انها ذات غالبية درزية، فلماذا لم يكن لها موقف واضح من أحداث يركا بمواجهة قوات الإحتلال؟
كذلك تشير مصادر متابعة الى ان موقف الشيخ المعدي يعبر عن الموقف الطبيعي وموقع طائفة الموحدين الدروز لا سيما في أراضي عرب الـ48 والجولان المحتل وباقي مناطق تواجدهم الرافض للتعاون مع كيان الاحتلال، وليس أدل على ذلك الا موقف أبناء طائفة الموحدين الدروز في تلك المناطق الرافضين للحصول على هوية كيان الاحتلال رغم كل ما تعرضوا له وما زالوا من مضايقات، لكنهم لا زالوا ثابتبن على موقفهم الوطني الرافض للتطبيع مع كيان الإحتلال، وما حصل في بلدة يركا دليل قاطع على هذا الموقف الوطني والقومي الثابت لأبناء طائفة الموحدين الدروز.