اخبار محليةالرئيسية

الجامعات الاميركية تنتفض لغزة والشعوب العربية في سُبات عميق

قومية، عروبة، أخوة الدم.. شعارات رفعت منذ زمن طويل ، واذكر اني منذ نشأتي التي كانت في فترة الحرب الاهليه اللبنانيه وانا اسمع هذه الشعارات الرنانة، التي كانت الحكومات العربية تتغنى بها امام العالم اجمع ، ولكن لأني مولود في لبنان وفي زمن الحرب لم يكن لهذه الشعارات اي صدى في عقلي لأن فترة النضوج في بلدي كان الواقع مغايراً لما تعنيه هذه الشعارات بحسب مفهومها ومغزاها.

ومع ظهور حركات المقاومة في لبنان تحركت بعض احرف هذه الشعارات باتجاه هذه المقاومة التي انتظمت في وجه إسرائيل، انطلاقاً من بيروت وباتجاه أقصى الجنوب لدحر العدو الإسرائيلي المحتل.
فشهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في نبرة بعض الحكومات العربيه معلنة التضامن مع المقاومة، التي توقفت عند حدود التضامن والتضامن فقط متخذة السياق القومي والعروبي العظيم .
وبقي هذا التضامن في جوف الحكام ولم يتعد حدود اللسان ، وبعيداً عن هذه الحناجر كان للشعوب العربيه واجباً لإثبات الوجه الحقيقي للتضامن والقومية والعروبه، وترسخت بعض هذه القومية مع تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠ وبدء الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة لتبدأ الأصوات تتعالى بين شعوب المنطقة، وتبدأ بتعبيد اهم الطرق لتحقيق المعنى الحقيقي للقومية والعروبة وبذلك يكون قد سار على سكته الصحيحة.
وتوالت حركات التضامن مع ارتفاع حركات التحرر في فلسطين والمنطقه ومع انتصار عام٢٠٠٦ في لبنان الذي لم يعجب قوى الاستكبار المتغطرسة ، والتي دأبت في حينها على بدأ تمويل حركات متصهينة بتسميات متعدده وقامت بصرف الاموال التي أفرزت “الربيع العربي” الصهيوني على طول مساحات اوطاننا التي من المفترض ان تجمعهم العروبة المزعومة، الامر الذي جعل حكام هذه البلاد تنهش بعضها بعضا” وتبدأ في ادخال الشعوب بسبات عميق جعلته لا يرى عروبته إلا في حفلات الغناء وفي ملاعب كرة القدم لحرف هذه الشعارات عن مفهومها الحقيقي.

ومع مرور الوقت استطاع العدو الصهيوني ان يدخل الشعوب غرفة التخدير الطويل الأمد وبالرغم من ان إسرائيل أوجدت سبباً لهذه الأمم بأن تستفيق من سباتها إلا ان هذه الحرب لم تكن كافية لهذه الشعوب بالاستيقاظ وقد ساعد حكامها العدو في هز مهد هذه الأمم لتبقى نائمه غير آبهة بالخطر المحدق على مصيرها في المنطقه وأكثر من ذلك فقد ساعد حكامهم هذا العدو في حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني .
وفي عزّ المعركه بين العدو وجبهة المقاومة كان من يدعي العروبة في برلماننا اللبناني يقيمون المؤتمرات لدحض المقاومة من تنفيذ واجبها القومي في جنوب لبنان إسناداً لغزة.
ومنهم من توجه زحفاً نحو امريكا مطالبين بالعمل الدؤوب وإطلاق المبادرات بشتى السبل لايقاف هذه الشعوب عن مقارعة العدو لأخذ حقها في بلدها المحتل . من دون ان يلتفت هذا الجمع هنا وهناك في امريكا إلى ما تقوم به إسرائيل منذ ٢٠٠ يوماً قتلاً وتدميراً وابادة في غزة .
غير ان مفهوم القومية استقبل هذه الوفود هناك في بلاد العم السام، حيث انها جاءت مغايره لمفهوم العقل بالأخوة والنسب والعرب.
فلم تستطع شعوب هذه البلاد رغم سياسات بلادها ان تبقى واقفه تتفرج على هذه المجازر اليومية معلنة تضامنها في معظم جامعات امريكا وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومته والمطالبة بحقه بالعيش بكرامه في ارضه ، متحدية كل قرارات الأمم المتغطرسة ضد شعب المقاومة ، رافعة لأول مرة منذ زمن طويل علم المقاومة في لبنان في جامعات امريكا الامر الذي أخذ بعين الجدية مما حدا برئيس حكومة العدو نتنياهو للوقوف مسرعاً وإعلان هذه الحركات من النوع الخطر عليه وعلى أمته المحتلة منذ وقت طويل داعياً أمريكا إلى الحد من هذه التحركات . الأمر الذي ازعج بعض الإعلاميين الأمريكيين وصب جاب غضبه على المتحدث الأمريكي الجديد بالشرق الأوسط ووضعه في خانة التدخل في أمور امريكا الداخلية .
تحرك جعل نتنياهو يقوم ولا يقعد لما فيه من ضرر على حركته المتصهينة ، واني لعلى ثقة اننا لم نكن لنرى نتنياهو قد تجدب في سريره، لو ان هذه التحركات قد حصلت في شوارعنا العربية لثقته ان حكام هذه الدول لن تكون إلا تحت امرته في اخفاق هذه التحركات، ولن تنتهي إلا في جعل هذه الحكومات حركاتها كحركات طير النعام وهو دس رأسه في الارض ليبقى في سبات عميق .
وتسألونا عن القوميه والعروبه وإخوة الدم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى