الرئيسيةمجتمع ومنوعات

مؤسسة الدكتور عبدالله سعادة نظمت ندوة حوارية حول “راهنية فكر أنطون سعاده”

إنعقدت في مبنى مجلس إنماء الكورة، ندوة حوارية بعنوان “الأول من آذار سعادة: راهنية فكر أنطون سعاده”، بناء على دعوة عامة من مؤسسة الدكتور عبدالله سعادة حيث أسهم المداخلون على الإضاءة على فكر انطون سعادة الرؤيوي والمستشرف.

وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الأمة، استهلت الندوة بكلمة للأمين جورج ضاهر الذي قال: “مائة وعشرون عاماً مرت على مولد أنطون سعادة، باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية، ومازال فكره وقدوته يشكلان نبراساً لحياة أمة بأسرها. حقبة كبيرة من الزمن لكن شيئاً لم يتغير بل على العكس ازدادت حالة الامة سوءًا، فأمتنا مازالت ممزقة الى كيانات، وتعاني شتى انواع الاحتلالات وأخطرها الاستيطان اليهودي السرطاني في جنوبها النازف فلسطين”.

أضاف: “عقود من الزمن والأمة ما زالت بعيدة عن ايقاع فكره الرؤيوي في بعث نهضة وقيام الدولة القومية الديموقراطية العلمانية. لكنه وعلى الرغم من ذلك فأنها ما زالت تقاوم وبشراسة مفاعيل التجزئة والاحتلال والعدوان المستمر عليها خاصة على أرض فلسطين”.

وتابع: “ليس من باب التعصب الحزبي، بل من منطلق الموضوعية وبلغة العقل، العقل “الشرع الأعلى” كما أسماه سعادة، نستطيع التأكيد بأن فكر أنطون سعادة لا يزال يحمل راهنية، وهذه الراهنية نابعة من منهجه واحترامه أولاً لفكرة العقل، وفكرة العلم، وقد بنى كل مشروعه النهضوي على أساس العلم، وبالبناء على هذا الأساس سمح لعقيدته وتجاربه ان تكون مفتوحة على كل علم جديد، وبالتالي هذا الفكر ليس جامداً. لذلك فإن اعتقاد البعض بأن فكر انطون سعادة لا يحتاج الى اي تدخل من مفكرين ومثقفين ليس اعتقاداً صائباً، فهو من قال ان العقل هو الشرع الأعلى. لكن للتدخل شروطه العلمية والمنهجية والفكرية، وليس الارتجال. فدراسة النصوص عند سعادة واجب ودراسة المقالات والافكار انطلاقاً من قوله انه لم يقدم شيئاً جامداً ومقفلاً ونهائياً واجب ايضاً، وهو القائل: “إنّ المبادئ هي مكتنزات الفكر والقوى، هي قواعد إنطلاق الفكر، وليست المبادئ إلا مراكز إنطلاق الفكر في اتجاه واضح، إذا لم نفهمها صعب علينا أن نفهم حقيقة ما تعني لنا كيف نؤسس بها حياة جديدة، أفضل من الحياة التي لا تزال قائمة خارج نطاق نهضتنا. من هنا نرى ان أي شخص درس منهج انطون سعادة تسهل عليه معالجة وتحليل الظواهر داخل المجتمع. وحين نتعاطى مع سعادة كنص نستخدمه ونكرره في كل زمان ومكان فإننا نسيء له، أما اذا استخدمنا نصوصه من خلال منهجه ومفاهيمه يصبح من السهل معالجة كل المسائل”.

وختم: “لقد علمنا أنطون سعادة أن المبادئ للشعوب، وليست الشعوب للمبادئ. حتى الحزب الذي أسسه هو وسيلة لتحقيق الغايات الكبرى وليس هدفاً بحد ذاته، والبشر يلعبون دوراً كبيراً في تطوير العمل وأدواته وأفكاره. والواقعية ليست نقيض المبدئية، لكن هذا لا يعني أننا مع الواقعية التي تؤدي إلى الانتهازية، ونعتقد أن الواقعية في الأحزاب العقائدية يجب أن تكون مصانة بالمبادئ والمفاهيم الاخلاقية الجديدة التي تحميها من الانتهازية والانحراف. من هذا المنطلق اردنا فتح الحوار وطرح الاسئلة حول راهنية فكر سعاده والتحديات التي تواجه القومية الاجتماعية، عسانا ومن خلال مساهمة السادة المشاركين نجد سوياً اجابات تثبت صحة المنطلقات والمرتكزات الفكرية وتبيان استجابتها للتحديات الراهنة”.

فرنسيس

بدورها قدمت الإعلامية غدي فرنسيس مداخلة أضاءت فيها على جوانب من فكر سعادة، ودعت الى “ملاقاة فكر هذا الرجل العظيم لنكون على صورته ومثاله، وإلى عدم التقاعس في أداء رسالتنا ودورنا المقاوم”.

ساسين

بعدها تحدث المحامي شوقي ساسين الذي قدم شروحا حول مفاصل مختلفة من فكر سعادة، خاصة الثقافية منها وكيف أن حركة الحداثة في الشعر العربي انطلقت من فكر سعادة الذي ألهَم الأدباء ليكون الادب إلتزاماً بنظرة جديدة إلى الحياة والكون والفن. ليصل بعدها المحامي ساسين للقول أن “هذا الفكر لا يزال يحتفظ على ارض الواقع براهنية صاعقة وكأنه وُلِد اليوم صباحاً وليس منذ مئة سنة، ما يدفعنا للتساؤل هل نحن أمام راهنية فكرٍ أم تجمد زمان؟ وإن كل ما طرحه سعادة منذ بداية نشاطه من نظرة وحلول وآليات تطبيق لا تزال راهنة حضور تتحدى الإنسان فينا والأوان”.

كما كانت مداخلة للدكتور وسام عيسى عن راهنية فكر سعادة فتحدث عن محطات تاريخية في مسيرة هذا العظيم، وعن فلسطين وديمومة الأمة مستشهداً بكتاب فرنسيين، ليؤكد أنه وبعد تجاربه الشخصية في أرض الوطن وعبر الحدود أن لا خلاص إلا بهذا الفكر، الدواء الشافي لكل عللنا.

أخيراً تحدث رئيس مؤسسة الدكتور عبدالله سعادة، الأمين سليم سعادة الذي بدأ كلامه بأن فكر أنطون سعاده يصلح لكل زمان ومكان، قائلاً أن “سعادة مفكر وطني ذو نظرة شمولية لا يمكن مقارنته بأحد، لانه لم يستعر شيئاً من الداخل ولا من الخارج إنما أنشأ فكراً وعقيدة وحزبا”.

وختم بالتحدث عن نبوءتين لسعادة الأولى في ما خص الوطن السوري وكل ما يحصل له، والثانية إقتصادية عمادها القيمومة.

ثم تحولت الندوة الى جلسة حوارية مع الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى